-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
إعلاميون وأكاديميون ومسؤولون وشخصيات وطنية في الذكرى الثانية لوفاته:

علي فضيل.. رسالة لا تزول

أحمد عليوة - وهيبة سليماني - إلهام بوثلجي - منير ركاب
  • 3699
  • 1
علي فضيل.. رسالة لا تزول
 جعفر سعادة
الأستاذ الراحل علي فضيل

أجمع المشاركون في الندوة الفكرية التي نظمها مجمع الشروق، إحياء للذكرى الثانية لوفاة الأستاذ علي فضيل، الرئيس المدير العام ومؤسس المجمع، والتي حضرتها شخصيات وطنية ووزراء سابقون ومسؤولون في الدولة وأساتذة جامعيون ونشطاء الحركة الجمعوية والمجتمع المدني وإعلاميون، على أن الفقيد وإن كان قد رحل بجسده، إلا أنه لا يزال حيا في قلوبهم، من خلال الأثر الذي تركه فيهم، والقيم التي زرعها في المحيطين به، والصنيع الذي أسداه لكل من قصده، والأمل الذي بعثه في قلب كل يائس أغلقت الأبواب في وجهه، فكان الراحل بشهادة الجميع “الرجل الوطني العروبي” المخلص لدينه ووطنه وهويته وانتمائه.

الرئيس المدير العام لمجمع الشروق رشيد فضيل
الوفاء للراحل ومبادئه رهانٌ أخلاقي

لا يسعني بداية، إلا أن أعرب لكم، أصالة عن نفسي، ونيابة عن عائلة وإدارة مؤسسة الشروق، عن عميق الشكر والامتنان، لتلبيتكم المقدرة مُشاركَتنا فعاليات الذكرى الثانية لرحيل الأستاذ المؤسس، علي فضيل، تغمده الله بشآبيب الرحمة والرضوان.
اسمحوا لي بهذه المناسبة التي تمتزج فيها المشاعر، وإنْ غالبتها سَعة الآفاق والآمال، أن أقدم أمامكم كلمة موجزة في مقام الحدث، لأقول إنّ لقاءنا المتجدد اليوم في غياب الفقيد الغالي، وبحضور هذه الكوكبة المميزة من نخبة الجزائر، لهو دليل قاطع على عظم الميراث الإعلامي وقيمة الأثر الطيب والرسالة النبيلة التي حملها المرحوم على عاتقه في الحياة، قبل أن يتركها بمماته وديعةً في أعناقنا جميعا، وهي ما يخلّد اسمه نجمًا ساطعًا في سماء المشهد الإعلامي الوطني والعربي.

إطلاق مسابقة علي فضيل للتميّز الصحفي
إجماع على مكانة الراحل وطنيا وعربيا ودوليا

لقد سبق لكثير منكم، ولرفاق المشروع الشروقيّ، أنْ أدلى بشهادته في ذكر المناقب الإنسانية وتعْداد الإنجازات المهنيّة على عهد المرحوم المُؤسس، ما أكد أنّ الإرث الفُضيْلي، وبكل تواضع وافتخار، يبقى حقلا خِصبًا للتدارس والنظر، تثمينًا للمكاسب المحقّقة واستشرافا للتطوير والارتقاء.
لذا فقد ارتأينا، وفاءً للرجال، واجتهادًا في الاستفادة المُثلى من المسار، أن تكون الطبعة الثانية، وما يليها من وقفات في ذكرى الوفاة، ارتأينا أن تكون موضوعاتيّة، حتى نُسهم في تحليل المسيرة الإعلامية الطويلة التي خطها المؤسس، علي فضيل على مدار ثلاثة عقود، بكثير من التضحيات الجسام، إذ لم يكن عبورُه إلى رأس القمة إلا على جسر من المتاعب الجمّة.
وتقديرا منّا لأهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيزها في كل الأحوال، فقد وقع الاختيار لهذه المحطة السنويّة على إبراز دور الشروق في هذا الاتجاه الحساس، عبر خطها الافتتاحي المُستلهَم من رؤية وممارسة المرحوم علي فضيل للوظيفة الوطنية للإعلام المحترف.
إن ما ينبغي الإشارة إليه أولا بهذا الصدد، هو أنّ حرص الفقيد علَى أن تلعب الشروق دورا متقدما إعلاميا في تكريس الوحدة الوطنية، نابعٌ أساسًا من تنشئة اجتماعية أصيلة، ورؤية مهنية رصينة، فلقد نشأ وترعرع في أسرة إصلاحيّة، اشتهر كبيرُها الوالد مسعود فضيل، رحمه الله، بدوره الإصلاحي والديني والاجتماعي بمنطقة الوسط الجزائري خلال نصف قرن من الثورة التحريرية إلى الإستقلال، وهو ما غرس بلا شكّ تلك القيم الوطنية العليا في تربية الأبناء البَررة، ودفَعَهُم لمواصلة النهج الإصلاحي الوطني.
كما أنّ مَهمة الدفاع عن الوحدة الجزائرية، استقاها المرحوم علي فضيل من رؤية حضارية للإعلام، تربطُه بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية في صيانة أمانة الشهداء، إذ كان يرى أنّ المنبر الإعلامي الكبير، كونُه صانعًا للرأي العام، تقع عليه أعباء إضافيّة في صيانة الاستقرار العام، باعتباره صمام الأمان لتحقيق كل التطلعات الشعبية.
ولتجسيد هذه الرؤية، تعددت مبادرات مجمع “الشروق”، وإنْ تنوعت أشكالها، فقد رامت في مضمونها ورمزيتها تعزيز الوحدة الوطنية، فكانت تكريمات أعلام الجزائر في ربوعها العميقة وأطرافها المترامية بعيدا عن أي جهوية، بل تعمدنا التنويع المناطقي لإبراز البُعد الوحدوي لبلادنا، ومثلها الاهتمام بنقل انشغالات الجزائريين في كل مكان، عبر شبكة وطنيّة من المراسلين جاوزت أحيانا مئة صحفيّ، ناهيك عن التعريف إعلاميّا بكل مناطق الوطن وثقافاتها وعاداتها وتقاليدها وإبراز مطالبها وطموحاتها وإمكاناتها في كل المجالات.
لقد حرص المؤسس المرحوم، علي فضيل، على تكريس حرية الصحافة بكل مهنية واحترافية في مجمع الشروق، رافضًا ممارسة الرقابة على هموم المواطنين وسلوكات الفساد وتقاعس المسؤولين في كافة المستويات، لكنه أشهرَ بالمقابل الوحدة الوطنية والمصلحة العليا للبلاد خطا أحمر، لا يَسمح لأحد بعُبوره في مؤسسته مهما كانت المسوغات، وليذهب السبق الصحفي المزعوم إلى محترفي الإثارة، فقد منعَهُ الضميرُ الحيّ من الاقتيات الرّخيص على جراح الوطن وآلام الشعب.
ولذلك كانت معالجة “الشروق”، وإنْ أغضبت متهورين في حينها، هادئة وعقلانية ومسؤولة، لأحداث ساخنة ومنعرجات خطيرة عرفتها بلادنا، من وقائع منطقة القبائل إلى مدينة غرداية وأقصى الجنوب الكبير، مرورًا بمأساة العشرية الحمراء وغيرها كثير، حيث التزمت رسالتها الوطنية في التأليف بين قلوب الجزائريين ونبذ الفرقة وبث الطمأنينة وكشف مخططات المتربصين، قطعًا لدابر الفتنة وحفاظا على مكسب الأمن العام.
إنّ هذه المسيرةَ المشرقة، تضعنا أمام رهان أخلاقيّ ليس يسيرًا الوفاءُ بحقه كاملا، في ظل تحديات متنامية، لكننا عازمون، بتوفيقٍ من الله وعوْنه، وبنصحكم المأمول، وبإرادة أبناء الشروق وبناتها، وبثقة جمهورها الذوّاق، عازمون على الاستمرار بثبات على ذات الدرب الأصيل، دون تبديل ولا تفريط، بل يحدونا الأمل العريض والطموح الجامح للارتقاء، وفق سنن التطور ومقتضيات البقاء في مصفّ الريادة، لكنه سيكون حتمًا التطور المشروع في ترقية الوسائل والمشاريع والإدارة، ضمن إطار الفكرة المُؤسِّسة نفسها ومرجعية قيمها الإعلامية الوطنيّة.

