عجوز في الثمانين تحمل بمفردها مسؤولية خدمة ابنها الستيني المريض!
من العادة أن يحتاج المسنون إلى مساعدة في حياتهم اليومية، لأنهم بلغوا من العمر عتيا، ولم يعد لديهم من الصحة والعافية والقدرة الجسدية ما يجعلهم يتولون أمور أنفسهم بمفردهم.. فكيف بشخص مسن أن يخدم نفسه ويخدم الآخرين!..
عجوز في الـ81 سنة قصدت جريدة الشروق خلال شهر رمضان الجاري وهي تحمل ملفا بين يديها المرتعشتين، وهو حزمة من الكشوفات والتحاليل والوصفات الطبية الخاصة بابنها الستيني الذي تعفنت قدمه بفعل ورم فعجز عن السير والذهاب إلى قضاء حاجته، فما كان عليها إلا أن تحمل مسؤولية خدمته وهي في هذا العمر.
السيدة باية مراح، القاطنة بحي ليجيكو باش جراح بالعاصمة، لم يعد باستطاعتها أن ترى ابنها يتعذب أمام عينيها، حيث أكدت للشروق، معاناتها مع المستشفيات العمومية التي رفضت استقبال ابنها وعلاجه، وقالت إنه يعاني داء السكري وأصيب بورم على مستوى القدم أدى إلى تعفنه، كما لا يستطيع أن يحرك رجله بسبب تآكل غضروف ركبته.
وأمام هذه الوضعية الصحية المزرية لابنها، تبذل السيدة باية، جهدا لا يليق بسنها كعجوز، لأنها تعيش بمفردها رفقة ابنها الذي يحتاج إلى من يسنده في النهوض والمشي والقيام ببعض الضروريات كالأكل والشرب ودخول المرحاض، وعلاوة على ذلك فإن معاناته مع الألم تتقاسمها معه والدته وهي تعاني أيضا من مرض مزمن.
وفي هذه السن، تلف باية كل مستشفيات العاصمة، مترجية العاملين فيها، أن يقبلوا ابنها بين مرضاهم ليعالجوا قدمه المتقيحة بصفة نهائية، ويرفعوا عنها عبءا لم تعد قادرة على حمله، خاصة خلال شهر رمضان.
ولم تتوقف معاناتها عند هذا الحد، لتجد نفسها، ملزمة بدفع تكاليف علاج ابنها التي تصل حسبها، إلى 8 آلاف دج شهريا، خاصة وأن ابنها لا يملك بطاقة الضمان الاجتماعي.