-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ظلام الكرة الجزائرية !

بديع بغدادي
  • 1878
  • 0
ظلام الكرة الجزائرية !

الفضيحة التي فرملت ملعب الوحدة المغاربية ببجاية، السبت، تكرّس ببساطة الظلام الدامس الذي باتت كرتنا تتخبط فيه رغما عن أنف الأنوار المصطنعة المبثوثة هنا وهناك.

قد يقول قائل “لا داعي للتهويل” وما حدث في أرض الحماديين يحدث في مختلف دول العالم، لكن ألم يعد مسلسل الانقطاعات الكهربائية مقرفا في بلد أريد له أن يجترّ مهازل التسيير رغم كل الذي حدث قبلا، في صورة الذي حدث ليلة العاشر جويلية 2001، التي كانت شاهدة على سابقة حينما توقف نهائي كأس الجمهورية بين اتحاد الجزائر وشباب المشرية (1 – 0) لما يزيد عن العشرين دقيقة إثر انقطاع الكهرباء في حضور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وكافة أعضاء حكومته.

الظلام الذي نتحدث عنه لا يخص فقط انقطاعات الكهرباء التي أضحت ظاهرة عادية في بلد الطاقة، بل يخص أيضا أوجها أخرى، فالخضر الذين لا تفصلهم سوى خمسة أشهر فحسب عن المونديال الرابع في تاريخهم، يبدو أفقهم مظلما، في صورة “الكوادر” الذين لا يلعبون، وحمى البحث عن لاعبين في وقت قطعت منتخبات أخرى نصف مشوار الإعداد.

لا يعقل هنا أن يجتر حاليلوزيتش خطايا سعدان ويعمد إلى البحث عن أسماء جديدة، سيما وأنّ المعني أنفق نصف وقته في التذمر من غياب الانسجام بين لاعبيه، ويُفترض أنّ البوسني حسم قائمة الموندياليين التي لن تحتاج لاحقا سوى لبعض التعديل أو التدعيم.

الظلام المعشش ينسحب أيضا على نوادي الكرة التي لم تسلك بعد دروب الاحتراف رغم المال الكثير الذي استفادت منه لتفادي الانحراف، ولعلّ الذي يحدث في بيت البطل وفاق سطيف وكذا العميد وغيرهما، يعني ببساطة أنّ خروج كرتنا من عنق الزجاجة لن يكون غدا، سيما أمام استقالة الفاف وتحججها بحكاية القوانين.

إنّ استمرار الظلام الكروي في الجزائر، يعني هيمنة لغة الإفلاس الذي لن تغطي عنه إنجازات المنتخب الأول، وإذا كانت سائر الأمم عربيا وعالميا تتوقف عند أي عثرة ولو كانت صغيرة لتقويم الأوضاع واستخلاص الدروس، فإنّ القوم في ديارنا يرتضونها فيما يبدو عوجا، بما يطيل امتداد النفق.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!