سميرة بلعمري:
الراحل تمكن من إرساء علاقات إنسانية في العمل الصحفي

لخصت الإعلامية سميرة بلعمري، رئيسة تحرير جريدة الشروق اليومي، حديثها عن المرحوم علي فضيل في أربع ملاحظات هامة، استشفتها من مسيرة الرجل، أولها مساهمته في صناعة كتاب وصحافيين، يعتبرون اليوم، حسبها، من خيرة الإعلاميين في الساحة الوطنية وحتى الدولية.
وقالت سميرة بلعمري إن عمل المرء إن كان ينقطع بعد وفاته، إلا أن هناك ثلاثة يبقون وأحدهم أبن يدعو له حيث تعتقد أن علي فضيل له اليوم من الأبناء في الساحة الإعلامية ما يجعلهم يدعون له كل يوم، وهم – تضيف – خزان تسيير المؤسسات العمومية والخاصة.
وثاني ملاحظة أن المرحوم رجل كان قائدا أصيلا، صاحب لغة ورصيد، فعندما نتكلم، حسبها، عن صفات القائد فلا يختلف اثنان أنها ليست متاحة للعامة.
ومشاريع الرجل التي ترجمت إلى أفكار، تطبعها ثلاثة أشياء إنها مشاريع حضارية بأبعاد وثوابت وطنية إسلامية. وختمت بأن بأن الرجل تمكن من إرساء علاقات إنسانية قلما تتوفر داخل المؤسسات الإعلامية.

محمد يعقوبي مدير مؤسسة الحوار:
الأستاذ علي فضيل.. الرجل الحالم

إحياء الذكرى الثانية لوفاة الأستاذ علي فضيل رحمه الله يجب علينا الوقوف عند ضخامة هذا المنجز الذي تركه وعند تفاصيله، أنا من أكثر الناس الذين رافقوه مهنيا في جريدة الشروق ولكن أن ترافقه كصحفي ليس كأن ترافقه كرئيس تحرير، هنا تأتي الخصوصية. أنا لخصت الأستاذ علي فضيل في الكثير من كتاباتي بـ”الرجل الحالم”.. رجل لا يقف عند تحقيق الحلم وعندما يحقق فكرة ينتقل إلى فكرة أخرى ولا يقف عندها سنوات، ولذلك شاهدنا الرجل بدأ بجريدة أسبوعية في التسعينيات وهو يحملها في محفظته إلى أن وصل هذا الحلم إلى تأسيس مجمع إعلامي رائد في العالم العربي.
وهنا يتساءل يعقوبي “كيف جاء هذا الانتقال خلال مسار يقارب الأربعين عاما؟ فعندما استلم الأستاذ علي فضيل اليومية في 2005 كانت في وضعية يرثى لها، وبدأها من الصفر، بدأنا كأي جريدة صغيرة، لكن بأقلام كبيرة لصحفيين قدماء محترفين وأيضا بجيل جديد. تميز هذا الرجل بأنه خلق ما يسمى روح الفريق، حيث يبقى المشروع يسير ويكبر وينفذ وينجح من ذلك الوقت إلى غاية وفاته رحمه الله.
في 2005 بدأ علي فضيل جريدة الشروق وسط منافسة شرسة، والجرائد الناطقة باللغة الفرنسية تكاد تكون مكتسحة للساحة الإعلامية تقريبا حتى الجرائد باللغة العربية كانت منافسة كبيرة بينها في ذلك الوقت، لأن الورق كانت له قيمته، ليس مثل اليوم، أين انتقلت المنافسة إلى الصحافة الالكترونية، وفي 2007 – 2008 أصبحت الشروق الجريدة الأولى في الجزائر بـ800 ألف نسخة يوميا، وهذا بفضل العمل الجماعي وروح الفريق والمنافسة داخل الجريدة وبفضل أيضا جهد أساتذة كبار يشرفون على طاقم الجريدة على غرار الأستاذ حسان زهار وسعد بوعقبة وإبراهيم قارعلي ونصر الدين قاسم، الذين كانت لهم بصمتهم في الانتقال بهذا المشروع من مجرد فكرة إلى أن يصبح مشروعا ضخما جدا، وفي 2009 جاءت أحداث الأزمة الكروية التي أعطت للشروق صدى عربيا لا يمكن لأي أحد أن ينكره، ووصلت في ذلك الوقت إلى طبع 2 مليون نسخة يوميا، وهو شيء لا يصدقه العقل، وهو ما يدحض فكرة أن الشعب الجزائري لا يقرأ بالعربية، وإذا جمعنا العدد الإجمالي لقراء الصحف باللغة العربية والتي كانت في أوجها في ذلك الوقت سنجد حوالي 5 ملايين قارئ باللغة العربية في الجزائر، وهو إنجاز يسجل للأستاذ علي فضيل، وبفضل الشروق اكتسح الحرف العربي وتمدد وانتشر وقوض الصحافة الناطقة باللغة الفرنسية، والتي بدأت في التلاشي والتقهقر إلى اليوم، بينما المقروئية باللغة العربية آخذة في التوسع، وهذا انتصار ينسب جزء منه إلى الشروق وبالضبط إلى الأستاذ علي فضيل.
جريدة “الشروق” خلال الأزمة الكروية في 2009 واجهت ترسانة من القنوات المصرية، حوالي 70 قناة أو أكثر، بينما نحن لدينا جريدة وكانت في المقدمة للدفاع عن الجزائر ورموزها وشهدائها، وهو ما أعطاها صدى عربيا أصبحت العنوان رقم 1 في الوطن العربي.
علي فضيل الرجل الحالم، لم يتوقف عند هذا الحد، بل قفز لإنشاء قناة تلفزيونية، من خلال فكرة بدأت بدردشة بسيطة، والحلم بدأ يكبر شيئا فشيئا بشكل يشرف الراحل وعائلته وكل العاملين في المجمع.
في 2011 بدأ ما يسمى بالربيع العربي، فكرة القناة كانت تراودنا داخل الجريدة، وعملنا قناة إلكترونية على الواب، وبعدها عرضت عليه فكرة تحويها إلى قناة تبث من الخارج، فالتقط الأستاذ علي فضيل الفكرة كعادته في التقاط الأفكار وحاول تنفيذها، فهو لا يؤمن بالمستحيل، وكان حينها من الضروري استشارة السلطات السياسية والجهات المعنية، ويبدو أن هذه الأخيرة في ذلك الحين رأت بأن الظروف المحيطة بنا – الربيع العربي – ضرورة بروز قناة جزائرية المحتوى والتوجه، تدافع عن مصالح الجزائر. وفي نوفمبر 2012 أصبحت قناة جزائرية خاصة تتربع على قلوب الجزائريين.

بغدادي فيزازي.. مقدم برنامج “وافعلوا الخير” بقناة “الشروق”:
الراحل عاش لغيره ومات كبيرا وترك أثرا بليغا

موعد الذكرى الثانية لوفاة علي فضيل جاء موافقا لذكرى المولد النبوي الشريف، القدوات الكبار عندما يموتون تبدأ مسيرتهم، ولهذا فإن الذي يعيش لنفسه يعيش صغيرا ولا يترك أثرا، أما الذي يعيش لغيره كما عاش هذا الرجل الفاضل فإنه يموت كبيرا ويترك أثرا بليغا، وأقول لأسرتي الثانية في الشروق اليوم لا دموع ولا بكاء، اليوم هو الانطلاقة الحقيقية لتجسيد طموحات هذا الرجل الذي ليس بالمعادلة السهلة في بناء هذا الإعلام الهادف في الجزائر، ليس بالضرورة اننا نلتقي مع إنسان نتأثر به، في كل جزئيات حياته.
ربما التقيت بعلي فضيل بعض المرات، ولكنني تأثرت بشخصه وفكره تأثرا عجيبا، وربما تلاحظون أن هذا العمل الخيري بدأنا نسجل برنامج “وافعلوا الخير” في مساحة 4 متر مربع، جئنا الى هذا الرجل الفاضل وأخيه الرجل الشهم الحاج رشيد ووالده المرحوم الحاج مسعود، صاحب المصحف المكتوب الذي لا يتركه من بين يديه، عندما زرناه في بيته مرة كان يستظهر القرآن الكريم كأنه شاب حفظ بالأمس فقط مع وجلوسه تحت الشجرة ونظرته الثاقبة وهو يتكلم عن القرآن وعن الجهاد والثورة، قلت إذن هذا هو البلد الطيب الذي أخرج مثل علي ورشيد وغيرهما، والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه.
ونحن نمشي في مسار العمل الخيري في تلك المساحة الصغيرة، إلى يومنا هذا وإن شاء الله سيكون خير كبير انطلاقا من الموسم العاشر لبرنامج “وافعلوا الخير”، وكان فريق العمل يذهب إلى المناطق البعيدة والصحارى، حيث لا توجد شبكة الانترنت، وكان الناس ينادونا بأسمائنا ويقولون لنا “الله يرحم علي فضيل”، فقلت سبحانك ربي.. ما الذي يجري على لسانه الآن الترحم على علي فضيل، وهناك الكثير من الذين يدعون له، وخاصة أنك تقدم خيرا وتعلم بأن هذا الخير الذي تقدمه للشعب الجزائري صاحب النعمة فيه هو هذا الرجل الكريم وأباه وأسرته المباركة.
الرجال الكبار المحنكون سياسيا والفقهاء في أحكام صناعة الحياة وأحكام صناعة الأوطان وأحكام المحافظة على وحدة الشعوب هذا ما كنت أستلهمه منه.

