-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
صورة على "الفايس بوك" كشفت تواجده بمصحة عقلية

عائلة تعثر على ابنها بعد 17 سنة من إعلان وفاته

زبيدة بودماغ
  • 2922
  • 0
عائلة تعثر على ابنها بعد 17 سنة من إعلان وفاته
ح.م

في قصة إنسانية جد غريبة ومؤثرة، عثرت عائلة تنحدر من مدينة الغزوات في الغرب الجزائري، على ابنها الذي اختفى منذ أكثر من 20 سنة كاملة، بل إن العائلة كانت قد أعلنت وفاته وقامت بدفن جثة مشوهّة لشخص آخر باسم ابنها المختفي، قبل أن تكتشف بعد كل تلك السنوات، بأن ابنها لا زال حيا يرزق ويقيم في مستشفى الأمراض العقلية بمدينة الحروش في ولاية سكيكدة.

القصة المؤثرة بدأت تفاصيلها عندما قامت إحدى الممرضات التي تعمل بمستشفى الأمراض العقلية بالحروش، بنشر صورة لأحد المرضى المقيمين في المستشفى منذ عدّة سنوات، على صفحة “الفايس بوك” للهلال الأحمر الجزائري، وذلك في محاولة منها للتعرف على أهل وعائلة هذا المريض الذي دخل المستشفى بتاريخ 6 جانفي من سنة 2007، بعد أن تم العثور عليه هائما، وقتها، في شوارع مدينة الحروش، وظهرت عليه سلوكات غريبة توحي بإصابته بأمراض نفسية وعصبية، تستدعي إدخاله إلى مصحة الأمراض العقلية بغرض إخضاعه للعلاج، والتي ظلّ يقيم فيها على مدار نحو 15 سنة كاملة، دون أن يزوره أحد، حيث مرّت الأعياد ومختلف المناسبات دون أن يسأل عنه أحد من أقاربه أو معارفه.

 يدفنون جثة مشوّهة على أنها لابنهم

غير أن نشر الممرضة لصورة هذا الشخص أحيّت قصته من جديد وكشفت بأن له أهل وعائلة كانت تعتقد أن ابنها قد توفي منذ نحو 20 سنة كاملة، لتعلن وفاته سنة 2003، وهي السنة التي خرج فيها من بيته بالغزوات، وبعد أيام طويلة من البحث عنه استمرت على مدار أشهر، يئست عائلته في العثور عليه من جديد. والغريب في الأمر أن عائلة المريض تلقت، في تلك السنة وتزامنا مع اختفاء ابنها، اتصالا هاتفيا من أحد المستشفيات بولاية وهران، يطلب منها الحضور إلى مصلحة حفظ الجثث للتعرف على جثّة مشوهّة استقبلتها المصلحة قبل نحو ثلاثة أشهر، وهي تشبه كثيرا الشخص المعلن عن اختفائه، وبالفعل، تنقل أفراد العائلة إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى وهران وقتها، أين تبيّن لهم وجود تقارب في طول وحجم الجثّة المعروضة عليهم وبين البنية الجسدية لابنهم المختفي، غير أنهم لم يتمكنوا من التأكّد من ملامح وجهه بعد تشوّه ملامح جثّة الشخص المعروض عليهم، ما جعلهم يؤكدون بأن الجثّة، وبنسبة كبيرة، هي لابنهم المختفي، لتباشر إدارة المستشفى، وقتها، إجراءات تسليمها لهم، وقد قامت العائلة، وقتها، بدفن تلك الجثّة باسم ابنها وأقامت مجلس عزاء بالغزوات حضره الأهل والمعارف والجيران، الذين اعتقدوا بأن الشخص المختفي قد تم العثور على جثته ودفنه. في وقت كان ذلك الشخص نزيلا في مستشفى الأمراض العقلية بمدينة الحروش في سكيكدة يتلقى العلاج.

 وبعد مرور كل تلك السنوات، قلبت الصورة التي نشرتها الممرضة كل الموازين ومسحت كل الاعتقادات، ليتبين بأن الشخص الذي تم دفن جثته ليس هو نفسه الشخص المعلن عن اختفائه، حيث تعرف إخوته وجيرانه على صورته وسارعت عائلته بالاتصال بإدارة مستشفى الأمراض العقلية بالحروش، وأعطت بعض العلامات المميزة في جسد ابنها، منها وجود تشوّه على ذراعه الأيمن وأذنه اليمنى، بالإضافة إلى وجود علامة وحم على ظهره، وهي العلامات التي تنطبق على جسم المريض الذي ظهر على الصورة المنشورة على “الفايس بوك”، كما أن المريض، وعند التحدث إليه، لازال يذكر جيدا أفراد عائلته وأسماءهم فردا فردا.

وبعد إتمام جميع الإجراءات الإدارية والقانونية اللازمة، والتي لعبت إدارة المؤسسة الاستشفائية المتخصصة للأمراض العقلية بالحروش وبالتنسيق مع الجهات القضائية دورا كبيرا في تسهيلها، استلمت العائلة ابنها في لقاء مؤثر ذرف فيه الجميع دموع الفرحة بتجدّد لقاء هذا المريض الذي شفي من مرضه بعودته إلى حضن عائلته، التي جهزّت نفسها لإقامة حفل كبير لاستقباله من طرف الأهل والجيران بمسقط رأسه في الغزوات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!