-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
سفير موسكو فاليريان شوفايف لـ"الشروق":

علاقة روسيا مع الجزائر حيويّة وزيارة الرئيس تبون مهمّة

علاقة روسيا مع الجزائر حيويّة وزيارة الرئيس تبون مهمّة
الشروق
سفير روسيا فاليريان شوفايف

بلغة عربية راقية ذات لكنة شامية، يرد سفير روسيا فاليريان شوفايف، على أسئلة “الشروق” التي تُعدّ أول وسيلة إعلامية جزائرية تجري حوارا معه، حول واقع العلاقات الثنائية بين البلدين والتي يؤكد بشأنها أنها “تستمر في التطور بشكل ديناميكي في جميع المجالات”، وأنها “وصلت مؤخرا إلى حدّ ما يمكن التأكيد على أننا حققنا هذه الشراكة الإستراتيجية”.
ويتحدث السفير الذي أمضى جميع مساره المهني الممتد لأزيد من أربعة عقود في الوطن العربي ويتقن إضافة إلى الروسية، الفرنسية والعربية، عن الزيارة المنتظرة للرئيس تبون إلى موسكو والمتوقع إجراؤها نهاية السنة الجارية، مع التأكيد أن بلاده لا تعارض انضمام الجزائر للمجموعة الاقتصادية “بريكس”.
في الشأن الدولي، يتحدث السفير عن العمليات العسكرية في أوكرانيا، ويعرج على القضية الصحراوية.

كيف تقيمون واقع العلاقات الثنائية بين البلدين، وما هي سبل تعزيزها، خاصة بعد ترقية العلاقات الثنائية إلى مستوى “شراكة إستراتيجية”؟
بدأت العلاقات بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وروسيا الاتحادية قبل استقلال الجزائر وحتى الآن تستمر في التطور بشكل ديناميكي في جميع المجالات.
أما الشراكة الإستراتيجية الروسية الجزائرية فلا يمكن بناؤها بمجرد الإعلان عن وجودها أو بتوقيع وثيقة أو قرار أو بيان.
من الضروري العمل المكثف على تنفيذها، والحقيقة هي أن علاقاتنا وصلت مؤخرا إلى حدّ ما يمكن التأكيد على أننا حققنا هذه الشراكة الإستراتيجية.

زيارة منتظرة للرئيس عبد المجيد تبون إلى روسيا، قد تكون نهاية السنة، ماذا ستقدم هذه الزيارة، قياسا بما قاله وزير الخارجية رمطان لعمامرة الذي قال “نأمل أن تكون زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى روسيا بداية مرحلة جديدة في علاقاتنا”؟
فيما يخص زيارة فخامة الرئيس عبد المجيد تبون إلى روسيا الاتحادية، فيوجد لدى الجانبين اتفاقٌ وتفاهم مبدئي على أن الرئيس عبد المجيد تبون يزور موسكو قبل نهاية العام الجاري. وطبعا هذا سيكون معلما مهما جدا في تاريخ بلدينا، ونأمل أن تعطي الزيارة دفعا إيجابيا لتطوير علاقاتنا.

مما لا شك فيه أن العلاقات في الجانب السياسي والعسكري قوية ومستمرة، لكن في التبادل التجاري ضعيفة للغاية، لا نلحظ نشاطا كبيرا لروسيا، قد نستثني شركة غاز بروم، حتى الصادرات الفلاحية الجزائرية إليكم ضعيفة نوعا ما؟
لا يمكنني أن أقول إن التبادل التجاري بين بلدينا ضعيف، لكن بالطبع توجد مواضيع يجب أن نعمل عليها.
ونفهم نحن وأصدقاؤنا الجزائريون أن العلاقات التجارية والاقتصادية الروسية الجزائرية تملك فرصا يجب استخدامها لصالح تعاوننا، لذلك من الضروري إيجاد أشكال جديدة من التعامل بما في ذلك من خلال إقامة علاقات بين الشركات الجزائرية والروسية ونعمل حاليا على ذلك.
وجدير بالذكر أن الشركات العملاقة مثل “غاز بروم” والعديد من الشركات الأخرى قد أثبتت وجودها هنا في الجزائر.
وبالمناسبة، فإن الطريق الأكثر فعالية لبناء الجسور بين شركات جزائرية وروسية هو العمل في الإطار الجماعي من خلال اللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية – الروسية للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتقني التي تعتبرها كل من سفارة روسيا الاتحادية لدى الجزائر وقادتنا في موسكو آلية ثنائية فعالة للغاية، وهكذا في إطار الدورة الـ10 للّجنة التي عُقدت في الجزائر في شهر سبتمبر الماضي قد بذلنا جهودا كبيرة لتطوير وتحسين إطارات التعاون الثنائي.