الكاتب الصحفي سعد بوعقبة:
الراحل كان من جنود مهري في الدفاع عن الوحدة الوطنية

الحديث عن علاقتي بالمرحوم على فضيل حديث ذو شجون، أتذكر حينما التحقت معه بجريدة الشعب في عام واحد، هو كمحرر مبتدئ متخرج من الجامعة مع زميله سليم قلالة، وأنا التحقت بعد 25 سنة صحافة بجريدة الشعب قادما من المجاهد وكنت رئيس قسم التحقيقات، والإخوان صالحي وسليم قلالة والمرحوم علي فضيل التحقوا آنذاك بالجريدة وكانوا يحلمون بالعمل في قسم التحقيقات الذي كنت مشرفا عليه، وذلك لأن هذا القسم يعطي حرية للصحفي في العمل.
وأنا بطبيعتي كنت أشجع الشباب في ذلك الوقت وأرعاهم، خاصة عندما أصبحت رئيسا للتحرير، ومنهم المرحوم علي فضيل ومنذ ذلك الوقت بدأت العلاقة الحميمة معه، فيما بعد انقسمت جريدة الشعب على اثنين فانتقل علي فضيل إلى جريدة المساء، وأبلى فيها البلاء الحسن في مرحلة الانفتاح الإعلامي على قضايا المواطنين، فكان ينشر رسائل القراء، وكان ينظر في تظلمات الناس، وكان يتنافس مع عثمان سناجقي في جريدة الشعب الذي كان مكلفا فيها بإعداد صفحة بريد القراء، وعلي فضيل كان في جريدة المساء نائب رئيس تحرير مكلفا بصفحات قضايا المواطن وهو ما برز في رفع نسبة مبيعات جريدة المساء إلى مستويات قياسية.
وعندما التحقت بالمساء في سبتمبر 1991 كان علي فضيل قد غادرها ليلتحق بجريدة أسبوعية اسمها “المنبر”، وبعدها بشهرين تقريبا أسس “الشروق العربي”، وبسبب بعض مواقفي أبعدت من المساء، وعلي فضيل لديه الحاسة السادسة في تلمس الإعلام، تنقلت إلى مكتب عبد الحميد مهري في حيدرة باعتباره رجلا وطنيا ورائدا في قضية الوحدة الوطنية والمصالحة، وعلي فضيل كان من جنود مهري في موضوع الوحدة الوطنية، ومن الصدف أن مقر الأفلان في حيدرة كان مجاورا لمقر أسبوعية “الشروق العربي”.
وعند خروجي التقيت بعلي فضيل فعرض علي الكتابة فيها فأخبرته بأنني مطرود من المساء وهي أول جريدة في البلاد، وقد أكون سببا في غلق جريدته، غير أنه لم يبال وأصر علي للكتابة معه، واقترح علي أن أكتب باسم مستعار، فوجدنا أن الشروق يناسبها “صيحة السردوك”، وهذا من أجل الدفاع عن الوحدة الوطنية وعلى وحدة الشعب مهما كان الثمن، وهكذا اخترنا اسم العمود “صيحة الشروق بريشة السردوك”.

الدكتور سليم قلالة زميل ورفيق الراحل علي فضيل في الجامعة
خمس محطات شكلت شخصية علي فضيل

بداية نترحم على أخينا علي، ونشكر الذين نظموا هذا اللقاء تذكيرا بخصاله وبمواقفه.. في الواقع عندما قيل لي عن موضوع الندوة تخص مسألة الوحدة الوطنية، راجعت شريط ذاكرتي الشخصية وطرحت سؤالا: كيف تشكلت شخصية علي فضيل السياسية؟ كيف أصبح هذا هو موقفه السياسي؟ بطبيعة الحال نحن التقينا في سنة 1977 في الجامعة، هو سنة أولى وأنا كنت سنة ثانية، والتقينا في الصحافة، مع الأخ سعد بوعقبة الذي دائما نذكر فضله على الصحفيين المبتدئين، كان عمرنا آنذاك 22 سنة، فاكتشاف موهبة وتشجيعها ليس بالأمر الهيّـن، هذه مهمة المسؤول، ونحن درسنا علوما سياسية، إذن عندما بحثت في أرشيفي الخاص، ونحن في تلك الفترة كنا نكتب يوميات في مذكرات ما حدث لنا بالضبط، وأنا لدي مجموعة من الأجندات دونت فيها ما حدث بالدقيقة والساعة في تلك الفترة.
منذ يومين راجعت تلك اليوميات ووجدت تفاصيل عن حياتنا الجامعية، وكيف تشكل لدينا الوعي بالوطن والوعي بالثوابت الوطنية والوعي بالوحدة الوطنية، وهناك شهر واحد تحديدا كان له تأثير كبير على وعينا السياسي إن صح التعبير، وأنا سأتحدث عن السنة الأولى والثانية صحافة إلى غاية المؤتمر الثالث لاتحاد الصحفيين الذي كنا فيه مندوبين، وكان الاتحاد في تلك الفترة له وزن، إذن حاولت أن ألخص من خلال الأفكار المختلفة التي وجدتها ما الذي شكل الشخصية السياسية للأخ علي فضيل وكتبت وثيقة تحت عنوان “الشخصية السياسية لعلي فضيل”، وقلت بأن هناك خمسة أحداث بارزة في تشكيل شخصية الأخ علي فضيل في بداية حياته:
الحدث الأول إضراب الجامعة الجزائرية لأجل تعريب الإدارة بداية من 12 ديسمبر 1979، الحدث الثاني ما جرى بالحي الجامعي طالب عبد الرحمن في بن عكنون يوم 2 نوفمبر 1982، الحدث الثالث تجمع التيار الإسلامي في الجامعة المركزية يوم 12 نوفمبر 1982، الحدث الرابع المؤتمر الثالث لاتحاد الصحافيين المنعقد بقصر الصنوبر يوم 16 نوفمبر 1982، أما الحدث الخامس فهو أول اعتقال لعلي فضيل يوم 27 نوفمبر 1982.
علي فضيل في الحدث الأول كان طالبا في معهد العلوم السياسية والإعلام سنة ثالثة لم يتردد في اتخاذ موقف.. اللغة العربية بالنسبة إليه مقدسة ولا يمكن استعادة الشخصية الوطنية الجزائرية من دونها، شارك في الإضراب بفعالية وكتب الشعارات والنشرات اليومية التي كان يقوم بإلصاقها على الجدران بنفسه، وكان يرى بأن هيمنة لغة مستعمر الأمس في الإدارة وضع غير طبيعي، وكل الشعارات التي كانت تلصق في ذلك الإضراب الذي استمر حتى 21 جانفي 1980 كانت توقع باسم الطلبة الوطنيين، يعني فيه تيار وطني، وكنا فيه وهذا لنتميز عن تيار اليساريين بتوجهاته المختلفة وتيار الإسلاميين بتوجهاته المختلفة أيضا، وبالتالي فإن علي فضيل اختار الخط الوطني منذ البداية.
الحدث الثاني ما جرى بالحي الجامعي طالب عبد الرحمن ولعل الكثير من الذين عايشوا تلك الفترة يعرفون الصراع بين المتطرفين من التيار الإسلامي واليساريين، والذي راح ضحيته طالب في نادي الحي الجامعي، هذا الحدث ترك الأخ علي فضيل يراجع الكثير من المسائل حول الموقع الوسطي بين هؤلاء وهؤلاء بمعنى أنه لاحظ إلى أين يؤدي التطرف، فتم تصحيح مسألة هنا وهي مسألة الاعتدال في الموقف واختيار خط واضح يرفض كل أشكال التطرف وكان يحدثني بذلك.
الحدث الثالث هو تجمع التيار الإسلامي في الجامعة المركزية. أنا اذكر جيدا أنه يوم التجمع، نحن كنا في القسم الوطني، وكانت النافذة تطل على الشارع، ولاحظنا نتائج ذلك التجمع من اعتقالات وتعسف ومحاولة إدخال التيارين الإسلامي واليساري في صراع، وانتبهنا لذلك، وتم تصحيح مسارنا في هذه المسألة.
الحدث الرابع هو المؤتمر الثالث لاتحاد الصحافيين نحن انتخبنا كصحفيين، وهذا المؤتمر مرتبط كما هو معروف في تلك الفترة ككل المنظمات الجماهيرية بحزب جبهة التحرير الوطني، فداخل المؤتمر شاهدنا ما حدث من مناورات وكيفية تسيير شأن المنظمات الجماهيرية، وما هو موقف الحزب من تسيير الصحافة، فكان هذا درسا للأخ علي فضيل.
أما الحدث الخامس فحدث يوم 27 نوفمبر 1982، بعد انتخاب محمد عباس أمينا عاما للاتحاد الوطني للصحافيين، بأيام كنت في الغرفة في الحي الجامعي، طرق الباب وجاء أصدقاء ليخبروني بأن الأخ علي ليس في بيته، وليس في غرفته التي وجدناها مقتحمة، ما يعني أنه اعتقل، سألت مدير الجريدة الذي اتصل بالشرطة التي نفت علمها، لنعرف فيما بعد أنه اعتقل من طرف الأمن العسكري، وبقي في السجن 9 أيام.

