-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
صنعوا الفرحة وأجواء المنافسة في الشوارع والأحياء الشعبية

أنصار “كأس الجمهورية”.. مشجعون ومبدعون للجداريات واللوحات الفنية!

مريم زكري
  • 783
  • 1
أنصار “كأس الجمهورية”.. مشجعون ومبدعون للجداريات واللوحات الفنية!
ح.م

تزينت معظم الشوارع الرئيسية والأحياء الشعبية في بلديات العاصمة، بألوان زاهية لأعلام أندية كرة القدم العريقة، ولبست حلة اللوحات الفنية والجداريات، التي حملت إبداعات شباب هاو ومغرم بكرة القدم ورسامون، عبّروا فيها عن شغفهم وولعهم بالأندية الرياضية المحلية.
ومع اقتراب موعد نهائي كأس الجمهورية، الذي سيكون لأول مرة، بمنافسة بين فريقي شباب بلوزداد ومولودية الجزائر، كأكثر الفرق عراقة وشعبية في تاريخ كرة القدم بالجزائر.
وكل ذلك تزامن مع عودة الجماهير الجزائرية بقوة إلى الملاعب لمناصرة فرقها بالبطولة الوطنية خلال هذا الموسم، حيث اختار مناصرون ومحبي هذه الرياضة، التعبير عن ذلك بطريقتهم الخاصة، بعدما نقلوا صورا جميلة كانت تصنع فقط في مدرجات الملاعب، إلى أحيائهم وأزقتهم متنافسين في إظهار حبهم وتعلقهم بفرقهم المفضّلة، بطريقة فنية وحضارية جميلة.

جداريات لأشهر لاعبي أندية العاصمة.. وبمقابل مالي
وفي السياق، كشف أحد مناصري فريق مولودية العاصمة في حديثه لـ”الشروق”، عن تسابق الأنصار من الشباب والمراهقين للظفر بموعد من رسّام، أو فنان في مجال رسم الجداريات، من أجل تزيين شوارعهم التي يقطنون فيها، بلوحة تتضمن رموز فريقهم المفضّل، والذي يناصرونه، أو بأشكال أخرى بحسب اختيار كل مناصر.
ويضيف محدثنا، قائلا إن بورصة الرسومات الحائطية ارتفعت هذه الأيام، بحيث بلغ سعر رسم الجدار ما بين 2000 دج إلى 3500 دج للمتر الواحد، أين تحول الأمر إلى حرفة استغلها شباب بطالون لجني المال، وصنع الجمال والفرجة بالأحياء، مشيرا إلى أن اختيار مكان الرسم يكون بعد الحصول على إذن من صاحبها، سواء كان منزلا أو مؤسسة، وإذا وافق مالكه على ذلك يتم البحث في الحال، عن رسام.
وقال إنه جمع مبلغا من المال لاقتناء الطلاء والألوان والأدوات المستعملة في ذلك، وكذا المبلغ الذي سيدفع للمكلف بعملية الرسم، كما أن الكثير منهم يفضّلون الرسم مجانا حبا لفريقيهم المفضّل، بحسب المتحدث.
وعن اختيار موضوع الرسم، أوضح محدثنا أنها تتعلق أساسا بصور اللاعبين المفضّلين بكل فريق، وألوانه الخاصة، وكتابات تعبيرية مستوحاة من أغان رياضية شعبية وصور لأشهر الفنانين بالعاصمة الذين غنوا للفرق الرياضية.

فلسطين في قلب الحدث
وأكد المتحدث، أن الجزائريين عبروا في كل مناسبة عن نصرتهم للقضية الفلسطينية، وهو ما لم ينسوه وهم في قلب الملاعب وضجة المناصرة للفرق الرياضية، بحيث لا يفوّت مناصرو كرة القدم سواء في الملاعب أم في مكان آخر، التعبير عن تضامنهم المطلق للفلسطينيين.
ورفضا لما يحدث حاليا في قطاع غزة، صنعوا “تيفوهات” عالمية، ورسومات حائطية للعلم الفلسطيني والكوفية، ورموز المقاومة الفلسطينية، مرددين عبارتهم المفضلة: “فلسطين الشهداء”.

الرسم والجداريات للتخلص من عنف الملاعب!
وفي السياق، أكد المختص في علم النفس الاجتماعي، مسعود بن حليمة في تصريح لـ”الشروق”، أن عودة الشباب والأنصار لمثل هذه الرسومات الحائطية، وبفنيات عالية، يعتبر فرصة لملء الفراغ الذي يعاني منه أغلب الشباب الجزائري، خاصة بعدما وجدوا راحتهم التامة في متابعة الرياضة وبالأخص كرة القدم.
وأضاف بن حليمة، أن المنظومة الرياضية في الجزائر تطورت بشكل ملحوظ مؤخرا، أين اختفت كل مظاهر التشجيع السلبي، والعنف وأعمال الشغب داخل الملاعب وخارجها، وتحولت الشجارات بين أنصار الفرق الرياضية، إلى نوع آخر من التشجيع، أين خرج هؤلاء الشباب من سباتهم لمساندة فرقهم المفضلة بالبطولة الوطنية بطريقة جميلة، وفنية.
وكما تحوّلت العلاقة بين أنصار الفرق المتنافسة، إلى علاقة أخوة وتضامن في ما بينهم، حيث أكد المختص في علم النفس، أن هذه الرسومات يحاول، من خلالها، الشباب والأنصار إثبات أن التنافس بين فريقين لا يعني الخصام، والشجار والانفعال، بل يمكن لهم أن يجعلوا منه فرصة للتعبير عن ما يرغبون فيه بطرق سلمية، كحمل شعارات سلمية وهادفة.
وقال بن حليمة، إن المناصرين في هذه الحالة يبحثون عن وجودهم، وانتمائهم لهذه الفرق، لشعورهم بالراحة النفسية التي تصاحب التشجيع بالملاعب أو خارجها.
ويرى أن الجيد هو أن يُسوّق المناصرون صورة جميلة عن الأخوة في ما بينهم عن طريق الإبداع الفني والرسم، والمساهمة من خلاله في نبذ كل أشكال العنف، التي تصاحب عادة مباريات كرة القدم.
وحذّر في السياق، من تداول ورسم شعارات تتضمن عبارات مسيئة، مشيرا إلى أهمية تفضيل اختيار الألفاظ المناسبة لاستعمالها في مناصرة الفرق المفضّلة لديهم، على أن تكون الشعارات المستعملة في التشجيع عبر تلك الرسومات، في شكل رسائل هادفة، يمكنها، بذلك، خلق تفاعل اجتماعي إيجابي واستغلال الفرصة عبر تلك الجداريات لتوعية الشباب حول بعض الآفات الاجتماعية، على غرار المخدرات والإدمان عليها إلى غير ذلك.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • شهداء

    الله يرحم شهداء اين علم جزائري سؤال