-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عبد الرحمان بلقات يتربّع على رأس أكبر مجمع عالمي للفندقة

الشروق أونلاين
  • 3602
  • 0
عبد الرحمان بلقات  يتربّع على رأس أكبر مجمع عالمي للفندقة

يعتبر عبد الرحمان بلقات أحد الإطارات الجزائرية النادرة بالنظر إلى النجاح الذي حققه في عالم السياحة و التسيير و حتى في الرياضة. فهو الخبير الذي جمع بين كل هذه المجالات و تمكن بحنكته من تولي أعلى المناصب في أكبر مجمع عالمي للفندقة، كما نجح في تنظيم عدة تظاهرات عالمية أهلته للتربع على عرش السياحة بفرنسا و يصبح الخبير السياحي الأوّل في الشرق الأوسط، أين لايزال يشرف على تسيير مجمع ” أكور” المتعدد الجنسيات، حيث التقيناه بمدينة جدة السعودية فكان معه حديث مطوّل.الخبير عبد الرحمان بلقات المدعو عبدو من مواليد ماي 1948 بولاية سكيكدة أين درس ثم التحق بثانوية العربي التبسي التي غادرها في سنة 1967 و توجه إلى فرنسا التي نال فيها شهادة البكالوريا ثم تحصل على ليسانس في علم الاجتماع، ليلتحق بفندق ” بلاتزا أتان” بباريس كمراقب في التسيير و كان يومها اصغر إطار بهذه المؤسسة الفخمة التي اشتغل بها لمدة 10 سنوات اعتلى خلالها عدة مناصب إلى أن أصبح إطارا ساميا مكلّفا بالمراقبة العامة.

في هذه الفترة لم يكن عبدو مقتنعا بشهادته،ففضل مواصلة الدراسة بجامعة “دافين ” بباريس أين تحصل على شهادة الدراسة المعمقة في التسيير و التنظيم و نال بعدها شهادة الدكتوراه في نفس الاختصاص و أصبح أستاذا محاضرا في عدة جامعات أوروبية و بالموازاة مع ذلك دخل عالم الاستثمار في السياحة، فكان ينظم نشاطات ترفيهية موجهة للسياح المتوافدين على تونس لينشئ بعدها وكالته الخاصة للسفر و هي الوكالة التي تميزت بتعاملها مع الشخصيات المرموقة و بالدرجة الأولى مع أمراء الخليج مما سمح لبلقات أن يفتح آفاقا كبيرة، حيث كان وراء فتح أول خط جوي باريس – ميامي – مكسيكو، و مع كثافة نشاطه اختير سنة 1985 رجل السياحة بفرنسا بعد سبر آراء شارك فيه خبراء في السياحة و صحفيون و طيارون…و بهذا اللقب المتميز أصبح عبدو أحد أهم الناشطين في ميدان السياحة في أوروبا و لم يتوقف عند هذا الحد بل وسع نشاطه إلى أمريكا حيث نسج علاقات متينة مع الأمريكيين خاصة في مدينة فلوريدا التي اقترح عليه حكماؤها المواطنة الأمريكية لكن عبدو رفضها و ظل متمسكا بأصوله الجزائرية.

من رجل السياحة بفرنسا إلى خبير معترف به دوليا
و دوما في النشاط السياحي، ينجح بلقات في سنة1985 في الالتحاق بالجمعية الفرنسية للخبراء العلميين في السياحة َAFEST و هي الجمعية التي تضم أكبر خبراء السياحة في العالم، ليصبح خبيرا معترفا به دوليا. و مع مرور الوقت تمكن من اعتلاء منصب نائب رئيس هذه الجمعية و هو المنصب الذي يكتسي قيمة كبيرة في الوسط السياحي و لم يسبق لأي عربي الوصول إلى هذا المنصب.و دون أن ينسى نشاطه الخاص استمر بلقات في استثماراته الخاصة،فتمكن من شراء فندقين فاخرين بفرنسا كما وُفّق في شراء قصر هناك حوّله إلى فندق، و مذ ذاك شرع في سياسة فريدة من نوعها تتمثل في استغلال التراث المعماري و تحويل القصور إلى فنادق، و هي الفكرة التي لاقت رواجا في أوروبا و أثارت اهتمام نادي البحر الأبيض المتوسط.و كان وراء تنظيم لقاء المنتخب الجزائري بنظيره الفرنسي

و من السياحة يدخل بلقات عالم الاتصال و البث التلفزيوني فيعمل مع المجمع الشهير “دارمون” المختص في حقوق البث للأنشطة الرياضية، أين اكتسب خبرة جديدة نجح في توظيفها لحسابه الخاص، فخرج من المجمع و أنشأ وكالته الخاصة للاتصال و حقوق البث و هو النشاط الذي كان حكرا على اليهود في العالم، و رغم ذلك نجح بلقات في شراء حقوق البث للعديد من الأنشطة و البطولات الإفريقية و المنافسات العربية كما كان وراء تنظيم لقاء المنتخب الوطني الجزائري و المنتخب الفرنسي في سنة 2001 و كان ذلك بفضل علاقات المتينة مع الرجل الأول في الرابطة الوطنية لكرة القدم الفرنسية “جاك تيبو” و مدرب المنتخب الفرنسي “إيمي جاكي “و في نفس السنة قام عبدو بعقد دعّم على إثره الفريق الوطني لكرة اليد أثناء مشاركته في البطولة العالمية بـ”نونت” الفرنسية.