الإعلامي مدني عامر:
الراحل كان يدرك تحديات السمعي البصري

قال الإعلامي مدني عامر، إن علي فضيل لم يكن فقط صحفيا بل كان مناضلا وصاحب قضية، وقضيته الأولى هي الوطن، كان يسعى لتجسيد المبادئ والقيم، عبر كل الجبهات وجبهة الأولى هي جبهة الإعلام.
ويملك المرحوم، حسبه، أهدافا ومبادئ وتطلعات ظلت تلازمه حتى وفاته، مضيفا أن الذكرى معه بدأت منذ عرفه سنة 1985، حيث قال “التقيته أكثر من مناسبة، كنت أزوره في مكتبه، وكم كان يتطلع إلى فتح قناة تلفزيونية.. يسأل كثيرا عن التحديات التي قد تواجه عمله”.
ويصف الإعلامي مدني عامر، المرحوم علي فضيل بأنه شخص واع بكل التحديات، حيث خاض التجربة بوعي وبقناعة واقتدار، وثبت منهاجا إعلاميا كان يريد له أن يتأصل على قواعد الاحترافية وقد حقق ذلك كإعلامي، وشهد لفضيل بإنسانيته، وبإصراره وحماسته قائلا “لا تثنيه العواقب ولا التحديات إن قرّر سار وإن سار نجح”.

الإعلامي عمار بن جدة:
علي واجه أجندات أجنبية إعلامية

أشاد الصحفي عمار بن جدة، بنضال علي فضيل الإعلامي، وبشجاعته في مواجهة إعلام خارجي كان يسعى لتشكيل رأي عام داخلي، حيث قال إن المرحوم كان من الوجوه الإعلامية الأولى التي استطاعت أن تساهم في كسر الحصار الإعلامي الذي وقع على الجزائر خلال السنوات الصعبة للعشرية السوداء، وأن علي فضيل من الذين استطاعوا عن طريق قناة تلفزيونية غلق الطريق أمام قنوات أجنبية كانت تفتعل رأيا داخليا يعمل لصالح أجندات أجنبية.
واستطاع المرحوم، حسبه، أن يصنع رأيا عاما داخليا يساهم في الوحدة الوطنية، وتقديم رؤى جزائرية محلية للمشاكل الداخلية والخارجية.
وقال عمار بن جدة إن له مع المرحوم علاقة زمالة حيث كان يدرس معه في الجامعة وكانت علاقتهما طيبة إلى أبعد الحدود، وسبق وأن زاره في مقر سلطة الضبط السمعي البصري على أساس أنها هيئة جديدة في الجزائر، فرفقة فريق من الإعلاميين طرح رأيه وتساؤلاته حول هذه السلطة، موضحا أنها كهيئة تحتاج إلى توضيحات، وعلي فضيل كان مقتنعا جدا ويسمع ويملك استعدادا للحوار والامتثال لقواعد المهنة أخلاقيا وقانونيا.

إطلاق مسابقة علي فضيل للتميز الإعلامي

أعلن القائمون على مجمع الشروق إطلاق مسابقة علي فضيل للتميز الإعلامي، وهذا في سياق استكمال رسالة الراحل الذي كان دوما يشجع الصحفيين على التفوق والتميز في عملهم الصحفي، وتشكل لجنة من المختصين لإعداد القانون الداخلي للمسابقة والمجالات الصحفية التي ستختص فيها، وتأتي هذه الخطوة من مجمع الشروق في سياق تثمين الأعمال الصحفية الجادة وتخليدا لذكرى الراحل علي فضيل.

درع الشروق يعود إلى علي فضيل

اختتمت الندوة الفكرية في الذكرى السنوية الثانية لوفاة علي فضيل بلفتة خاصة من العاملين في مجمع الشروق من خلال عكس عملية التكريم التي أطلقها الرحل سنة 2009 وكرم من خلالها مئات العلماء والمصلحين والمثقفين والرياضيين والإعلاميين، حيث منح العاملون بالمجمع “درع الشروق” لعلي فضيل وهو مطابق تماما لدرع الشروق الذي تلقاه المئات، وقد استلمت العائلة الدرع، معبرة عن فخرها بمكانة والدهم علي فضيل في قلوب الصحفيين وجميع العاملين بمجمع الشروق.
ويأتي هذا التكريم للراحل علي فضيل اعترافا بفضله في تشجيع آلاف الصحفيين الذين مروا على مجمع الشروق وشقوا طريقهم بنجاح وأصبحوا مسؤولين في مؤسسات إعلامية داخل وخارج الوطن.

عضو مجلس الأمة فؤاد سبوتة
علي فضيل قدم الكثير للمشهد الإعلامي

عرفت الفقيد علي فضيل رحمه الله زميلا وصديقا وواحدا من الإعلاميين الذين أسهموا بشكل كبير في إثراء الساحة الإعلامية في الجزائر، فمن خلال مجمع الشروق جمعتني بالراحل الكثير من الجلسات والعمل المشترك، حقيقة كان واحدا من الذين يدافعون عن الإعلام بشكل خاص وعن الجزائر بشكل عام.
أتذكر في هذا المقام مساهمة ودور علي في محطة هامة من محطات الجزائر التاريخية حينما تحول الفعل الإرهابي من القتل العادي إلى العمليات الانتحارية، كنا حينها نبحث عمن يتحدث في الموضوع وكثيرون كانوا يتجنبون ذلك.. إلا أن المرحوم كان دائما هنا ويلبي دعوتنا للنقاش في المسائل التي تهم البلاد.. علي فضيل قدم الكثير للمشهد الإعلامي.. والعديد من الإعلاميين تخرجوا من مدرسة الشروق التي تبقى فاعلة في المجال الإعلامي سواء الجريدة أو القناة، ونحن نحتفي باليوم الوطني للصحافة، يجب أن نكرس هذا الفعل الإعلامي خدمة للوطن، خاصة في الوقت الصعب الذي تمر به الجزائر.

المحامي خالد برغل:
علي لم يغامر بتصريح واحد ضد الجزائر

عايشت علي فضيل رحمه الله عن قرب بحكم منصبي كمستشار قانوني لمجمع الشروق للإعلام، ما يمكن أن أقدمه كشهادة حية في حق الرجل وعشية الاحتفال بالعيد الوطني للصحافة الذي يتصادف والذكرى السنوية الثانية لوفاته رحمه الله أنه تعرض لإرهاصات السلطة السابقة وضغوطات من شتى الأنواع.. أتذكر أنه طلب مني ماذا يمكن أن يفعل أمام الضغوطات التي كانت في تلك الفترة؟ فقلت له بيدك سلاح فتاك وهو الإعلام يمكن أن تقوم بتصريح علني وتكشف كل المخطط الذي يستهدف المجمع، فكان جوابه بأنه إذا صرح سيسيء إلى الجزائر، وباعتبار أنه وطني قبِل أن يتحمل كل الضغوط على نفسه والمشاكل ولم يغامر بتصريح واحد ضد الجزائر أو ضد السلطة السابقة التي كانت جاثمة على الشعب الجزائري.. وأعتقد أن هذه الأزمة هي التي أثرت فيه رغم إيماننا بأن الأعمار بيد الله..

رئيس حركة النهضة محمد ذويبي:
“الشروق” كانت منبرا لنصرة القدس

كانت لي الفرصة أن أكون من عائلة الشروق منذ التأسيس إلى اليوم… فيما يتعلق بالأخ علي فضيل رحمه الله فلا يختلف اثنان في كونه ترك بصمته في الجزائر سواء على مستوى الثوابت والهوية الوطنية والدفاع عن قضية فلسطين التي كنا نعمل معه عليها في إطار مؤسسة القدس الدولية، حيث فتح لنا جريدة الشروق وجعلها منبرا لنصرة القضية الفلسطينية، فكان يستقبلنا في الجريدة لعقد اللقاءات، كما أن انطلاق أسطول الحرية الذي استطاع فك الحصار على غزة كان من مقر الشروق.. وما يمكن أن نؤكد عليه هو الاستمرار في تطوير المجمع لإكمال رسالة علي فضيل في نصرة الثوابت والقرآن الكريم وفي تكريم العلماء.

