عبد الرزاق مقري يهدّد!

من شاهد تصريحات عبد الرزاق مقري على شاشة الشروق نيوز (برنامج الحدث ليوم الخميس الماضي) لن يجد صعوبة في اكتشاف نبرة التهديد التي استعملها الرجل في أكثر من إجابة رغم تأكيده أنه يحذّر وينبّه وينصح، أكثر مما يهدّد ويتوعد!
رئيس حركة مجتمع السلم فضّل التوجه للكاميرا مباشرة مخاطبا “من يحكمون حاليا” ليذكرهم (لعل الذكرى تنفع المؤمنين) بمصير القذافي الذي تم قتله وبن علي الذي تم نفيه ومبارك الذي تم سجنه، في استدعاء مقصود “وغير بريء” للحالة التي آل إليها عدد من الحكام العرب ممن رفضوا الإذعان لإرادة شعوبهم بالتغيير، فخرجوا من مناصبهم بشكل مأساوي وإن اختلف الأمر بين رئيس وآخر، كما أن سقوط هؤلاء الحكام لم يأت لمجرد ثورة شعبية من الداخل بل لعب الخارج دورا حاسما في رسم تلك السيناريوهات و”النهايات” مثلما بات معروفا الآن!
لكن مقري أغفل بقية النتائج التي تمخضت عن سقوط تلك الأنظمة القمعية، حيث رحل رموز التغيير سريعا، وتقاعد الشارع عن واجبه، كما استعادت جماعات الضغط التقليدية نفوذها فأطلقت ثورات مضادة انتهت بسجن أول رئيس مدني ومنتخب بطريقة ديمقراطية في مصر وهو محمد مرسي الذي يعد نموذجا مفضلا لدى مقري وجماعته!
يبقى أنه من استمع لحوار رئيس “حمس” سيدرك أن “الجماعة” غيّرت تماما من أسلوب خطابها ومعارضتها فلم تعد تستند على الشعارات ولا على التراث أو حتى على المرجعية الدينية متمثلة في القرآن والسنة، وإنما باتت تعتمد أكثر على لغة الأرقام والاقتصاد وتواجه تلك الأرقام بالتحليل العلمي والنقاش المتخصص وهذا هو المطلوب من أجل إقناع المواطنين بالبديل وبضرورة التغيير!