-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" تستطلع واقع سوق الماشية

عزوف المربين وغلاء الأعلاف يلهبان أسعار الأضاحي

نسيم. ع
  • 1587
  • 0
عزوف المربين وغلاء الأعلاف يلهبان أسعار الأضاحي
أرشيف

“العام يتبع بعضاه”.. بهذه العبارة استقبلنا فلاحون ومربو مواشي بولاية ميلة، عبر عدد من الحظائر والمزارع والأسواق الأسبوعية وحتى نقاط البيع الـ 44 المنتشرة عبر تراب الولاية المخصصة لبيع أضاحي العيد، حيث أجمعوا على تسجيل إقبال محتشم للمواطنين من أجل اقتناء الأضحية وذلك بسبب ارتفاع أسعارها.
ففي جولة قادت “الشروق” إلى هذه الأماكن وقفنا على الإقبال المحتشم سواء للمواطنين أو حتى الموالين، حيث وجد المواطنون بولاية ميلة أنفسهم في حيرة من أمرهم، قبيل أيام قليلة عن حلول عيد الأضحى المبارك، في ظل الارتفاع الرهيب لأسعار المواشي والتي قفز سعرها إلى ما يقارب الضعف مقارنة بعيد الأضحى للسنة الماضية.
ولا يزال المواطن البسيط يتجول في الأسواق الأسبوعية لبيع المواشي ونقاط البيع للنظر مكتفيا بالنظر إلى الأضحية التي لم يستطع إليها سبيلا وينتظر عسى تنخفض أسعارها في الأيام المقبلة، غير أن الفلاحين والمولين أكدوا للشروق أن أسعار الأضاحي لا يمكنها أن تنخفض، بسبب تراجع أعداد الخرفان هذه السنة، وضياع الكثير من رؤوس الماشية بسبب الجفاف، فضلا عن السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار والمتعلق بالزيادة الخيالية في أسعار الأعلاف التي انتقلت من 3500 دج إلى 7500 دج ثم إلى 8000 دج مؤخرا، ما انعكس على أسعار الأضاحي يقول حسام وهو أحد المربين والموالين بولاية ميلة.
كما التقت “الشروق” أمس، العشرات من المواطنين الذين وجدناهم في حيرة من أمرهم وهم يضربون أسداسا في أخماس، بسبب لهيب الأسعار الذي أحرق جيوبهم، حيث أجمعوا على أنهم لم يتمكنوا بعد من شراء أضحية العيد بسبب الارتفاع الرهيب في أسعارها، ورغم الإقبال المحتشم للموالين والتجار والمربين والفلاحين على الأسواق الأسبوعية ونقاط البيع لعرض الأضاحي، إلا أن عملية الشراء من طرف المواطنين لازالت محتشمة جدا حسب بعض الموالين ممن التقتهم “الشروق”، الذين أكدوا أن البيع في الأسواق هذه الأيام يقتصر على السماسرة فقط الذين يعيدون بيعها، أما المواطنين فلا بيع معهم ولا شراء، ينظرون بأعينهم ثم يعودون أدراجهم، وذلك بسبب ضعف القدرة الشرائية للمواطنين بسبب الأزمة التي ضربت جيوبهم، والغلاء المسجل في كل شيء.
بالمقابل لجأ أرباب عائلات إلى اقتناء خرفان صغيرة وصل سعرها إلى 3 ملايين ونصف عكس العام الماضي، أين لم يتجاوز سعرها 2 مليون ونصف، فيما ذهب كثيرين إلى تسجيل أنفسهم لدى الجزارين لاقتناء كيلوغرامات من اللحم، حسب تصريح عمي السعيد أحد الموظفين بالبلدية بشهرية ضعيفة.
وموازاة مع ذلك بدأ الكثير من السماسرة عبر عدة بلديات، في اختيار مساحات شاغرة وفضاءات بجانب الطرق الوطنية والولائية وداخل المدن والقرى، حيث تم تسييجها بأسلاك معدنية لتجميع الماشية وعرضها للبيع، إلا أن الكثير من الفلاحين والمربين فضلوا التوجه إلى الأسواق الموازية والتي غالبا ما تكون في الفترة المسائية بعد صلاة العصر لتفادي أعوان المراقبة، الذين كثفوا من خرجاتهم الميدانية لتجنب الوقوع في كباش مريضة.
والملاحظ بولاية ميلة أن الكثير من المواطنين وخاصة الموظفين، لجأوا إلى شراء أضحية العيد بالتقسيط من الموالين المعروفين بالتعامل بالكريدي، ومنهم من يفضلون الإسطبلات والمزارع البعيدة عن النسيج العمراني، أين يتنقل العشرات منهم لاختيار أضحية العيد قبل أشهر لاختيار الأفضل منها خاصة ميسوري الحال.
وتحصي ميلة 5 أسواق لبيع الماشية بكل من القرارم قوقة، شلغوم العيد، فرجيوة، تاجنانت، زغاية، إضافة إلى نقاط البيع بمختلف الأسواق الأسبوعية الصغيرة المتواجدة بعدة بلديات، على غرار، تسالة لمطاعي، ترعي باينان والرواشد وفرجيوة ووادي النجاء، فضلا عن المزارع النموذجية.
إلى ذلك فضل الكثير من المواطنين اقتناء الأبقار لإحياء سنة إبراهيم الخليل، بدل الخرفان والكباش، ما جعل الكثير من العائلات تتشارك مع بعضها البعض لجمع مبالغ مالية لشراء بقرة أو عجل لنحره يوم العيد، فيما سخرت المصالح الفلاحية أكثر من 55 طبيبا بيطريا لمراقبة المواشي المعروضة في السوق ومعاينتها قبل عرضها للبيع، الأمر الذي استحسنه الكثير من المواطنين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!