أحمد حمدي أستاذ الإعلام:
علي له خبرة كبيرة وقلم متميز

الحديث عن الأستاذ علي فضيل يكون من جانبين، الأول يكمن في كونه إداريا ومسيرا والثاني لكونه صحفي وكاتب، ففي الأمرين كان له دور كبير وله موهبة في التسيير، والحقيقة أنه ككاتب صحفي خاصة في العمود والمقالة له خبرة كبيرة وقلم متميز، إذ كانت كتاباته رزينة وجادة ولها دور في الوحدة الوطنية، فيما كشف الجانب المسير له عن موهبة كبيرة وحنكة، لأن تسيير مؤسسة إعلامية ليس بالشيء الهين، ومما لا شك فيه أنه نجح من لاشيء في تكوين المؤسسة الكبيرة التي تفتخر بها الجزائر وهي مجمع الشروق، وهذا ما يبرهن بأن الراحل كان له مكانة كبيرة في المشهد الإعلامي الجزائري.

بشير فريك – كاتب ووال سابق:
علي فضيل هو عنوان الوحدة الوطنية حقيقة

المرحوم علي فضيل عرفته منذ أكثر من 32 سنة لما كنت واليا على وهران وكان لي الشرف أن نشرع مع بعضنا البعض في سنة 1999 و2000 في مشروع الشروق اليومي مع الأخ سعد بوعقبة وآخرين.. سي علي فضيل هو عنوان الوحدة الوطنية حقيقة.. فلا يمكن أن يوصف إلا بالوطنية الصادقة.. لا زلت أتذكر أثناء السجال الكروي بين الجزائر ومصر في 2009 كيف أن الشروق تحت قيادته هي التي واجهت الأرمادة الإعلامية المصرية وحدها.. فعلي رحمه الله كان رمزا من رموز الصحافة الوطنية بسبب قدرته وكفاءته واعتداله في معالجة القضايا الوطنية، واليوم ترك وراءه جيلا من الصحفيين كلهم متمسكين بنهجه في الإعلام الوطني الصادق المعتدل.. وجود مجمع الشروق بهذا الحجم بقنواته والنسخ الورقية وعماله وصحفييه كله مساهمة منه في خدمة الوطن .

أبو جرة سلطاني:
ثلاث قضايا كبرى كانت الهم الشاغل للراحل

نجدد الترحم على الصديق علي فضيل الذي استطاع أن يكسب الكثير من القلوب والعقول بالمواقف الثابتة التي اختارها لنفسه ومنهجا لحياته وسخر لها من وسائل الإعلام ما استطاع، إذ تمكن من أن يخطو خطوات جريئة نحو تحقيق أهداف مرحلية لثلاث قضايا كبرى لا يختلف حولها كل مخلص للجزائر وهي الوطنية والإسلام والقضية الفلسطينية وجعل خط الجريدة التي أسسها وما لحق بها من وسائل إعلامية لخدمة الأهداف الثلاث..
فالرجل كان متواضعا حينما تراه وتتحسس ما كان يدور في خلده من استشراف وتصورات مستقبلية تدرك أنه كان يحمل هما أثقل من جسده، في آخر لقاء لي معه كان يحدثني عن مشروع مسلسل ضخم، لكن وجدته محبطا، لأنه لم يجد العون ووجود عراقيل جمة حينها، لأنهم تصوروا أن الأسماء التي رشحت للمسلسل لها علاقة بالواقع الجزائري وتؤثر على السياسة المنتهجة أنذاك.. ببساطة الرجل اشتغل بصمت وببسمة وشكل فريقا كان أسرة له، لم يكن مؤسسا، بل كان أبا وأخا كبيرا للجميع، أحبه الكل لدرجة أن يوم وفاته كان صادما رغم أننا راضون بمشيئة الله. ينبغي الاحتفاء به بجمع شهادة من عرفوه وتدوينها في كتاب أو وثائقي.

الوزير السابق للإعلام بوجمعة هيشور:
“الشروق” كانت أحسن ممثل للإعلام الجزائري

هذه فرصة نلتقي فيها تخليدا لذكرى رجل عرفته في الميدان عندما نشأت الشروق كجريدة، ثم بعد ذلك كفضائية وأعطت حينها أحسن تمثيل للإعلام الجزائري الجديد ونحن في الجزائر الجديدة.. فالراحل كانت له إرادة قوية وجعل من قناة الشروق والجريدة وسائل إعلام معروفة في كل العالم وترتقي لمصاف القنوات الكبرى.. فمجمع الشروق بوسائله المختلفة تمكن من معالجة العديد من القضايا سواء السياسية أو الثقافية أو حتى الدينية وهو ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة في الساحة الإعلامية..

رئيس جمعية البركة أحمد إبراهيمي:
الراحل كان رجل فلسطين بالقول والفعل

التقيت بعلي فضيل خلال الأيام التي كنا نستعد فيها لأسطول الحرية، طرحت عليه الفكرة خارج الوطن ولما عدت التقيت بسي علي وطلبت منه الدعم الإعلامي لمرافقة الحدث فقال لي بالحرف الواحد “روح اخدم وغمض العينين والشروق من ورائك”، وحينها سخر لنا مكتبا في جريدة الشروق لعقد اللقاءات والتنسيق، وما أشهده أنه كان رجل فلسطين، داعما لها بالقول والعمل، وكان يساهم ماديا في قوافل المساعدات، الشروق حقيقة هي قناة رسالية تدعم الوحدة الترابية للوطن والقيم والأخلاق، وهي من أجل كل هذا ظلت صامدة إلى يومنا رغم كل التحولات التي حدثت في المجال الإعلامي.

المحامي حسان براهمي:
علي فضيل كان مثالا للتسامح والعفو

كان علي فضيل مثالا للتسامح والعفو عند المقدرة. لاحظنا ذلك حتى في نزاعاته وخصوماته، فلم يكن يسعى للانتقام والإساءة للغير وتحطيمه، فكان يقول لي “يا أستاذ مهما بلغت الخصومة سيأتي يوم نتصالح فيه”، وكل هذا رغم أنه كان يُطعن في الظهر ويتعرض إلى خيانات كبيرة، لكنه في الأخير يعفو ويسامح.. وهذه من الشيم النادرة في وقتنا هذا، حيث أن أغلب الناس يلجأ للفجور في الخصومة، ورغم كل المآسي التي مر بها علي ومجمع الشروق، إلا أننا تعلمنا منه معنى العفو والتسامح وحسن التسيير والتبسط مع جميع الأطراف ومع الشركاء.. لم يكن المدير الإداري الذي يلتزم بحرفية القوانين علي سير مجمع الشروق بطريقة خاصة كان يغلب عليها الطابع الإنساني.

رئيس المجموعة البرلمانية للأرندي محمد طويل:
كان رجل إجماع ذو بعد وطني كبير

عندما نتحدث عن الراحل فإننا نستذكر الكثير من المحطات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتاريخية، ففي المحطة السياسية التي يمكن أن نقف عندها هو أنه كان رجل إجماع ذو بعد وطني كبير ولأن الجزائر كانت تحتاج إلى رجال وإعلاميين مخلصين فكان من الأوائل الذين لبوا النداء .
وما نقر له به هو مساهمته في بعث الصحافة المعربة في الجزائر والتي بينت بأن الرسالة الإعلامية باللغة العربية يمكن أن تجد لها طريقا للنجاح والدليل ما حققته الشبكة الإعلامية للشروق. ونتمنى أن تسير على نهج الراحل علي فضيل رحمه الله.

عبد الكريم مداور رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم:
“الشروق” كانت الرفيق الأول للأندية

كان المرحوم سي علي من الأوائل الذين رافقوا الأندية الرياضية في مسارهم، أتذكر أنني كنت رئيس جمعية الشلف وحينها كانت الشروق ممولا لجمعية الشلف وشريكا ومرافقا بالنسبة لنا، حيث جمعتني مع الراحل علاقات شخصية وإعلامية، فكان إنسانا مميزا، أَكن له كل الاحترام والتقدير وندعو من الله أن يتغمده برحمته ويجعله من الأخيار.. لقد كان الراحل رجلا متميزا وذا خصال لم يحد عن عاداته وتقاليده أين ترعرع وبقى دائما وفيا لنهجه.

سليمة سواكري كاتبة الدولة السابقة للرياضة:
“الشروق” فتحت لي بابها لأكون إعلامية

أتشرف اليوم بحضور الذكرى السنوية الثانية لرحيل علي فضيل رحمه الله. أردت أن أقدم شهادتي فيه وما يمكن أن أقوله أنه قبل 13 سنة كانت تجربتي الأولى في الإعلام بعد ما فتحت لي قناة الشروق أبوابها وشجعني الأخ علي رحمه الله لدخول ميدان الإعلام رغم أني لم أكن إعلامية وهذا بعد ما اتصل بي لتقديم برنامج نسوي مع مجموعة من الإعلاميات.
الراحل كان يولي أهمية كبيرة للمرأة الجزائرية، ثم بعد ذلك كانت لي الفرصة مع برنامج “افتح قلبك” الذي أحبه الجزائريون عبر قناة الشروق، وكان يشجع كل ما هو تسامح ورحمة ومودة بين الناس، وحينها حرص علي شخصيا على عودة البرنامج في كل موسم.. هذه التجربة الرائعة والفرصة التي قدمها لي المرحوم الذي حببني في مجال الإعلام سأكتبها في مذكراتي إن شاء الله.

