منوعات
بعد الحكم على مهندسي "الحرڤة" بعشر سنوات أمهات الضحايا يراسلن حقوقيين

عشرة أشهر في انتظار أخبار عن 17 حراڤا خرجوا ولم يعودوا

الشروق أونلاين
  • 12247
  • 61

قالت والدة الحراڤ علي بشير، من البوني في ولاية عنابة نهار أمس، “للشروق اليومي” أنها ترى يوميا ابنها الذي اختفى في رحلة هجرة غير شرعية رفقة 16 شابا عبر زورق في ظروف غامضة في أحلامها وهو يقول لها.. “لا تخافي يا ماما سأعود إليك”، أم الحراڤ المختفي التي تقود مجموعة من أمهات 17 حراڤا أعجزهن السؤال عن ابنائهن الضائعين هنا في الجزائر، فقررن تعلم اللغة الإيطالية سواء لدى الخواص أو باقتناء كتب تعليم الإيطالية لأجل التحدث مع مركز الحجز في سردينيا، تشبثا بأمل بقاء أبنائهن على قيد الحياة، رغم أن كل المكالمات مع الجانب الإيطالي أكدت عدم وصول الشاب إلى الضفة الأخرى.

أمهات الحراڤة تعلمن أيضا أسرار البحر وهن يؤمنّ بأن القاعدة البحرية تقول أن البحر الجائز الوضوء من مائه لا يبتلع الجيفة وجثث الناس ويقذفها بعد حين، والدة الحراڤ وهي تروي “للشروق اليومي” ألمها كانت تبكي لحظات وتحكي أخرى، عادت بنا إلى السابع من شهر رمضان الماضي، عندما أخبرها ابنها أنه سيٌفطر في بيت عمه، وودّع شقيقه التوأم اسكندر لتتفاجأ بكونه سافر من أجل أن لا يعود، وتذكر أنه احتسى شربة حمراء رمضانية بالبوراك وحمد الله، الحراڤ مراد لم يتصل بعدها والزورق الذي نقل المجموعة اكتشِف في نواحي بجاية وبه جثتي شابين هما غيزاوي بلال وبوعتبة إلياس.

كما قذف البحر في نواحي جيجل جثة حراڤ ثالث، وبقي الأمل يعتصر أمهات بقية الشباب، لتنقل القضية إلى المحاكمة الثلاثاء الماضي بمجلس فضاء سكيكدة، حيث غاب الضحايا جميعا وحضر المتهمان الرئيسيان بائعا الأحلام “ق.زهير” 31 سنة و”ر. منير” 41 سنة اللذان أدينا بعشر سنوات نافذة بجناية تهريب المهاجرين إلى سردينيا الإيطالية على متن قارب صيد خشبي انطلاقا من شاطئ كاف فاطمة ببلدية المرسى في ولاية سكيكدة، حيث فرضوا على كل حراڤ مبلغ ما بين 30 و 40 ألف دينار جزائري. مقابل نقلهم إلى الضفة الأخرى في قارب خشبي ازدحم فيه 23 شابا، أمهات الحراڤة بمجرد العثور على قارب الموت يحمل جثتي حراڤين ماتا جوعا وعطشا خاصة أن الرحلة كانت في شهر أوت، أمهات الأبناء الحراڤة أودعن شكوى لدى المصالح الأمنية التي أوقفت زهير ومنير، وكلفن محاميا طالبين حكما قاسيا حيث لم يرضهن القضاء بعشر سنوات للفاعلين وراسلن الحقوقيين لأجل حكم أثقل لأن أرواح 17 شابا في أعناقهما. وكشفت التحقيقات الأمنية وعبر الأدلة القاطعة أن المتهمين في يوم السفرية المشؤومة اتصلا عشرات المرات هاتفيا مع الشباب المفقود.

مقالات ذات صلة