-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“عربٌ.. ولكن من دون عروبة”

“عربٌ.. ولكن من دون عروبة”

هذا العنوان ليس من بنات أفكاري، وليس مما سمعته أذناي، ولكن مما قرأته عيناي في جريدة “البصائر” المجاهدة، وصاحبُه هو أحد أعضاء هذه الجمعية المباركة، جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وهو الشيخ الحفناوي هالي، وقد نُشر بتاريخ 28/6/1948 (ص8) أي في بداية تنفيذ التحالف الصهيوني – الصليبي بتأسيس ما يُسمّى “دولة إسرائيل” في فلسطين المجاهِدة.

لا يؤلمنا أن يتكالب على فلسطين وعلى جميع المسلمين الصهاينةُ والصليبيون، وأن يتآمروا علينا في أقدس قضية، قضية فلسطين، ولكن – والله – يسوءنا ويدمي قلوبَنا ويحرج صدورنا فتضيق حتى كأننا نصّعّدُ في السماء عندما يكون بعض منفذي هذه الجريمة ممن ظننّاهم معنا فإذا هم علينا، وممن عددناهم في صفّنا فإذا هم مع عدونا… فكانوا من الخائنين.

منذ نجمَ قرنُ هذه القضية انقسم العرب إلى قسمين، قسم شريف وقف موقف الشرف فنصر إخوانه بما استطاع إليه سبيلا؛ قطعة سلاح، أو نصيبا من المال، أو كلمة تصبِّر المجاهدين، أو دعاء خالصا، وقسم وقف موقف النذالة، وباع نفسه “بلا ثمن”، ولم ينل إلا “متعةً” رخيصة، ولذة عابرة في حضن بغيٍّ صهيونية قضى منها وطرا، بعد ما سلبته ما سلبه هو من قومه من مال، وعرّته مما ليس له عِوضٌ ولو بملء الأرض ذهبا وهو الشرف، ويا ليته كان “شرفَه” هو فقط، ولكنه شرفُ دينه، وأمّته، وقومه، وذلك أبشعُ وأشنع…

وظننّا – مرة أخرى – بعد ما تبيَّن للأعمى قبل البصير، وللأصمِّ قبل السميع، الوجهُ الأبشع للصهاينة المجرمين، قتلة الفلسطينيين، شيبا وشبانا، نساءً وذكرانا، أن هؤلاء “العربان” سيفيقون من سكرتهم، ويتوقفون عن خيانتهم، ولكن هذا الظن خاب مرة أخرى، ورأينا – رأي العين – أنه كلما أوغل الصهاينة في العتُوّ والإجرام – قتلا، وتشريدا، وأسرا للفلسطينيين – تمادى هؤلاء “العُربان” إيغالا في الخيانة لقومهم، والعمالة للصهاينة الذين لا يزدادون إلا احتقارا لهم، وسخرية منهم، وضحكا عليهم.. وقد شهد بعضُ هؤلاء الخونة على بعض، وشهد الصهاينة على بعضهم، وشهدت “البغايا” الصهيونيات على آخرين، ممن اعتدن لهم متّكأ، وخرجن عليهم كاشفات عن… فسال لعابُهم على لحاهم التي لم تشب في طاعة الرحمان، ولكن في مصاحبة الشيطان..

الكارثة هي أن هذه الخيانة لم تقتصر أو تنحصر في أراذلنا وبادي الرأي منا وسفهائنا، ولو تلقّبوا بألقاب الجلالة، والفخامة، والسّمو، والفضيلة، ولكنها – الخيانة – انتقلت إلى من يدّعون “الشرف الطيني” بالانتساب إلى أشرف مخلوق، ويتسمُّون باسمه الشريف… ألا لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على هؤلاء الخائنين..

شهد محمد حسنين هيكل أن الحسن الثاني كان أحد هؤلاء الخائنين، فقد كان للصهاينة عينا وأذُنا، يُخبرهم بكل ما يقع في مجالس “العرب”، ولكن الحسن الثاني كان يستتر في علاقته تلك، فلمّا قضى نحبَه وورثه “السادس” أمره الشيطانُ أن يصدع بالخيانة، فكشف عن سوءته التي لا تغطَّى غِلظة وكِبَرا، فكان من الأخسرين أعمالا.. ونخشى أن يورِّث هذه الخيانة لـ”وليِّ عهده”، إلا أن يأبى الله – عز وجل – ذلك، وييسِّر للشعب المغربي أن يُنهي عار الدهر، كما ييسِّر لصالح المؤمنين محوَ جريمة العصر.. وعسى أن يكون ذلك قريبا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!