الإعلامي والكاتب عبد العزيز غرمول:
عليكم بتحويل ذكرى وفاة علي إلى لقاءات فكرية وثقافية

يرى الروائي عبد العزيز غرمول، أن ذكرى وفاة الإعلامي علي فضيل صاحب مجمّع “الشروق”، يجب أن تتحول إلى لقاء فكري وثقافي تطرح فيه الكثير من الموضوعات خاصة المتعلقة بالإعلام، موضحا أن الكثير ممن تكلموا عن مناقب الرجل، لم يتحدثوا عن عصر عاش فيه المرحوم مكافحا لمدة 40 سنة، في مجتمع حسبه، مستقطبا من تيارات وأفكار وخلافات متعددة ومتشعبة ومتجاذبة، حيث كان علي فضيل، حسب غرمول، قطبا من أقطاب هذه التيارات ومائلا للتيار العروبي الإسلامي.
وقد حقق علي فضيل، حسب ذات المتحدث، نجاحا كبيرا استطاع من خلاله أن يجمع نخبة مميزة ومسيرته لا تزال مختلفة بفضل المثقفين والرجال الذين جمعهم حوله.

الشيخ شمس الدين:
علي فضيل قدم الصدقات للأرامل واليتامى سرّا

كشف الشيخ شمس الدين، عن الأعمال الخيرية التي كان يقوم بها علي فضيل سرّا، حيث كان يوصيه بمساعدة الأرامل واليتامى، وأن يستقبل هؤلاء ويسجل أسماءهم لتقديم المساعدة لهم.
وقال الشيخ شمس الدين، إن المرحوم لطالما تبرع للفقراء والمساكين وساعد الأرامل وتكفل بتقديم الحاجات الضرورية لليتامى دون أن يعلن للغير عن ذلك، حيث لم يكن، حسبه، يريد شهرة من ذلك، سوى وجه الله، وهي جوانب لا يعرفها عنه الكثير من الناس. وأكد شمس الدين، أن معرفته بعلي فضيل كانت في إطار العمل الخيري.

البرلماني السابق سمير شعابنة:
المرحوم قامة إعلامية لا تحب البروتكولات

يرى الإعلامي والبرلماني السابق، سمير شعابنة، أن علي فضيل لا يعترف بالبروتوكولات في التعامل مع زملاء المهنة، وكان إنسانا متواضعا لديه قرارات ارتجالية ولكنها صائبة في الكثير من الأحيان، وقال “علي فضيل قامة من قامات الإعلام فقد كان صديقا وإعلاميا حيث جاء إلى فرنسا قبل إعطاء إشارة انطلاق قناته التلفزيونية، وطلب مني يد المساعدة وأن أعرفه على بعض القنوات وأن أجري له لقاءات مع رجال الأعمال”.
وأكد أن فئة من الجالية الجزائرية بفرنسا، كان لها لقاء مع المرحوم، وطلبت منه أن يهتم من خلال قناته الجديدة بمشاكل المهاجرين، وقد حقق ذلك وأوفى بعهده، حيث بعد أن تم الترويج لقناته في برنامج إذاعي بفرنسا، تحدث مع الجالية الجزائرية هناك.
وقال إن المرحوم كان يسعى في البداية أن تدخل برامج قناته إلى بيوت الجزائريين مجانا ودون أي تشفير، واليوم على من يتولون مسؤولية قناة الشروق، أن يرفعوا المشعل عاليا ويكونون خير خلف لخير سلف.

الكاتب الصحفي جمال بن علي:
فضيل كان يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار

أكد الكاتب الصحفي جمال بن علي، أن المرحوم علي فضيل كان مدافعا عن الثوابت الوطنية وعن الحرف العربي وكان يضع دائما مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات، وقال إن النكتة تسري في دم الراحل، فهو ينكت حتى في الظروف الصعبة ويلطف الأجواء بنكت تحمل معنى.
ويرى أنه قدم الكثير للإعلام الجزائري وأسس صرحا إعلاميا نفتخر به كجزائريين قبل أن نكون، حسبه، شروقيين، مضيفا أن المرحوم كان له بمثابة الأخ بعد أن عرفته سنة 1991، عندما تأسست الشروق العربي.
وقال بن علي “إنه رجل له مواقف ومبادئ وقيم، نادرا ما نجدها الآن في المسؤوليات الإعلامية”.
وتمنى الكاتب الصحفي بن علي، أن يكون مجمع “الشروق” دائما مشرقا بعدما كوّن الكثير من الأسماء، هم اليوم حسبه، يعملون في مختلف وسائل الإعلام المحلية والدولية، مضيفا بالقول “مثل هذه المبادرات يجب أن تتكرر حتى لا ننسى، علينا أن ندرس كل مواقفه ومساعيه الإعلامية الناجحة ونستفيد، كما تستفيد منها الأجيال القادمة”.

الشيخ فرحات:
علي فضيل أوصى بالاهتمام بالمناطق النائية في النشرات الجوية

قال شيخ فرحات مقدّم النشرة الجوية بقناة الشروق، إن علي فضيل شخصية مميزة يحلم ويسعى لتحقيق حلمه، يحب البساطة والجزائر العميقة، ويحرص على أن يكون تقديم الأحوال الجهوية بلغة مبسطة أقرب إلى العامية، وبخفة روح، حيث أكد أنه أوصاه على ذكر أسماء المناطق الصحراوية ومناطق الظل والنائية من حين إلى آخر في النشرة الجوية.
كما كان لدى المرحوم، طموح، حسبه، في تحقيق إعلام يهتم بالتراث، وبالمناخ وكل ما هو أصيل في الجزائر، قائلا “علي فضيل إنسان كريم يحب الجزائر وكل الذكريات الجميلة معه، احتفظ بها، كنا نتقابل خارج العمل كأصدقاء، لكنه في العمل يحرص على إرساء مبادئ الوطنية وأسس الإعلام الجاد والصدق والمسؤول بعيدا عن كل الاعتبارات الشخصية.

ياسين فضيل:
عشت مع الراحل آخر أيامه ونسيانها مستحيل

عبر الشقيق الأصغر لعلي فضيل، الزميل الصحفي ياسين، عن فراق المرحوم، بنبرة تحمل كثيرا من الحزن، الممزوج بشيء من السعادة الداخلية مصدرها قناعته بأن وصية شقيقه قد تحققت حيث قال “نم قرير العين يا علي فإننا وصلنا إلى ما كنت تطمح إليه”.
وأضاف ياسين “لقد مكثت معه في مستشفى “كان” بفرنسا 11 يوما وكنت أول وآخر شخص يفتح ويغلق عينيه عليه، لقد ودعني بابتسامة وكنت آخر من أمسك بيده”.
ويرى الزميل ياسين، أن ابتسامة علي فضيل الأخيرة له، حملت رسالة ووصية وكأنه قال إن الشروق أمانة بين أيديكم فحافظوا عليها، وقال شقيق المرحوم، إنه بعد مرور سنتين على وفاة علي، لا تزال الشروق واقفة وتحتل مكانة بين الوسائل الإعلامية.
وأكد ياسين أن لعلي في مشواره المهني رصيد كبير وقد استطاع كأول إعلامي أن يجمع بين المسلحين ورجال الدين، حيث استطاع أن يقنع هؤلاء بترك السلاح وذلك باستضافة الداعية عائض القرني سنة 2008، وهو موقف وخطوة اعترفت بها المملكة السعودية ودول عبر العالم.

الدكتور رشيد حميدي:
الراحل شجع على البرامج العلمية والطبية

شهد الدكتور رشيد حميدي، مقدم حصة “الصحة للجميع” على قناة الشروق لعلي فضيل، بمواقفه في مجال العمل الخيري حيث قال إنه كان يسعى لجمع الأدوية المفقودة وتوزيعها على المرضى المحتاجين، كما فتح أبوابه للصحفيين المهتمين بالجانب العلمي والصحي، وقد كان يساعد أيضا في نقل المرضى للعلاج في الخارج.
وعلق الدكتور حميدي بالقول “علي فضيل إعلامي طموح، لقد قمت معه بتحضير 5 أعداد من جريدة متخصصة في المجال العلمي، ولكنها لم تر النور، نظرا للظروف التي طرأت حيث كان سيطلق الشروق العلمي، ولكن للأسف لم يكن ذلك”.
وكشف الدكتور رشيد حميدي عن حلم المرحوم في فتح قناة علمية، تهتم بكل ما هو علمي ويكون للطب مساحة واسعة في برامج هذه القناة التي تحدث عليها معه في الكواليس قبل وفاته.

