-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

صوت العقل

صوت العقل

العلماء ورثة الأنبياء، وهم أهل الحكمة والعقل، كلما همشوا ولم تعلو كلمتهم في أي مجتمع، كانت تلك إشارة تخلف وتقهقر، وكلما علت كلمتهم وطلبت نصيحتهم واستمع لهم الناس وطبقوا توجيهاتهم، كان ذلك صمام أمان من الانحرافات والانزلاقات والفتن.

وما دخلت الجزائر في أزمة دموية أتت على الأخضر واليابس إلا لأن صوت الحكمة والعلم خفت واندثر في مقابل بروز أصوات نشاز تتكلم باسم الدين فتحلل وتحرم وتخوض في قضايا عجز العلماء عن الوصول إلى كلمة الفصل فيها، فظهر أشباه علماء يفتون بالقتل والترويع، بل إن بعض العلماء والدعاة المعروفين أنفسهم سقطوا في الفخ، وتكلموا وأفتوا في دماء الجزائريين دون أن يعرفوا واقعهم.
سالت دماء وسقطت أرواح بريئة وخربت بيوت وهجر الملايين من قراهم ومداشرهم، بسبب فتاوى زائفة غذتها انحرافات وتجاوزات صادرة عن منتسبين للسلطة حينها، وهي مآس لا يمكن أن تنسى أو تطمس مع الزمن، غير أنه من الواجب تجاوزها وأخذ الدروس منها، لأن لا نقع في فتن مشابهة مستقبلا. 
ولأن الأفكار التكفيرية لازالت موجودة، ولازالت تستهوي الشباب الجاهل بدينة، فإن ذلك مؤشرا على وجود خلل ما في العلاقة بين العلماء والشباب، وعليه وجب اكتشاف هذا الخلل وتصحيحه، وذلك هو الهدف الذي تسعى “الشروق” إلى تحقيقه من خلال استضافة العلماء وتكريمهم وإيصال كلمتهم إلى الجمهور العريض، من أجل إعادة المكانة الريادية لهم في توجهات الناس وأفكارهم.
لقد بدأت نوازع التطرف والإرهاب في دول عربية أخرى، لكنها لم تصل إلى الدرجة التي حدثت في الجزائر، لأنها حوصرت في مهدها بتجنيد العلماء وقادة الفكر والكلمة، ولم تواجه بالسلاح فقط.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!