طفلكِ والهواتف المحمولة؟

يعتبر الهاتف المحمول وسيلة رائعة للتواصل فى كل مكان وأوان، لكن يبقى السؤال دائما حول العمر المناسب لتقديمه هدية للطفل، مع الوضع فى الاعتبار أن هذا القرار قد يكون صعبا على الكثير من الأهالى، لأنه ليس مقتصرا فقط على العمر، بل هناك عوامل أخرى ينبغي مراعاتها، وعلى الأم خاصة أن تفكر ألف مرة قبل أن تقدم على هذه الخطوة.

إن امتلاك الطفل لهاتف محمول هو أمر يجعل الأم بكل تأكيد تشعر بالراحة كونها تستطيع التواصل معه متى أرادت للاستعلام عن مكانه ومعرفة برامجه، وأيضا بالنسبة للحالات الطارئة فإن الهاتف المحمول سيكون مفيدا جدا إذا كان مع الطفل وأرادته أن يلتحق بها، هذا فضلا عن تعزيزه لشعور الطفل بالفخر بين أصدقائه كونه مثله مثلهم يمتلك شيئا ذا قيمة، لكن مع هذه الإيجابيات كلها هناك سلبيات لا ينبغي تجاهلها والتغافل عنها‘ وعلى الأم التفكير فيها عندما يأتى الأمر لتحديد ما إذا كانت ستشترى لطفلها هاتفا محمولا أم لا، مثل كيفية ومكان استخدام الطفل للهاتف المحمول، مع إمكانية قصر مكالمات الهاتف على الأهل فقط إذا كان هذا الهاتف هو الأول للطفل الصغير، أما إذا كان الطفل الأكبر سنا فإنه قد يحتاج للمزيد من الحرية فى استخدام الهاتف وخاصة فيما يتعلق باستقبال وإجراء المكالمات .

عن الجانب الصحي والنفسي يرى العديد من الخبراء والأطباء أن وجود الهاتف المحمول مع الطفل فى وقت النوم أمر من شأنه أن يؤثر على نمط نومه، مع الوضع فى الاعتبار أن هناك الكثير من الأطفال والمراهقين ينامون وبجانبهم هواتفهم المحمولة ، وهذا أمر بالغ الخطورة لأن عادات النوم السليمة مهمة وضرورية لنمو الطفل، ولذلك يجب على الأم أن تضع بعض القواعد الخاصة باستخدامه للهاتف خلال وقت النوم حتى يتمكن من الحصول على كفايته من النوم.

من جهة أخرى تعتبر الهواتف المحمولة التى تحتوى على كاميرا ممتعة للطفل، ولكنها أيضا قد تشكل بعض المخاطر عليه، ويجب أن يعلم أنه لا يجب أن يلتقط لنفسه أي صورة قد يخجل منها فى المستقبل بشكل أو بآخر، كما أن إمكانيات الهواتف المحمولة لم تعد بسيطة مثل تلك الإمكانيات التى قد تريدها الأم أو تتوقعها لذلك ينبغي المراقبة عن بعد، والتوجيه، والمراقبة إن لزم الأمر.

إن معظم الهواتف المحمولة حاليا تكون مثل الكمبيوتر وبها العديد من الإمكانيات التى تمكن الطفل من الاتصال بالإنترنت ولذلك يجب عليك أيتها الأم أن تحضّري طفلك جيدا وتضعي له بعض القواعد الإرشادية حتى تضمني سلامته، فالعمر عامل مهم بكل تأكيد ولكن ليس بأهمية مدى نضج ومسؤولية الطفل، وهى أمور إذا نجح فى إظهارها لكِ فإنكِ بالتأكيد ستشعرين بالاطمئنان.

يمكنكِ أن تقررى إعطاء طفلكِ هاتفا محمولا إذا فكرتِ فى عوامل الأمانة وإذا كان الطفل يحتاج للتواصل الاجتماعى مع أصدقائه، ولكن يجب أيضا أن تفكرى فيما إذا كان الطفل سيستخدم الهاتف بطريقة سلبية أم إيجابية.