-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بسبب القلق المستمر والتعرّض لصدمات

“اختلال الآنية”.. حالة أليمة تصيب 40% من الأشخاص

نادية سليماني
  • 903
  • 0
“اختلال الآنية”.. حالة أليمة تصيب 40% من الأشخاص
أرشيف

الكثير يعاني منه، ويجهلون ماهيته وطريقة علاجه، ولا حل لديهم سوى “الهرولة” نحو الرقاة والمشعوذين، وفي اعتقادهم أنه مسّ لجني أو سحر من عدو أو حاسد، وحالتهم تزداد سوءا وما أمامهم سوى دوامة من المتاعب والمعاناة.. إنه مرض اختلال الآنيّة الذي يصيب المئات من الجزائرييّن سنويّا، بسبب تعرّضهم لصدمات نفسيّة أو إدمان المخدرات، ولا يكون علاجه إلا على يد مُختص نفسي.

يجهل كثيرون وجود اضطراب نفسي يسمى اختلال الآنية أو تبدّد الشخصية ” Dépersonnalisation”، وهو عبارة عن حالة نفسية مخيفة نوعا ما، تصيب بعض الأشخاص بحيث يشعرون فجأة بأنهم ينفصلون عن جسدهم، أو أنهم يتواجدون خارج جسدهم، لكنهم يراقبون أنفسهم وأفكارهم، أو كأنك تنظر إلى نفسك من أعلى لكنك لا تستطيع التحكم في أفعالك وأفكارك، إلى درجة أن الشخص الذي يُصاب بهذا الاضطراب يجد صعوبة في شرح ما أصابه لغيره، لأنّه لا يفهمه أصلا.
وتشير دراسة طبية عالمية، إلى أن ما يقارب 40٪ من الناس عاشوا اضطراب اختلال الآنية مرة واحدة في حياتهم بصفة عابرة، بسبب تعرضهم لحالة قلق شديد، بينما يعاني قرابة 2% من الناس من اختلال الآنية بصفة دائمة ومُتكررة.
وفي السياق، يُفصّل المختصّ في الأمراض النفسية حسام زرمان، اضطراب الآنية قائلا: “هو شعور شخص بالغربة عن واقعه، فيجد صوته غريبا وسلوكه أغرب، ويرى الناس المحيطين به غرباء عنه، وكأنه شخص كان نائما يحلم وفجأة نهض من نومه مختلطة أفكاره، لا يعرف إن كان مازال نائما يحلم أم هو صاح فعليا”.

تعاطي المخدرات أهم أسباب اختلال الآنية
وبحسب المتحدث في تصريح لـ”الشروق”، فإن “اختلال الآنية”، ليس مرضا عقليّا كما يعتقد كثيرون، بل هو مجرد حالة من حالات اضطرابات القلق النفسي، فظهوره يكون مترافقا أو مصاحبا لاضطراب نفسي أو عضوي معين.
والمصابون بالوسواس القهري أو نوبات الهلع “الخلعة”، مثلا، بحسب تأكيد محدثنا، قد يشعرون باختلال الآنية في إحدى مراحل مرضهم. ويُمكن أن يُصاب متعاطي المخدرات أو الذي يعيش في قلق مُستمر واكتئاب أو إجهاد نفسي مُستمر باختلال الآنيّة، وهي حالة قد تصيب مرضى الأورام في الدّماغ أو بمرض الصرع، حيث يعيشون هذه الحالة النفسية.
وكشف زرمان أن “اختلال الآنية” انتشر في الجزائر مؤخرا، وبشكل لافت، بسبب تطور المجتمعات وما رافقه من انتشار حالة قلق لدى الأفراد من المستقبل، وأيضا بسبب لجوء الغالبية لعلاج هذه الحالة النفسية لدى رقاة ومشعوذين، الذين باتوا يستغلّون ظاهرة انتشار مختلف الأمراض النفسية في المجتمع، فيُدخلون المرضى في متاهات تؤزّم وضعيتهم الصّحية أكثر.

العلاج بتقنيات نفسيّة وسلوكية ودواء
وحذر المختص في الأمراض النفسية حسام زرمان، المصابين بمرض اختلال الآنية من التوجه نحو الرقاة المزيفين أو المشعوذين، قائلا: “لا أنصحهم بذلك، لأن بعض المرضى الذين يقصدون العيادات النفسية بعد خضوعهم لجلسات رقية، يكونون في حالة صعبة ومعقدة، وغالبية الرقاة يجهلون ماهية اختلال الآنية، فيُوهمون المريض بأنّ به عينا أو سحرا، فُصدقهم المريض بسبب هشاشة وضعيته النفسية في تلك الفترة، ويدخل في متاهات”.
وعلاج هذه الحالة النفسية، لا يكون إلا بزيارة مختص نفساني، يبدأ في جلسات علاجية معينة “تنطلق بوصف دواء معين للمريض، ويتبعها علاج نفسي سلوكي، يتخلله جلسات أو تقنية اليقظة الذهنية التي تساعد على استرجاع الشخص لواقعه الحقيقي”، بحسب قول المتحدث.
ومع الإشارة، بحسب ذات المتحدث، إلى أن ذلك يحتاج إلى اتباع تقنيات علاجية نفسية وسلوكية معينة، بعيدا عن الرقية والشعوذة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!