جواهر
لأنها كانت تضظهده

طفل جزائري يريد الانتقام من مربيته بهذه الطريقة!

سمية سعادة
  • 6490
  • 12
أرشيف
تعبيرية

لا تفكر الكثير من الأمهات في اختيار الروضة المناسبة لطفلها، بقدر ما تفكر في إيجاد مكان يخلصها من عبء ثقيل وهي ذاهبة إلى العمل.

وكثيرا ما يستمر لدى الأم هذا الشعور براحة البال، طالما أن هذا الكائن الصغير لا ينقل لها من يثير قلقها.

وفي اللحظة التي تكون الأم مشغولة بعملها، يكون طفلها قد تعرض لمواقف سيئة لا تنتبه إلا بعد مرور سنوات.

في هذا السياق، طلبت إحدى الأمهات الجزائريات استشارة المختصين الاجتماعين في أمر لم تكتشفه إلا بعد ثلاث سنوات من خروج ابنها من الروضة، حيث تقول:

أدخلت ابني ذو العامين ونصف إلى إحدى الرياض لأتفرغ للعمل وتربية أخته الأصغر.

ولاحظت منذ البداية أن صاحبة الروضة امرأة صعبة المراس، وهناك من أكد لي هذا الأمر من الأمهات.

ولكنني لم أربط هذا الأمر بنوبة البكاء التي تسيطر على ابني كلما حان وقت دخوله إلى الروضة، وفسّرت الأمر على أنه يتدلّل.

ولاحظت بعدها أن ابني أصبح حزينا جدا، وكلما جنّ الليل ينفجر باكيا، ثم يسألني:”هل تحبينني يا أمي؟”. وعندما ينام، يستيقظ مفزوعا ويطرح عليّ نفس السؤال.

لم ألق بالا لهذا التصرف، لأنني كنت منشغلة بتربية أخته الأصغر منه، بالإضافة إلى شعوري الدائم بالتوتر.

واكتشفت فيما بعد أن مربية الحضانة وضعت ابني مع الأطفال الأكبر منه سنا، وكانت لا تخفي استياءها منه لأنه لا يعرف كيف يقص ويرسم ويتحدث بطلاقة مثل زملائه لذلك كانت تضربه.

والغريب، أن هذه المربية لم تكتشف السن الحقيقي لابني إلا في عيد ميلاده، حين رأت الشمعة بشكل رقم 3 فصارحتني أنها وضعته مع الأطفال الأكبر منه سنا.

بعد مدة، التقيت مع مشرفة على الأطفال تعمل معها، فنصحتني أن أسحب ابني من روضتها لأنها إنسانة غير سوية، لدرجة أن كل العاملات توقفن عن العمل معها.

ومما أفضته لي هذه المشرفة، أن صاحبة الروضة تعامل الأطفال بحسب مستوياتهم الاجتماعية، فتعامل أطفالا معينين معاملة طيبة، وتعامل أخريين بالتهميش و”الحقرة”.

انتظرت حتى نهاية السنة لأنهي علاقة ابني بهذه الروضة ولم أصارح زوجي بالحقيقة لأنني أنا من اخترت هذا المكان.

واليوم بلغ ابني من العمر 6 سنوات، وهو في السنة الأولى من المدرسة، وكثيرا ما يرغب في الاسترسال في الحديث عن “مربيته”ولكنني أقاطعه قائلة: “دعنا منها”.

إلى أن ذهبت إلى بيت أهلي، وكنت جالسة بين أمي وأخواتي، حينها فتح ابني قلبه على سر لم يعرف كيف يبح به طيلة وجوده في الروضة لأنني لم أسمع له، حيث قال، وهو يذرف دموعا حارة وكأنه شخص كبير:

لماذا كنت تأخذينني إلى تلك الروضة؟! ألم أطلب منك أن تخرجيني منها؟!

ذات مرة ضربتي المربية وطلبت مني أن أنام، وحينما استيقظت، وجدت نفسي وحيدا في الظلام وباب الغرفة مغلقا، بدأت أبكي وأنا أحاول أن أفتح الباب فجاءت المربية، فضربتني مرة أخرى وأغلقت الباب وهي تقول لي:”شح فيك” أصدقاؤك في الطابق العلوي يلعبون”.

وعلمت فيما بعد أن إحدى قريباتي أخرجت ابنتها من هذه الروضة بعد أسبوع واحد فقط لأن المربية أمسكت ابنتها من ثيابها ورمتها على الجدار.

وما هالني فعلا، ما بات يفعله ابني ليتخلص من عقد المربية، حيث أخبرني أنه عندما يذهب إلى المدرسة يكتب على الورقة: “مدام آسيا شريرة، وربي يدخلها للنار” ثم يضع هذه الورقة في الدرج ويعود إلى البيت.

طلبت من ابني أن يحضر الورقة التي كتبها وأخفاها في الدرج، وعندما جاء بها تركته يحرقها حتى يستريح.

ورغم ذلك، بدأ يلح عليّ أن أصطحبه إليها ليضربها بشدة ويصرخ وفي وجهها، ويقول لها” أنت شريرة.. ستدخلين النار”.

بكيت كثيرا، وندمت لأنني تركت ابني تحت رحمة امرأة لا تعرف الرحمة، فهل أحقق له رغبته لينسى ما حدث في غفلة مني؟!

ربما من حسن حظ هذه السيدة أن ابنها كشف عن سبب عقدته من مربيته في سن مبكرة، فماذا لو كتم سره بين ضلوعه إلى أن بلغ مرحلة المراهقة أو الشباب، هل يمكن حينها أن تظل العقدة على حالها، أم تتعقّد أكثر ويصبح “فكّها” كفك قنبلة مؤقتة؟!

إن هذه المواقف المسيئة التي يتعرض لها الأطفال في سن مبكرة هي التي تخلق جيلا مريضا نفسيا يحاول أن يعبر عن خذلانه بالأسلوب والمكان غير المناسبين، لذلك انتشرت الجرائم وكثر المنحرفين.

فمتى ينتبه الآباء والأمهات أن أطفالهم مسؤولية مقدسّة ينبغي تحملها كاملة، وليس عبئا ثقيلا يحاولون التخلص منه عند أي باب مفتوح؟

مقالات ذات صلة