عصابات السّرقة تستهدف كبار السن والعجزة

تستقبل المحاكم يوميا، عشرات القضايا تورطت بها عصابات السّرقة واللصوصية، لاستهدافهم فئة كبار السن والعجزة، مستغلين ضعف بنيتهم الجسدية وسهولة الاعتداء عليهم دون مقاومة، فيسلبونهم أموالهم أو يقتحمون منازلهم، وفق مخططات إجرامية محكمة، لتفادي كشفهم من المصالح الأمنية.

وباتت فئة كبار السن، أكثر استهدافا مؤخرا، من محترفي الإجرام، وخاصة من عصابات السرقة، وهو ما تكشفه القضايا المعروضة يوميا، على مختلف المحاكم.

“الشروق”، ترصد عيّنات من هذه القضايا، والتي عالجتها مختلف محاكم الجزائر العاصمة مؤخرا.

مسبوق يكبّل عجوزا ويسرق مجوهراتها

تعرّضت سيّدة في العقد الثامن من العمر للاعتداء، على يد مسبوق قضائيا، بعدما تهجم عليها داخل منزلها بالعاصمة بهدف سرقة أغراضها. ثم كبلها ووضع شريطا لاصقا على فمها مع تهديدها بالتصفية الجسدية بواسطة سكين كبير، دون مراعاة لسنها ولا فارق البنية الجسدية بينهما، ولا صراخها.

الضحية مثلت رفقة زوجها كأطراف مدنية أمام محكمة بئر مراد رايس عن جرم الضرب والجرح العمدي بالسلاح الأبيض والسرقة، بعد إلقاء القبض على المتهم الذي كان في حالة فرار.

وأكدت أن السارق قام بتكبيلها، ليتفرغ للبحث عن المسروقات التي وجدها مخبأة بخزانة الغرفة، التي كانت عبارة عن مصوغات ذهبية قدرت قيمتها بمبلغ 130 مليون سنتيم إلى جانب مبلغ مالي بالعملة الصعبة. وبعدما غادر عاد أدراجه وانتزع خاتما وطقم ذهب كانت ترتديهما الضحية مسببا لها إصابة خطيرة على مستوى الفم. ثم غادر وتركها غارقة في دمائها نتيجة الجروح التي أصابتها. زوج الضحية أودع شكوى أمام مصالح الأمن مرفقا بشهادة طبية تثبت مدة عجز 6 أيام لزوجته.

عصابة تستهدف سيارات “كلونديستان” للمسنين

استهدفت عصابة متكونة من أربعة أشخاص مختصة في سرقة السيارات بالعاصمة فئة المسنين الذين يعملون سائقي “كلوندستان” للاستيلاء على مركباتهم، إذ يتم استدراجهم إلى أماكن معزولة بعد طلب توصيلهم إلى وجهة معينة، ثم يقومون بالاعتداء عليهم بضربهم ورشهم بالغاز المسيل للدموع. ومن ثمة رمي الضحية خارج السيارة. ويفر أفراد العصابة باتجاه مدينة باتنة، للتخلص من السيارة وبيعها بثمن رمزي.

وتمكنت العصابة من سرقة 5 سيارات خلال خمسة أشهر، أغلب ضحاياها تجاوزوا سن الـ 60. ليواجهوا جناية تكوين جمعية أشرار والسرقة بظرفي التعدد والعنف وإخفاء أشياء مسروقة. وتوصلت التحريات في القضية، إلى أن الجناة اعتمدوا، في عملهم الإجرامي، على خطة محكمة، للإيقاع بالضحايا.

اعتداء على عجوز انتقاما من ابنها!

تكشف وقائع قضية راح ضحيتها شاب في العقد الثاني من العمر بعد محاولة سرقة دراجته النارية على يد ثلاثة أشخاص، كان بينه وبينهم خلاف قديم حول حراسة حظيرة سيارات بلدية بوزريعة. المتهمون عرضوا على الشاب مشاركته نشاطه في حراسة الحظيرة بحكم حيازته رخصة شرعية من مصالح البلدية، ولأنه رفض، قرّروا الانتقام منه.

ودبرت العصابة عملية سرقة دراجة نارية لتوريطه، ولأن الخطة فشلت توجهوا إلى منزله مدججين بالأسلحة البيضاء واقتحموا المكان، واعتدوا على والدته التي تعاني من مرض السرطان لدرجة أغمي عليها من شدة الخوف. مصالح الأمن ألقت لاحقا على الجناة، قبل أن وبحوزتهم قارورات مسيلة للدموع أسلحة استعملوها في محاولة الاعتداء على الضحية.

وواجه المتهمون تهما متعلقة بجنحة حمل سلاح محظور، التهديد بالاعتداء، انتهاك حرمة منزل ومحاولة السرقة، وتحصلوا على عقوبة 18 شهرا حبسا نافذا وغرامة بقيمة 50 ألف دج في حق المتهمين.