-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عرّس..تتنفـّس أو تتهرّس !

جمال لعلامي
  • 1239
  • 0
عرّس..تتنفـّس أو تتهرّس !

فاز من فاز، وخسر من خسر..انتخب من انتخب، وقاطع من قاطع..استفاد من استفاد، وضيّع من ضيّع..احتفل من احتفل بنشوة النصر، وبكى من بكى على شرّ الهزيمة….هذه بعض أرقام المعادلة الإنتخابية، لرئاسيات 17 أفريل، لكن ماذا بعد؟

 إلتقى الرابحون مع الخاسرون في مفترق طرق، خلال 22 يوما من “الهملة”، عند مفترق طرق: “فولي طيّاب”، لكن بعد خميس 17 أفريل، لم يعد هناك متسعا من الوقت لاقتناء الكمّون والعكري و”راس الحانوت” وما لذّ وطاب من الخضر والتوابل، لإعداد الطبخة، فالوقت الآن هو وقت تذوّق الطبخة وليتنافس الطباخون والمتذوقون..وبعدها شهية طيبة !

كم هو جميل، لو التقى الرابحون والخاسرون، على طاولة واحدة، يتناولون كسكسي أو رشتة أو شخشوخة “مايد إين ألجيريا”، وليكن “شعيب الخديم” صاحب العرس، حتى لا يُقصى من إعداد بطاقات دعوة “المعزومين” !

لا فائدة مرجوة من “التخلاط والتخياط”، ولا معنى لقلب الطاولة، ولا مصلحة لأحد في دخول نفق مظلم، كرّه الجزائريين في الظلام والظلمات، وأرعبهم من أيامه المخيفة، وبطبيعة الحال، فإن الذي عاش الألم، ليس كمن يحلم أبدا أحلاما وردية لا تعرف طعم الكوابيس!

..ألـّي فات مات، وألـّي مات فات، فلا داعي الآن، بالنسبة لهؤلاء وأولئك، تقليب المواجع، وذرّ الرماد في العيون، ورشّ الملح على الجراح..المطلوب الآن، بدائل ومقترحات وحلول، عوض الإستمرار في النقاش البزنطي الذي لن يقدّم ولن يؤخر، حاله حال البحث عن جواب لإشكالية الدجاجة والبيضة: من سبق الآخر؟

لا يجب إخفاء ضحالة وبؤس العمل السياسي، وعلى الطبقة السياسية، أن تستفيد من الدرس، وأن تعي خطورة “التغنـّانت” ومنطق “معزة ولو طارت”، فحتى وإن طارت المعزة أو العنزة، فإنها تبقى معزة ضمن كلّ القواميس المهتمة بأنواع وأشكال الحيوانات الأليفة !

لقد حدث مع سياسيين خلال حملة الرئاسيات ما حدث مع الغراب الذي أراد تعلـّم مشية الحمامة، فلا هو تعلـّمها ولا هو حافظ على مشيته، مثلما حصل لسياسيين آخرين ما حصل للثعلب الذي دخل البستان من فتحة السياج وفشل في الخروج من نفس الفتحة بسبب انتفاخ بطنه من كثرة  ما التهمه !

إن هؤلاء وأولئك، بحاجة إلى صحة ضمير، تجعلهم يتنافسون على الخير، وما يخدم البلاد والعباد، بعيدا عن عدوى “نلعب وإلاّ نخسّر”، وعندها قد تستمع الأغلبية المسحوقة للمنظرين والفلاسفة وتستمتع بأناشيدها التي تعوّد المستمعون من أهل الطرب عند سماعها على ترديد: “يا سعدك يا لطرش” !

على الغالبين والمغلوبين، أن يشرحوا ويشرّحوا التفاصيل المملة لنسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة: من هم المشاركين؟ من هم الغائبين؟: هل هم مقاطعين؟ عدم مكترثين؟ غير مبالين؟ يائسين؟ لا يملكون بطاقات انتخاب؟..لكن الأهم من كل ذلك: من يتحمّل المسؤولية؟

لا جدوى من “مسح الموس” في الآخر، فقد تكون المسؤولية تشاركية، وبالتالي الأنفع لكلّ شركاء الطبقة السياسية، الإعتراف ووضع النقاط على الحروف، دون الخوف من تضييع الصوف أو الخروف، وقد تكون معركة استرجاع “بقايا” الثقة، أهم وأكبر معركة تنتظر كلّ الفرق السياسية خلال المرحلة المقبلة، التي لن تفرّق بين تقيّ و”خارج طريق” ما لم تكن قاعدة للإفادة والإستفادة!


انتهت الحملة و”الهملة” وقـُضي أمر “الدملة”، وانتهت الإنتخابات، لكن السياسة لا تنتهي، والسياسيون سيُواصلون “الهدرة” والثرثرة، بعدما وعدت “مليشيات” متهارشة على إدخال الجزائريين الجنة، فيما وعدت أخرى بإخراجهم من النار، والحقيقة، أن كلّ مرفوض مرغوب، وليس كلّ ما يتمناه السياسي يُدركه، وقد يكون سوء الإختيار من سوء العاقبة السياسية !

ما حدث خلال 22 يوما من حملة كانت غريبة وعجيبة، عليه أن يكون “قاعدة بيانات” وبنك للمعلومات، حتى لا تتكرّر الأخطاء، ولا يعمّ التسيير الخاطئ، والتصريح الخاطئ، والموقف الخاطئ، والتقلـّب الخاطئ، والتموقع الخاطئ، وحتى لا تكون “فوضى الأشياء” نسخة طبق الأصل لـ “الفوضى المنظمة”، أفلا يتوب أهل البدع والباذنجان؟!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!