الصحفي عبد ناصر بن عيسى:
الإسلام والوحدة الوطنية خط أحمر عند علي فضيل

قال الزميل الصحفي عبد الناصر بن عيسى، إن المرحوم كان إنسانا كريما حالما، لا يتوقف طموحه، فقد حلم بتحقيق 100 ألف نسخة يوميا لجريدة الشروق وعندما حققها حلم بـ200 ألف نسخة، ثم بمليون نسخة إلى أن تعدى كل هذه الأرقام، ولم تثن حسبه، كل العقبات جماح هذا الطموح المستمر.
وأشار بن ناصر، في سياق حديثه عن المرحوم، إلى أن علي فضيل كان يحرص دائما على المصداقية، ولا يلعب في أمور تتعلق بالإسلام والوحدة الوطنية، كما أنه لا يميز بين أبناء جهات الوطن، حيث قال “كنت أنا وزميلي قادة بن عمار نكتب الافتتاحية، ولم يجد حينها المرحوم من يكتبها في مقر الجريدة الواقع في الوسط، ورغم أني كنت أمثل مكتب قسنطينة وبن عمار يمثل مكتب وهران، إلا أنه لا يميز بين الصحفيين أينما كانوا إلا بالعمل.. المرحوم ليس جهويا ولا مركزيا”.

الإعلامي جلال شندالي
تجربة استثنائية لعلي فضيل في الإذاعة

التقيت علي فضيل رحمه الله في الإذاعة الجزائرية، حينما كلفني المدير باستقبال منتج يحمل معه برنامجا إذاعيا، وطلب مني النظر في الموضوع، استمعت إلى المرحوم علي فضيل وشرح لي برنامجه وبدا لنا أنه برنامج خفيف، كونه كان يكتب آنذاك في الجريدة، وعبر لي عن طموحه أن يصل برنامجه إلى أكبر شريحة في المجتمع، شرع علي فضيل في إعداد الحصة، وسبحان الله في ثاني عدد منها لقيت رواجا رهيبا، لماذا؟ لأن الرسالة التي كان يريد إيصالها عبر الجريدة كان يلبسها هو بالفكاهة والابتسامة ويجيد الخطابة، ويعطي كل ذي حق حقه، وبعدها حققت الحصة الإذاعية نجاحا باهرا حتى أصبحت الرسائل تصلنا إلى الإذاعة بواسطة الشاحنة، وقد وضع المرحوم آنذاك كل ثقته في، حيث كنت أقدم حصته إذا غاب، رغم أنني كنت أصغره سنا، وقال لي ذات مرة أوصيك في حصتي الإذاعية بشيئين لا نقاش فيهما وهما خط أحمر: ديننا الحنيف والوطن.

حسان خليفاتي الرئيس المدير العام لـ”أليانس للتأمينات”
علي كان مثالا للرجولة والشهامة

قدم، حسان خليفاتي الرئيس المدير العام لـ “أليانس للتأمينات” شهادته في حق المرحوم الأستاذ علي فضيل رحمه الله، في ذكرى وفاته الثانية، مذكرا بوجود علاقة صداقة، حيث كان المرحوم – يضيف خليفاتي – رفيقا للشركة في حياته، إذ سبق وأن كان وسيلة لحل مشكل واجهته “أليانس للتأمينات” مع متعامل اقتصادي، فكان بالنسبة لنا مثالا للرجولة والشهامة ومواقف الشرف.
أكبر في علي فضيل بأنه نموذج النجاح، مقارنة بمساره منذ الطفولة، ولم يكن كأي واحد من الناس، بل كان متميزا، يحب التميّز ويصنع النجاح، وأكد أنه يحب التميز، مشيدا بأخلاق الراحل حتى مع الذين كان يختلف معهم، معرجا بأنه كان منحازا إلى قضايا الأمة والمجتمع على غرار دعمه للنشاط الاقتصادي، والوقوف مع المتعاملين في مختلف التظاهرات، وهي الميزة الاستثنائية التي كان يتميز بها المرحوم علي فضيل، فكانت أعماله ومشاريعه شاهدة من خلال مجمعه الذي يضم مختلف المؤسسات الإعلامية بما فيها الجريدة والموقع الإلكتروني والشروق نيوز والشروق العامة على غرار مجلة الشروق العربي.
كما انه لم ينكر يوما فضل الذين كانوا إلى جانبه حتى وإن فرقت بينه وبين بعضهم ظروف العمل، لكنه لم ينكر جهود الإخوة الذين كانوا معه، كما ذكّر بالظروف القاهرة التي تعرض لها علي، مع صموده وتحديه للصعاب في وقت مرت فيه البلاد اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا بظروف قاهرة، فرحيله ترك لنا فراغا كبيرا لن يملأه إلا التضرع لله بأن يجعل أعماله الخيرية شاهدة له في قبره، وأن تكمل عائلته مساره وحلمه الذي سيظل قائما حتى بعد وفاته، فرحمه الله ورزق أهله وأحبابه الصبر الجميل.

الوزير السابق الهاشمي جعبوب
نشهد له بالوطنية والاعتدال

علي فضيل رمز للنجاح ودليل مادي على أن الجزائر فتحت يدها للمجتهدين، فنجاحه قدوة للشباب في قطاع الإعلام ومختلف القطاعات في البلاد، وفاته تركت الأثر الكبير لدى كل الجزائريين المحبين لمجمع الشروق، لأنه كان يتميز بالاعتدال والوسطية، فكان البلسم والخيط الرفيع الذي نهض به منذ طفولته ليرتقي بطموحه الذي لا ينتهي في مجال ترقية قطاع الإعلام لمنافسة المؤسسات الدولية، رسالته واضحة، حيث شهدنا له بوطنيته واعتداله الوسطي الذي ورثه عن أبيه وأجداده وبيئته الدينية والريفية بمدينة بئر اغبالو بولاية البويرة.
كان المرحوم معاديا للتطرف، ونقطة انعطاف نحو النجاح، علاوة على أنه يعتبر إنسانا لا سقف لطموحه، فكلما أراد أمرا إلا وحققه كله أو نسبة منه، ووفاته كانت خسارة للإعلام وللجزائر.
كان الأستاذ علي إعلاميا مرموقا، وعرفناه بتبنيه قضايا مصيرية في البلاد، ووقوفه إلى جانب القضية الفلسطينية، وكل ما تعلق بالدين واللغة والقرآن، مضيفا أنه “رجل وإنسان” بابتسامته الدائمة، وموهبته التي أصبح من خلالها، ذا قلب طاهر، كان طريقه مستقيما دون شك، امتلك جاذبية لمن عرفه والتقاه ومن لم يعرفه عن قرب، عامر قلبه بالصدق والإيمان بقول الحقيقة، ولم يخف هيبته، ولم يخش في الحق لومة لائم.

رئيس لجنة الإغاثة في جمعية العلماء المسلمين كريم رزقي
الرجل ساهم بدور كبير في تسيير القوافل الإنسانية

كان أول لقاء جمعني بالمرحوم علي فضيل أواخر 2009، حيث كنا نحضر وقتها للذهاب إلى غزة لكسر الحصار عليها، حيث جاءني مع مراد أوعباس واقترح علينا أن تكون الشروق مرافقة لنا، وبالفعل تجسد مقترحه فأرسل معنا صحفيين الذين بفضل الله وإرادتهم التي استمدوها من المرحوم علي فضيل، نجحت العملية إعلاميا من خلال إظهارها للعالم العربي والدولي.
المرحوم علي فضيل فتح لنا باب الشروق، حيث أصبح مجمعه الإعلامي منبرا لجل القضايا الوطنية والدولية، فأصبح هذا الأخير وسيلة للدفاع عن المظلومين، كما حدث مع بعثته الإعلامية التي أرسلها برفقة ممثلين عن جمعية العلماء المسلمين للوقوف على معاناة الروهينغا، ليسمى بفقيد المظلومين، وفقيد الأمة العربية والإسلامية، لما خلّفه من صرح إعلامي بارز، حافل بالمواقف الوطنية والعربية والإسلامية، لاسيما مواقفه من القضية الفلسطينية والتي سيتذكرها الشعب الفلسطيني والعربي، فالرجل ساهم بدور كبير في تسيير قوافل وقف الحصار عن غزة، من خلال المواقف التي كان يعبر عنها في اللّحظات العصيبة من تاريخ القضية الفلسطينية.
الفقيد ترك حلما إعلاميا يجب ان يتحقق من طرف من خلفه باشتراك الجميع من عائلة وصحفيين وعمال مجمع الشروق.

