-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رعاية مادية وإعلامية لقافلة إغاثة الصومال

علي فضيل في نجدة ضحايا المجاعة بالقرن الإفريقي

علي فضيل في نجدة ضحايا المجاعة بالقرن الإفريقي
أرشيف

حين ضربت المجاعة ربوع الصومال (2010-2012)، تأثر الفقيد علي فضيل أيّما تأثر، لحال الأشقاء في هذا البلد، واستفزته المشاهد الصادمة، لتلك الكارثة الإنسانية، فتحرك، كدأبه في مثل هذه المواقف، لنجدة الضحايا، ونسّق مع الإخوة الفضلاء في جمعية الإٍرشاد والإصلاح، ذات الباع الطويل في العمل الإنساني، لتسيير قافلة إغاثة إلى القرن الإفريقي، ورعا، رحمه الله، تلك القافلة رعاية فعلية؛ رعاية مادية من خلال التبرع لها بمبلغ مالي معتبر من ماله الخاص، يعد ثروة بمقاييس تلك الفترة، ورعاية إعلامية، إذ سخر “الشروق”، من أجل الدعاية لتلك القافلة، فكانت الجريدة تنقل معاناة الصوماليين، وما يكابدونه جراء شح السماء، والبخل المخزي للمجتمع الدولي، وسطوة أمراء الحرب، وتعلم الجزائريين بمساعي تنظيم القافلة، وتضع تحت تصرفهم الحساب المصرفي، المخصص لاستقبال التبرعات.

وأتت الحملة أكلها، وانهالت التبرعات على إدارة الحملة، من كل مناطق الوطن، وتدفقت المكالمات على الجريدة، يستفسر أصحابها، عن سبل المساهمة في هذا العمل الإنساني، فقد كان الجزائريون يتألمون لحال أشقائهم في الصومال، وأعيتهم الحيلة في مساعدتهم، فانبرى الأستاذ علي فضيل متيحا لهم السبيل لإغاثة المتضررين. كما جند الأستاذ علي، طاقما صحفيا لمواكبة هذا الحدث الإنساني، ومرافقة القافلة التي غادرت إلى عاصمة الصومال مقديشو، في أغسطس 2011.
وساهمت القافلة الإنسانية، مساهمة كبيرة في تخفيف معاناة ضحايا المجاعة، بل لن نبالغ إن قلنا إنها ساهمت في إنقاذ حياة الكثير والكثير من الناس، من موت محتوم، كيف لا وقد تمثلت المساعدات في 600 طن من المواد الغذائية، وُزعت على 8000 عائلة، استلمت كل منها طردا ضم كميات كبيرة من الأغذية (25 كلغ دقيق، 25 كلغ أرز، زيوت، حليب الأطفال ..إلخ)، فالطرد الواحد يغطي حاجيات العائلة الصومالية لأسابيع، ووزعت قسما من المكرمة، على سكان مخيم للاجئين بمقديشو (1250 طرد)، وعُهد بنحو 6750 طرد إلى منظمة التعاون الإسلامي، لتوزيعها على النازحين في المناطق البعيدة عن العاصمة. كما كان لنزلاء مستشفى “بنادر” بمقديشو نصيبهم، من هذه المكرمة.
وجعل الفقيد علي فضيل من القافلة شغله الشاغل، فكان دائم الاتصال، للاطمئنان على طاقمها، وإسداء التوجيهات المهنية إلى الصحفيين، والاستفسار عن نشاط القافلة، وعما بلغته على صعيد تحقيق أهدافها. فرحم الله الفقيد، وأنزل عليه شآبيب الرحمة والغفران، وجزاه خير الجزاء، عن نجدته إخوانه في القرن الإفريقي، وغزة، وبورما، وبره بالأيتام والمساكين من أبناء بلده.. “فلا تعلم نفسٌ ما أُخفي لهم من قرةِ أعين جزاءً بما كانوا يعملون” صدق الله العظيم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!