الرأي

ضربة للفساد!

جمال لعلامي
  • 1468
  • 3
ح.م

في انتظار التنفيذ، رسميا، الكثير من القرارات المتضمنة في قانون المالية التكميلي للعام 2020، جاءت لصالح المواطنين، وخاصة “الزوالية” والفئات الهشة منهم، فرفع الأجر الوطني المضمون، وإلغاء الضريبة على دخل ملايين العمال والمستخدمين، وعودة استيراد السيارات الجديدة، كلها إجراءات تستحقّ الإشادة والتثمين، طالما أنها في خدمة الوطن والمواطن!

المتمعّن في تفاصيل قانون المالية التكميلي، يتوقف عند الكثير من “نقاط الظلّ” التي قلبت الطاولة على التدابير “الغريبة” التي تبنتها الحكومة السابقة، على الصعيدين المالي والاقتصادي تحديدا، وهي المضامين المستمدّة تقريبا من “مسودة” مشاريع حكومات النظام السابق، والتي أفلست المواطنين، وكانت دائما في صفّ “الأوليغارشية” وما سمي بمصانع “نسف العجلات”، التي التهمت الملايير الممليرة، وأشعلت النار في أسعار مركبات “دي زاد”!

“السميغ” لم يعرف منذ سنوات طويلة، أيّ مراجعة، لا بالزيادة ولا النقصان، وبالتالي، فإن مراجعته الآن، قرار إيجابي، ومكسب للعمال “المهرودين”، في انتظار مراجعات جديدة تحسّن الأجور والقدرة الشرائية لعوام الموظفين والمواطنين، موازاة مع إسقاط الضريبة على الدخل الذي يقلّ عن 30 ألف دينار، وهو ما سينعش بدوره الرواتب!

الجزائريون كانوا ينتظرون “استيراد السيارات الأقل من 3 سنوات”، حسب ما تضمنه قانون المالية لعام 2020، لكن، الظاهر أن هذا القرار استبدل بقرار استيراد السيارات الجديدة، وهو ما سيمنع “مضاربين جُدد” من تفريغ جيوب الجزائريين وإغراق السوق الوطنية والشوارع والمحاشر بالخردة القادمة من أوروبا وغيرها من البلدان المصنّعة والمستوردة!

المراجعة حقّ الشفعة، وقاعدة 51/49 وإعفاء عديد الأنشطة من الرسوم، ومراجعة الضريبة على الثروة، وإلغاء النظام التفضيلي لاستيراد مجموعات ckd وskd لتركيب السيارات، كلها قرارات وصفها خبراء ومتابعون بالخطوة الشجاعة، التي بوسعها أن تعيد ترتيب الأوراق الاقتصادية والمبعثرة، نتيجة سوء تسيير الحكومات السابقة موازاة مع تغوّل الفساد وتسمين المفسدين!

هي دون شكّ ضربة موجعة ومؤلمة وقاصمة لمعاقل الإفساد، التي استفادت بالطول والعرض خلال السنوات الماضية، تحت “الرعاية السامية” للنظام الذي أنهاه وغيّره حراك 22 فيفري السلمي بحماية ومرافقة الجيش الوطني الشعبي، وهاهو قانون المالية التكميلي، يعيد ضبط عقارب الساعة على توقيت مصلحة البلاد والعباد، بعدما أرجأه الرئيس تبون في وقت سابق، بسبب جائحة كورونا، في انتظار أن يتنفس الجزائريون الصعداء، من الأزمة الصحية، ويعاودون حياتهم الطبيعية بمكاسب طالبوا وحلموا بها!

مقالات ذات صلة