مدير العلاقات المؤسساتية بمؤسسة “أوريدو” رمضان جزايري:
كانت لديه نظرة ثاقبة في التحول الإعلامي الرقمي

أعرف المرحوم علي فضيل صحفيا متميزا، ومسيرا ناجحا في حياته المهنية الإعلامية، حيث حول جريدة الشروق اليومي، إلى مجمع إعلامي كبير، من خلال بوابة الشروق أونلاين، وتجربته الفريدة من نوعها بإنشائه إذاعة على الواب. المرحوم علي فضيل، حاول أن يطور مسيرة 40 سنة في الإعلام، رغم الصعوبات والقدرات المالية، حيث كان للمتعامل “أوريدو الجزائر”، عديد الشراكات والاتفاقيات التي كان الهدف منها ليس تجاريا، بل خدماتيا، رأينا فيه البشاشة وحب الوطن من خلال حبه للفريق الوطني في ملحمة أم درمان في السودان.
سخّر المرحوم كل ما لديه من صحفيين، لمرافقة الفريق الوطني، حيث وصلت الجريدة وقتها إلى أزيد من 2 مليون نسخة، لتنطلق مشاريعه مع الشركاء الاقتصادين لتدعيم الأندية ونوادي كرة القدم.
أعتبر المرحوم علي فضيل، من الأشخاص الذين أحبوا مهنتهم، بمثابرته المستمرة وحب النجاح، فكانت النتيجة، ميلاد مجمع إعلامي كبير، أحبه جمهوره، فكان متنفسا للجميع، وكان للمرحوم علي فضيل نظرة مستقبلية في مجال التحول الرقمي من خلال بوابة الشروق أون لاين التي أصبحت بابا من أبواب الصحافة الرقمية بالجزائر.
حضور الشروق في المناسبات الدينية والوطنية والرياضية لم ينقطع، خاصة في شهر رمضان المبارك مع مجموعة من المعلنين، حيث رافق المتعاملين الاقتصاديين في عمليات التمويل، ناهيك عن دعمه من خلال هذه المرافقة لعديد الأفلام والحصص في رمضان، التي كانت متنفسا للأسر الجزائرية.
رحم الله الفقيد ورزقه الجنة ورزق أهله الصبر والسلوان، وعلى عائلته إكمال المشوار والحفاظ على الإرث الإعلامي الذي تركه.

الدكتور عمار طالبي:
الراحل اكتسب صرامة في مواجهة أعداء العربية منذ أن كان طالبا

استهل عمار طالبي، نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين كلامه بشهادة أن المرحوم علي فضيل منذ ان كان طالبا وهو يواجه الذين يحاربون الاتجاه الإسلامي واللغة العربية، فاكتسب صرامة في مواجهة هؤلاء المتطرفين، فكان ثابتا منذ نشأته في مدينة بئر اغبالو.
علي فضيل كان جنديا مناضلا في الدفاع عن دينه وقيمه ولغته مهما تلقى من الصعوبات أدخلته بعض مواقفه الثابتة والوطنية إلى السجن، وأذكر حينما كان علي طالبا وكنت وقتها أستاذا، كان رافضا لفكر التطرف وكارها للذين يواجهون الإسلام الموجهين من التيار الماركسي في الخارج وهو ما رافق الفقيد طيلة حياته، من خلال مقالاته وتسييره لمجمعه الإعلامي الكبير.
فقيد الساحة الإعلامية علي فضيل كرم العلماء أمثال الشيح الطاهر علجت وعبد الفتاح مورو بتونس وغيرهم من علماء الدين، فكنت من بينهم، والذي أتمناه أن يواصل أخوه رشيد رسالته وأن يطورها أكثر وهو لايزال شابا وذو حماس في تحقيق حلم المرحوم، بل تطوير المجمع إلى ما هو أرقى وأنجح وأفيد للجزائر والأمة العربية والإسلامية، ولا شك أن الظروف الصحية التي تمر بها البلاد جراء انتشار جائحة كورونا لن تضعف من جهد الأستاذ رشيد في قيادة سفينة الشروق نحو بر الأمان، في وقت فشلت فيه العديد من المؤسسات الإعلامية.
المرحوم – يضيف عمار طالبي – كان له صلة بالثورة التي ورثها عن أبيه، مسعود رحمه الله، وضد الفساد، لذلك سجن بسبب مواقفه الثابتة، وأتمنى أن تستمر رسالة الفقيد من خلال أسرته وتستمر في تحقيق الغاية التي لأجلها تأسس مجمع الشروق.

العقيد المتقاعد حملات رمضان
أشهد بشجاعة الراحل علي فضيل

كان لي شرف أن أكون أول ضابط متقاعد استضافته قناة الشروق لإعطاء تحاليل أمنية وعسكرية خلال حادثة تيغنتورين، العبارة التي استهلها العقيد المتقاعد حملات رمضان الذي قال بإنها شجاعة من المرحوم علي فضيل.
علي فضيل وبفتحه الباب لنا اعتبرناه شخصية قادرة على تسيير دولة وليس مجمعا إعلاميا فحسب، شخصيا كانت لنا عديد المشاركات في بلاتوهات قناة الشروق نيوز ومساهمات في جريدة الشروق اليومي منذ سنة 2013، بفضله، وأشهد أنني كنت أشارك دون قيد أو شرط مسبق من طرف المرحوم علي، حيث كنت أدلي بآرائي وتحليلاتي بكل حرية، محترما لقواعد وشروط قانون السمعي البصري والصحافة المكتوبة، فاستطعت ان أبني فكرة عليه من خلال قدراته التسييرية الكبيرة في قطاع الإعلام والتي بفضلها تطور المجمع على يده، فكانت له استراتيجية واضحة المعالم في بناء هذا الصرح الإعلامي الكبير بمواصفات عالمية، وبفضل تسييره المحكم استطاع وفي ظرف وجيز تحقيق ما عجزت عنه الكثير من القنوات التلفزيونية الوطنية والعربية التي سبقت قناة الشروق في الوجود، ناهيك عن استثمار المرحوم علي فضيل في العنصر البشري، حيث أصبح المجمع مصدر رزق لعديد العائلات.
وعاد العقيد ليقول إن علي فضيل إنسان متواضع وسخي ونظيف وتقي وأبعد من هذا أنه أسعد الكثير من المحتاجين والمعوزين وقدم خدمات خيرية كبيرة في حياته، حيث كان يهرول إلى فعل الخيرات، وهذه الصفات لا يكتسبها إلا الرجل الذي مر بمحن كبيرة.

المقدم “عبد القادر بزيو” من مصلحة الاتصال بقيادة الدرك الوطني
الفقيد أوصى بالدرك الوطني خيرا

عاد المقدم بزيو عبد القادر، من مصلحة الاتصال بقيادة الدرك الوطني، في شهادة قدمها في حق المرحوم علي فضيل، إلى آخر لقاء جمعه معه، حيث أوصى بالدرك الوطني خيرا، وقال إن بدلة الدركي تمثل الجزائر، فكان متابعا عن كثب لتظاهرات القطاع من خلال تعيينه صحفيين أكفاء لتغطية كل ندواتنا وخرجاتنا الميدانية، على غرار العمليات التي تقوم بها مصالحنا عبر مختلف ولايات الوطن، فكان نعم الرفيق والصديق، حيث اعتبره الصحفيون بمثابة الأب الناصح والمسيّر الثابت في مواقفه تجاه مصلحة الدولة والأمن.
الأستاذ علي فضيل كان له قدرة كبيرة في بعد النظر والتعامل مع مختلف القطاعات، ونتمنى استمرار عائلته وصحفييه على نفس النهج مع إكمال المسيرة التي بدأها قبل 40 سنة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • خليفة

    يبدو لي من خلال هذه الشهادات الصريحة لهؤلاء المثقفين و رجال الاعلام حول المرحوم علي فضيل ،انه يمثل فعلا قامة و قيمة فكرية و اعلامية متميزة في الجزائر خاصة و في الوطن العربي عامة ،و قد اجمعت كل الشهادات على حبه للوطن و اللغة العربية و الاسلام و الثقافة و الفكر و الاعلام الحر و المسؤول ،و انا اتذكر دوما هذا الرجل الفاضل من خلال جهاز التلفاز الذي تحصلت عليه من مؤسسة الشرورق نتيجة لمسابقة فكرية نظمتها المؤسسة سنة 2010 على ما اذكر ،والاسءلة و الاجابة تكون عبر الهاتف ،و كانت هناك جواءز كبيرة مثل عمرة و السيارات و اجهزة الكترونية..الخ و هذا يدل ان المرحوم كان يبذل الكثير من اجل تشجيع و تطوير الفعل الثقافي في الوطن ،فاللهم ارحم هذا الرجل الذي بذل الكثير من فكره و نفسه و ماله من اجل المصالح الثقافية و الاجتماعية و الوطنية.