أعلنت روسيا على لسان المبعوث الخاص للرئيس بوتين إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، عن ترحيب موسكو برغبة الجزائر في الانضمام إلى مجمع بريكس، بماذا ستقوم روسيا في هذا الصدد للمساعدة في انضمام الجزائر لهذا الفضاء؟


تقديم الطلب الجزائري إلى مجموعة “بريكس” هو قصة طويلة الأمد، ليس سرا أنه تم تقديمه من خلال رسالة من فخامة رئيس الجمهورية الجزائرية السيد عبد المجيد تبون إلى فخامة رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين.
ولا نلاحظ أي مشاكل فيما يتعلق بتقديم الطلب الجزائري الرسمي، ومع ذلك هناك دول أعضاء أخرى في “بريكس” وعليهم أن يتفقوا بينهم على إطارات إجرائية وإدارية وقانونية لإدراج أعضاء جدد في المجموعة المذكورة، والمشاورات بهذا الخصوص جارية الآن.

قضية الصحراء لا تزال في الواجهة، هي محل مداولات مستمرة في مجلس الأمن الدولي، ما موقف روسيا من القضية التي عمّرت أزيد من 4 عقود، وهي التي امتنعت عن التصويت في الجلسة السابقة لصالح التمديد لبعثة المينورسو؟
موقف روسيا الاتحادية من قضية الصحراء الغربية يتسم بالشفافية والوضوح، نحن ندعم العملية التي بدأتها الأمم المتحدة ونرى إمكانية حل هذه القضية القديمة تحت رعاية الأمم المتحدة وعلى القاعدة القانونية المنصوص عليها في قرارات مجلس الأمن.
يجب على مشاركي النزاع المباشرين المذكورين في مستندات الأمم المتحدة أن يجدا صيغة الحل النهائية، وهما المملكة المغربية وجبهة البوليساريو.
إن روسيا العضو الدائم في مجلس الأمن للأمم المتحدة، مستعدة لقبول أي حل وإذا لزم الأمر أن نكون ضمانا لأي حل كان لهذا النزاع. أما موقفنا من تمديد صلاحيات بعثة “مينورسو” فهذا ليست المرة الأولى التي يمتنع فيها الوفد الروسي عن التصويت، هذا لا يعني على الإطلاق أننا نعترض على أنشطة “مينورسو”، فنحن ندعم أنشطة الأمم المتحدة. ولكن في نفس الوقت فإن مؤلفي القرارات المتعلقة بـ”مينورسو” وهم الدول الغربية والأمريكان يصرُّون على إدراج أحكام خطيرة في النصوص الختامية تفتح الطريق لفرض حلول نهائية في صالحهم بما في ذلك ما يتعلق بالقضايا الدولية الأخرى. طبعا أود أن أؤكد مرة أخرى أن تمديد صلاحيات “مينورسو” مهمٌّ جدا، لكن روسيا لا تتفق في بعض الأحيان مع الصياغة الواردة في القرارات.

ماذا حققت روسيا بعد أشهر من بداية عملياتها العسكرية في أوكرانيا؟
على الأقل من الواضح لأي شاهد صادق أن نظام كييف أثبت طبيعته النازية وجوهره المعادي لروسيا.
كان إطلاق العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا قرارا مضطرا وصعبا لروسيا ونسعى إلى إنهاء الأعمال القتالية في أقرب وقت ممكن.
بالنسبة لأحداث معينة في ميدان المعركة فهذا الشيء يخص الخبراء العسكريين، وأنا لست رجلا عسكريا. لا يسعني إلا أن أقول إن عمليات الجيش الروسي تهدف إلى تقليل الخسائر بين أفراد الجيشين والمدنيين، نحن لا نقاتل الشعب الأوكراني، بل النظام المعادي لروسيا في كييف.

روسيا والجزائر بَلدان رائدان في مجال الطاقة، ما هي أوجه التعاون بينهما في إطار “أوبك بلس”؟ وهل بالإمكان تفعيل التنسيق بين البلدين، خاصة في ظل تراجع أسعار النفط المسجل مؤخرا؟
يتطور التعاون بين الجزائر وروسيا في إطار أوبك+ بشكل إيجابي وبناء، من وجهة نظر روسيا من المهم تنسيق الجهود من أجل استقرار أسواق الطاقة وتعزيز توازن بين مناهج للمنتجين والمستهلكين، وإن أصدقاءنا الجزائريين يفهمون تماماً هذا الواقع ما يضع أساسا إيجابيا للتعاون الثنائي في هذا المجال.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!