و يشغل بلقات الآن منصب الرئيس المدير العام لمجمع “أكور” في السعودية و الشرق الأوسط، حيث يشرف على تسيير 10 فنادق عملاقة تضم 3500 غرفة و تُشغّل أكثر من 3000 موظف، و من أهم المنجزات التي نجح عبدو في تجسيدها بهذه المنطقة الإشراف على تسيير أفخر فندق في الشرق الاوسط و الذي بدأ يشتغل جزئيا و يدعى ” زمزم سوفيتيل للأجنحة الفاخرة” و الذي يقع على بعد 100 متر من الحرم المكي و يدخل ضمن مجمع أبراج البيت ويتكون من 34 طابقا به 1240 جناح فخم و1800 غرفة و يتسع لحوالي 6000 شخص و يسمح بتشغيل 1500 موظف و هو يعادل 6 فنادق من نوع سوفيتيل، و هو تحفة معمارية نادرة نجح بلقات في انجازها بإشراف مجموعة كويتية و بتكلفة تقدر بـ 600 مليون دولار.

كما ينوي عبدو إنجاز عدة فنادق أخرى في الرياض و قطر و الكويت و الإمارات و سوريا، و سيتمكن بذلك من رفع عدد الفنادق بالمنطقة إلى 18 فندقا تضم 13600 غرفة و بفضل هذه المشاريع يطمح بلقات إلى الارتقاء بـ “أكور” إلى قمة الفندقة العالمية بالشرق الأوسط ، و لم يتوقف تحدي الرجل عند هذا الحد بل أنشأ ثلاثة مدارس للفندقة بالسعودية ستتمكن قبل سنة 2012 من تكوين 10000 شاب.

الجزائر منجم سياحي بشهادة كبار الخبراء و لكن…
أمّا عن وضعية السياحة في الجزائر فيقول بلقات بأن السياحة اليوم أصبحت الصناعة رقم واحد في العالم و مداخيلها فاقت مداخيل النفط و قيمتها مرشحة للارتفاع أكثر مما هي عليه الآن، و الملاحظ أن هذه الحركية تستثني قارتين اثنتين و هما، إفريقيا التي تسجل أقل من 2 % من النشاط السياحي العالمي وأمريكا اللاتينية مع العلم أن نسبة 2 % تمثل على العموم مصر و تونس و المغرب و كينيا و تنزانيا و جنوب إفريقيا. و انطلاقا من هذا الواقع، نتساءل عن موقع الجزائر في هذه الزحمة؟ و الحقيقة، يقول بلقات، أننا مازلنا خارج اللعبة في الوقت الذي نملك إمكانيات مذهلة تحسدنا عليها العديد من الدول، لكن بالمقابل هناك تأخر كبير في مجال التصور و التنظيم و التسيير و التكوين و علينا أن نتساءل عن السياسة السياحية التي تناسبنا، و بعد الإجابة عن هذا السؤال، علينا الالتفات إلى الطاقات البشرية و الخبرات القادرة على إرساء هذه السياسة، و قبل اتخاذ أي قرار علينا أن نفكر فيما يسمى حاليا بالسياحة المستديمة، والحقيقة أن الجزائر عبارة عن منجم سياحي و كل الخبراء الذين التقيتهم يؤكدون هذه المقولة، فالصحراء الجزائرية بها سياحة متعددة وطنية و دولية وعلمية و ثقافية و سياحة جمعوية، و بالتالي يجب الحفاظ على هذا المعلم الذي مرت عليه 600 مليون سنة، و يجب أن ترقى طموحات الجزائر إلى الدول الكبرى،كما يجب التذكير بأن السياحة مستقبلا ستشهد تطورات كبيرة و ستعرف زبائن جددا و مواد جديدة و خدمات جديدة و نظم إعلامية جديدة و الجميع معني بهذا التطور بما في ذلك المؤسسات العملاقة و الصغيرة، و بالتالي علينا أن نحدد الاستثمار المناسب و الفضاء الأكثر رواجا ونضبط إستراتيجية مثلى، و إني – يضيف بلقات – “مستعد رفقة الخبراء الذين أتعامل معهم لحمل هذا الهم و التّجند لمساعدة الجزائر للنهوض سياحيا ، و لقد ساهمت في بلورة السياسة السياحية في تونس و لبنان و السنغال و غيرها من البلدان، و أكرر بأني مستعد لأساهم في وضع أسس السياحة في بلادي، فالجزائر تملك تراثا سياحيا ضخما و هي وجهة مفضلة للأوروبيين،وعلينا أن نتحرك لضبط استراتيجيتنا، و كمثال بسيط أنني أنشأت 3 مدارس للفندقة بالسعودية، فلماذا لا ننشئ مثلها في الجزائر”.

و فيما يتعلق بالمشاريع التي كافح بلقات من أجلها كي تجسد في الجزائر،30 فندقا من الأنواع التابعة لـ “أكور” مع التركيز على نوع إيبيس الموجه للطبقة المتوسطة، وستُنجز هذه الفنادق في العديد من الولايات حيث يبقى المشروع مبرمجا على المدى المتوسط لكن ستّة من هذه الفنادق ستكون جاهزة على المدى القريب،و يدخل هذا في إطار الاهتمام الخاص الذي يوليه مجمع “أكور” للجزائر و هو مشروع ضخم من شأنه أن يدعّم سياسة التنمية المستديمة في الجزائر التي تتطلع إلى أن تكون قبلة تستقطب التدفق السياحي العالمي.

السعودية : سمير مخربش

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!