-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قدم قرابة 117 فيلم لم يغير فيها "جلده" الفكاهي

عادل إمام أسير الكوميديا.. لماذا تخلّى “الزعيم” عن التراجيديا؟!

الشروق أونلاين
  • 3555
  • 3
عادل إمام أسير الكوميديا.. لماذا تخلّى “الزعيم” عن التراجيديا؟!
أرشيف
عادل إمام

أن يُقدم نجم كوميدي على أخذ جمهوره في انعطافة مفاجئة بستة أفلام تراجيدية وفيلم رعب، فهذا غير مستغرب من ممثل بثقل وتاريخ عادل إمام، ومع ذلك لم يشفع أداؤه المتميز في التراجيديا للإفلات من أسر الكوميديا الذي وضعه فيه الجمهور، لتظل الأخيرة كلمة السر بين النجم الكبير وجمهوره الذي يعمل له “الزعيم” ألف حساب.

على مدى 46 عاما قدم فيها عادل إمام قرابة 125 فيلما، لم يغير جلده الكوميدي إلا ثمانية أفلام بدأها عام 1979 في أوج شراسة المنافسة بين نجوم تلك الفترة، بفيلم “إحنا بتوع الأوتوبيس”، حيث “ذهب البعض للبحث عن أفكار جديدة لتغيير نوعية أدوارهم حتى يصمدوا أمام مخرجي سينما الثمانينيات الذين كان لديهم أسلوب جديد وأفكار مختلفة عما كان سائدا من قبل، وهنا حاول عادل إمام أن يصنع معادلته الخاصة من خلال تقديم القيمة دون أن يفقد شباك التذاكر، فلجأ إلى التنويع في أدواره بذكاء شديد”. وكانت أولى تجاربه الدرامية فيلم “إحنا بتوع الأتوبيس” وهو تجربة تراجيدية فريدة خاضها عادل إمام مع النجم عبد المنعم مدبولي عام 1979، ولم يكن متوقعا أن يشارك نجم الكوميديا الصاعد في فيلم يناقش الحقبة الناصرية، لرجلين اتهما ظلما في قضية سياسية، ومن ثم يتعرضان للتعذيب في المعتقل. الفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية من كتاب “حوار خلف الأسوار” للكاتب جمال الدين الحمامصي، وأثار ضجة في الأوساط السياسية والفنية باحتوائه على 20 مشهد تعذيب حدثت في المعتقلات.

في السنة نفسها، قدم عادل إمام فيلم “المشبوه”، في نقلة رآها الكثيرون موفقة للغاية وكشفت عن مواهبه التمثيلية التي اختفت في الكوميديا.كتب سيناريو الفيلم إبراهيم الموجي وأخرجه سمير سيف، وقدم فيه عادل شخصية اللص التائب (ماهر) الذي يواجه مصيره هو وزوجته (بطة) بين ضابط المباحث (طارق) ورفقاء سنوات النشل، وهي تيمة ليست بعيدة عن تيمة “أمهات في المنفى” مع فارق الشكل: صحوة ضمير تواجه ألف فخ نصبت في كل ركن من المجتمع. وقوبل “المشبوه” من الجمهور بتفهم أكبر لمفرداته البسيطة ومشاهد الأكشن التي تخللته.أما عام 1983 فأخذنا عادل إمام في جولة بين الإنسانية والغضب، والرومانسية والعنف، فقدم “الحريف” و”الغول” و”حب في الزنزانة”.

أما في فيلم “حتى لا يطير الدخان” فيسلط الضوء على أمراض تفشت في المجتمع وصراع طبقات يسحق أحلام أبناء الطبقة الفقيرة، وذلك من خلال شخصية “فهمي” الذي يجد في الحقد والانتقام ملاذا لتنفيس غضبه ولو بسلوك سبل إجرامية تودي به في النهاية. الفيلم من بطولة سهير رمزي وأحمد راتب وسناء شافع، وأخرجه أحمد يحيى عن قصة إحسان عبد القدوس عام 1984. وختم عادل إمام هذه التجربة الدرامية بواحد من أشهر أفلام الرعب في السينما المصرية وهو فيلم “الإنس والجن” الذي تناول الصراع بين العلم والخرافة، وهو من بطولة يسرا وعزت العلايلي، وسيناريو محمد عثمان، وأخرجه محمد راضي عام 1985.

لكن هذه الأعمال الدرامية شهدت تراجعا ولم تلق الهوس الشعبي المعتاد، لأن جمهور عادل إمام لم يكن يريد إجابات على أسئلة فلسفية أو وجودية، أو يبحث عن مفهوم واضح لتناقض الإنسان حول ذاتيته وحريته، بل كان يسعى للضحك والمتعة والتسلية للخروج من أزمات الحياة ولو مؤقتا، فكان لا بد من العودة بالفن كأداة لتبسيط الحياة دون الدخول في مصطلحات وتفسيرات معقدة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • مواطن

    نحن بحاجة إلى (إمام عادل) و ليس إلى (عادل إمام)

  • عبدالله FreeThink

    الأستاذ "ياسر العظمة" أفضل منه ألف مرة في الكوميديا، والتمثيل والكتابة وكل شيء ، وخاصة في الرسالة الهادفة لأعماله، التي تعتبر لوحات فنية راقية جدا.

  • شخص

    117 فيلم كلها ستشهد عليه أمام اللله يوم القيامة بأنها ساهمت في تدمير أخلاق ملايين الشباب منذ السبعينات إلى يومنا هذا.
    حتى أن هناك دراسة تؤكد أن مسرحية مدرسة المشاغبين (مثلاً) كانت من أكبر الأسباب التي دمّرت التعليم في مصر حيث نسفت هيبة الأستاذ في المخيال الاجتماعي المصري إلى الأبد.