الرأي

صناديق الباك

عمار يزلي
  • 1439
  • 3
أرشيف

مع اقتراب موعد إعلان نتائج الباك، كثير من التسريبات تقول إن نسبة النجاح هذه السنة، إن لم تنجح الوصاية في تضخيم النقط، ستكون كارثية.
إحدى النقابات التي لا تستصيغها الوصاية، تقول إنها أجرت تجربة إحصائية على عيِّنة خلال التصحيحات، وقد تأكد لها أن معدل النجاح لن يزيد عن 21.18 من المائة، والأسباب متعددة والهمّ واحد: الإضرابات التي عرفها القطاع لأشهر مع عدم التمكن من إكمال البرنامج الدراسي في كثير من الأحيان، إضافة إلى قطع الأنترنت.. أي منع الغش الإلكتروني. وإذا صحت هذه الافتراضات وهذه النِّسب، وهذا ليس بمستبعد، نظرا للمستوى القياسي الماضي في التدهور في القطاع، ليس في الباك بل في شهادة التعليم المتوسط والسنكيام، حتى أن الوزارة أخذت قرارا بمعاقبة الطاقم التربوي والإداري في المتوسطات التي لم تحصل على نسبة نجاح أعلى من 22 من المائة، من خلال منعهم من الخروج في عطلة، وعليه، قلنا، ليس بالمستبعد أن تقدم الوصاية برفع نسبة “المشاركة في الانتخابات الباكاوية”، لكي لا نبكي على الأطلال، إذ أن الكل يعرف أن السبب الرئيسي في هذا الفشل “الضريع” هو تحصيل حاصل حصيلة، لمنظومة تربوية وتجربة “فرنسية مستمسخة” عندنا حصلنا فيها.. منذ 2014..
الوصاية كانت تريد أن تنهض بالقطاع ورفع نِسب النجاح إلى مستوى نسبة النجاح في فرنسا التي تتجاوز 80 من المائة. غير أن هذا كان يتطلب من الوزارة أن تفرض شروط هذه النقلة النوعية في “المدرسة الفرنسية في الجزائر”، التي لا شك أن شيطان فرنسا هو من سوّل لهم وأملى لهم بذلك، وهي شروط على أيِّ حال موجودة في اتفاقيات إيفيان المعلنة (البعض يتحدث عن بنود غير معلنة قام بها العمل لمدة 50 سنة، انتهت في 2014، وتم تجديدُها من خلال الإصلاحات النورانية.. الجديدة.. الذي هو “الجيل النوري”..
إذا حدث وأن انتكست النتائج بما لا يساعد الوزارة على البرهنة على نجاعة الإصلاحات “التنويرية”، وفعالية البرنامج التربوي “النوري”، فإن هذا يخشى منه أن يقلِّب المعادلة إلى”العلم نور والجهل نورية”. ذلك أن العمل على استنساخ التجربة الفرنسية الممسوخة أصلا ستفشل لا محالة فنرغب في العودة للوراء فنعجز، ونريد أن نتقدم فنبرك.. آخر ما رشح من معلومات في هذا الصدد أن الوزارة بعثت لمديريات التربية بتعليمة لمعالجة انخفاض نسبة النجاح في الباك هذه السنة، مما قد يشكل أنفلونزا سياسية موسمية، بفعل الاحتجاجات التي تخاف منها السلطة: احتجاجات الصغار الذين يخافهم الكبار. لهذا رأت الوزارة أن تعمل على حل مشكل سياسي قد يحصل بفعل قضيَّة تربوية، كيف؟ عن طريق تعليمة تطلب فيها من المصححين احتساب بعض الأجوبة المعتبَرة خاطئة بحكم السؤال الصعب، على أنها صحيحة..أي أن هناك “باريم” جديدا للتنقيط: عن طريق إسقاط الأسئلة الصعبة، وأيضا اعتبار بعض الإجابات صحيحة على الرغم من أنها خاطئة أو شبه خاطئة، كون الأسئلة كانت صعبة، وهو عذر أكبر من ذنب.
هذا الإجراء، يفيد أن هناك رغبة في رفع مستوى النجاح لتجاوز غلطة قطع الانترنت؛ إذ كان على السلطة والوزارة أن تترك التلاميذ يغشون.. آآليز.. عوض أن تُحدث صندوق زكاة في كل مرة للتبرع بالنقط على كل تلميذ لم يعرف الإجابة. المهم أن ترفع النسبة، تماما كما تعوَّدنا على نرفع نسبة المشاركة في الانتخابات عن طريق التضخيم والحشو..
الله يجيب الخير..آآآ (العربي).. بلخير.

مقالات ذات صلة