جواهر

عاطل عن العمل وأريد الزواج!

جواهر الشروق
  • 13471
  • 44
ح.م

أنا شاب شبه عاطل عن العمل أبلغ من العمر 34 عاماً، ملتزم بفضل الله، وليست لي أي علاقات مع النساء، رغم أني ككل الرجال أرغب بشدة في الزواج والاستقرار، فقد أرهقني تأخر زواجي، وأحاول أن أتمسك بالحلال، أصوم 3 أيام بالأسبوع، وأمارس الرياضة يومياً، لكنّني أريد الزواج.

حالي كحال معظم شباب بلدي، حصلت على بكالوريوس في كلية التجارة بتقدير عام جيد جداً، لكنني لم أجد عملاً يؤهلني للزواج، فكل وظيفة كنت أتقدم لها راتبها لا يكفي طعامي وشرابي ووسائل النقل من وإلى العمل، وحاولت أن أجد فرصة عمل بالخارج لكنني لم أجد حتى الآن.

وافق والدي أن أتزوج معهم في البيت بعد طول نقاش، خاصة وأن كل أخواتي فتيات، فلي غرفة مستقلة، وتقدمت لخطبة أكثر من فتاة ، وفي كل مرة والدها يطلب مني بيت مستقل، فكرت أن أحصل على شقة صغيرة، لكن القسط سيكون براتبي كاملاً، ففكرت أن ابحث عن فتاة تعمل براتب جيد لتساعدني في المصروفات.

إن أردت الزواج في بيت أهلي، يجب أن أبحث عن فتاة شديدة الفقر، غير متعلمة، بحيث لا يهتم أهلها بأمرها، وهذا لن يجعل هناك أي تكافؤ بيننا، وسيكون زواجي منها لمجرد شهوة الزواج، ما الحل؟!

ناصر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد:

السلام عليكم أخي الكريم، أهلاً وسهلاً بك معنا على صفحات فضفضة، والله أسأل أن ييسر لك أمرك، وأن يفتح عليك من أبواب رزقه، وأن يجعل صبرك على الحلال وطاعة الله في ميزان حسناتك، وأن يعجل لك بالزوجة الصالحة التي تسعدك.

وضع الله عز وجل القوامة للرجل، ومن ضمن شروط القوامة أخي أن ينفق الرجل على زوجته وأهل بيته، لقوله تعالى في سورة النساء: “الرجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ”.

وبالتالي لا تكون قوامة الرجل بأن تنفق المرأة عليه، فتقوم هي بدور الرجل والمرأة في آن واحد، ويفقد الرجل هيبته عندها.

الرجل مسئوليته العمل والبذل والإنفاق، والزوجة مسئوليتها الأساسية الأمومة وتربية الأجيال، وإن هي خرجت للعمل فبرغبتها، تعمل إن توافر لديها الوقت، ومالها لنفسها لا يأخذ منه الزوج مليماً إلا بموافقتها ورضاها، ووقت أن تشعر بعدم رغبتها في العمل تتركه وتجلس في بيتها معززة مكرمة، ولا شيء يجبرها على الخروج للعمل وهي مجهدة، فطبيعة التركيب الفسيولوجي للمرأة جعلها لا تقوي على مواصلة العمل، ففترات الحيض، وفترات الحمل والرضاعة، وحتى وقت التقلبات المزاجية، ولماذا تجبر على تربية الأبناء وشئون البيت والمنزل وحتى العمل، فتصبح كالآلة التي تعمل ليل نهار!

أعلم أخي أنك تعاني كثيراً من تأخر الزواج، ومشكلة البطالة أصبحت كابوساً يعاني منه معظم شبابنا اليوم، لكن يجب أن تبحث عن حلول عادلة، لا أن تفكر في نفسك بأن تظلم من ستتزوجها.

يجب أن تكون جاداً في البحث عن أكثر من عمل، أعمل ليل نهار لا مشكلة، وواظب في البحث عن فرصة عمل في الخارج فسوف تجد بإذن الله، ولا مانع أن تبحث في خارج مجال دراستك، طالما أن تأخر زواجك يسبب عليك عبئاً نفسياً شديداً، أبحث في مجالات عمل صناعية، أو إدارية، مجال الحسابات مطلوب كثيراً، لا تبحث عن بيت الآن، لكن من خلال عملك صباحاً ومساءاً ادخر ما بوسعك من المال، وأبحث عن فتاة مناسبة، لا تبحث في مستوى اجتماعي أعلى منك، فيرفض والدها، أبحث عن الملتزمة التي تبحث عن الدين والخلق قبل الماديات، ويكون أهلها كذلك، ووقتها تخبر والدها أنك سوف تبحث عن بيت بالقسط، وأطلب منه أن تسجل المهر في عقد الزواج بحيث يكون ديناً لها عليك، تسدده لها وقتما يفتح الله عليك برزقه، وأن يكون لها مشغولات ذهبية بسيطة كغيرها من الفتيات، ولتقتصد بعدها في تأثيث البيت وغيرها من نفقات الزواج، ستجد أخي من تقبل بخلقك ودينك، لكن لا تستسلم وتجلس في البيت لأنك لم تجد عمل!

تمنياتي لك بالسعادة والتوفيق وتابعني بأخبارك.

للتواصل معنا:

fadhfadhajawahir@gmail.com

مقالات ذات صلة