-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الرئيس الفرنسي يواصل مساعيه لتهدئة "حرب الذاكرة"

عائلة المناضلة جيزال حليمي تفسد “عرس” ماكرون

محمد مسلم
  • 4115
  • 0
عائلة المناضلة جيزال حليمي تفسد “عرس” ماكرون
أرشيف
الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون

أفسدت عائلة جيزال حليمي، المحامية التي دافعت عن قيم الثورة الجزائرية، “العرس” الذي يحضر له الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تكريما للمناضلة الراحلة هذا الأربعاء الثامن من مارس 2023، الذي يصادف عيد المرأة، وهو التكريم الذي يندرج في إطار مشروع مصالحة ذاكرة الاستعمار الفرنسي في الجزائر، الذي باشره الرئيس ماكرون.
ورفض سيرج حليمي، الصحافي والمدير السابق لمجلة “لوموند دبلوماتيك”، وهو نجل المناضلة الراحلة المتوفية قبل نحو ثلاث سنوات، حضور الحفل وأرجع ذلك لأسباب سياسية، وفق ما جاء في بيان أرسله إلى وكالة الصحافة الفرنسية، في الوقت الذي تشهد فرنسا تعبئة ضد مشروع إصلاح نظام التقاعد، علما أن جيزال حليمي كانت قد نددت باستخدام الجنود الفرنسيين للتعذيب أثناء الحرب التحريرية الجزائرية، الأمر الذي أدى إلى سجنها.
وخاطب نجل المحامية التي دافعت عن المجاهدة جميلة بوباشة ومجاهدين آخرين، الرئيس الفرنسي عبر وكالة الصحافة الفرنسية، قائلا: “لن أشارك. يأتي قرار الإليزيه بعد أكثر من عامين من المماطلة، وفي الوقت الذي يتم فيه تعبئة البلاد ضد إصلاح منظومة التقاعد غير المنصفة للغاية، وخاصة النساء اللواتي يشغلن الوظائف الصعبة”، ما يشير إلى أن قرار الرئيس الفرنسي بتكريم الراحلة، جاء جد متأخر بالنسبة للعائلة.
كما أحس سيرج حليمي بنوع من الإهانة في الخطوة التي قررها الرئيس الفرنسي، وندد بالطريقة التي تم بها تنظيم هذا الحفل، عندما قال إنه تم إبلاغه “فجأة” هذا الأسبوع من قبل قصر الإليزيه “في نفس الوقت مع الصحافة”، غير أن الابن الآخر للمناضلة، جان إيف حليمي، تلقى الدعوة بارتياح كبير، وقال إنه “راضٍ للغاية” عن الإعلان عن هذا التكريم، الذي “لطالما اعتقدت أنها تستحق ذلك”، في إشارة إلى والدته.
ولم يكن نجل جيزال حليمي (سيرج) هو الرافض الوحيد من عائلة وأصدقاء المناضلة الراحلة، للمشاركة في حفل ماكرون، بل توسعت دائرة الغاضبين لتشمل الهيأة التي أنشأتها المحامية في بداية سبعينيات القرن الماضي رفقة سيمون دي بوفوار، للدفاع عن النساء، والمعروفة باسم “Choisir- la cause des femmes”.
وقالت فيولين لوكاس رئيسة الجمعية في بيان عمم على الصحافة: “تنظيم هذه التكريم الوطني في خضم الاحتجاج على إصلاح نظام التقاعد يعتبر استغلالا سياسيا”، وخلص البيان الذي وقعته إلى التأكيد على أنها لن تشارك في الحفل المقرر عقده في قصر العدالة بباريس أيضًا.
ويعتبر تكريم الرئيس الفرنسي للمناضلة الراحلة، استمرارا لمشروعه الرامي إلى مصالحة ذاكرة الاستعمار الفرنسي في الجزائر، بحكم ماضي جيزال حليمي المعروف بمساندة الثورة الجزائرية والدفاع عن المجاهدين أمام القضاء الاستعماري، الذي كان جائرا في حق الجزائريين، وإن كان المراقبون لا يستبعدون أن يكون لهذا التكريم بعد آخر يتمثل في تكريم الراحلة من أجل الدفاع عن حقوق النساء، وذلك بالنظر لاختيار موعد الثامن من مارس، الذي يصادف “عيد المرأة”.
وسبق للرئيس الفرنسي أن كرّم جوزيت أودان، أرملة المناضل والثائر المساند للثورة التحريرية وعالم الرياضيات، موريس أودان، الذي اغتيل على أيدي المظليين الفرنسيين، كما كرم أيضا عائلة المرحوم علي بومنجل، محامي الثورة التحريرية، الذي قضى بدوره على أيدي مجرمي الجيش الفرنسي، وذلك بعد ما أشاعت الدعاية الاستعمارية بأنه انتحر في حبسه، حاله حال المغدور موريس أودان.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!