عمارة.. ليس له مشكل مع العربية ويدرك البعد السياسي للكرة

يُفترض أن تمرّ أسرة كرة القدم الجزائرية سهرة الخميس، إلى “تزكية” شرف الدين عمارة رئيسا جديدا للفاف، بِاعتباره المتنافس الوحيد الذي دخل الغمار الإنتخابي لِخلافة خير الدين زطشي.

يأتي ذلك حين انعقاد الجمعية العامة الإنتخابية للإتحاد الجزائري لكرة القدم، بِفندق “الشيراطون” بِالعاصمة.

وقبل ذلك، ارتأينا الإحاطة – إلى حدّ ما – بِبعض ما يتعلّق بِشخصية الرئيس القادم للإتحاد الجزائري لكرة القدم.

1- يبلغ شرف الدين عمارة من العمر 56 سنة، وينتمي إلى بلدية الونزة التابعة إداريا لِولاية تبسة.

2- سبق لِشرف الدين عمارة ممارسة مهنة المحاماة، ما يعني أنه يُلمّ بِالجوانب القانونية، وسيتجنّب “المطبّات” التي سقط فيها سلفه في منصب رئيس الفاف.

3- يملك عمارة تكوينا أكاديما راقيا، مُزيّنا بِعدّة شهادات جامعية نالها في فرنسا وإسبانيا، تصبّ في قالب الإدارة والقانون والمالية.

3- يحوز الوافد الجديد إلى مبنى دالي إبراهيم الكروي خبرة محترمة في التسيير الإداري والإقتصادي، حيث سبق له أن ترأّس مجلس الإدارة في قطاع المناجم، ويقود حاليا مجمع “مادار” الذي انبثق في السنوات القليلة الماضية عن الشركة الوطنية للتبغ والكبريت. كما يرأس أيضا نادي شباب بلوزداد، بطل النسخة الماضية وصاحب الكأس الممتازة والمتأهّل لِربع نهائي رابطة أبطال إفريقيا.

4- يُدرك عمارة جيّدا أن كرة القدم ليست “تراكلا للجلد المنفوخ”، بِسبب تلطّخها بِوحل السياسة، مثلما يحدث على مستوى الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، الذي كاد يتحوّل في عهد الرّئيس السابق والملغاشي أحمد أحمد إلى أداة في يد “المخزن” (النظام المغربي ومحمد السادس تحديدا). ويملك عمارة تكوينا سياسيا يسمح له بِتحييد هذه العقبة، التي تجاهلها كثيرا سلفه زطشي، بل لم يُعرها أدنى اهتمام.
5- التكوين السياسي لِرئيس اتحاد الكرة ضروري جدا وليس “عيبا”، فالفرنسي نوال لوغرايت الذي يقود هذه الهيئة في بلاده، تحرّك لِمعاقبة المهاجم كريم بن زيمة، بِإيعاز من رئيس الحكومة الأسبق مانويل فالس، الذي يُعهد عنه حقده الدّفين على كلّ مَن يمت بِصلة للعرب والمسلمين. كما أن رئيس اتحاد الكرة المغربي فوزي لقجع لعبة في يد ملكه محمد السادس، ويُمارس التسيير الكروي بِأدوات وزارة خارجية “المخزن”.

وبِخصوص هذه النقطة، يُدرج المدير الحالي لِمعهد العلاقات الدولية والإستراتيجية الفرنسي باسكال بونيفاس لعبة كرة القدم، ضمن خانة “مقوّمات الأمّة”. ويُفسّر السبب بِالثقل الكبير لهذه الرياضة في الشؤون الداخلية والخارجية لِدول القرن الـ 21م.

6- يُجيد شرف الدين عمارة اللغة العربية بِاقتدار، ويعشق الشعر ومطالعة الكتب، وليس له مشكل مع لغة الضّاد، حتى أنّه سنّ تقليدا حسنا في الفترة الأخيرة، لمّا ارتدى لاعبو فريق شباب بلوزداد أقمصة تحمل أسماءهم بِالعربية. وربّما يكون البعض قد لاحظ في المؤتمر الصحفي الذي نشّطه مساء الأربعاء، تمييز عمارة بين لفظَي “النجاح” و”النجاعة”، وقد لعب رصيده اللغوي والقانوني دورا كبيرا في حسن انتقاء المفردات. فضلا عن تفتّح الرّجل على اللغات الأجنبية، وإجادته للفرنسية التي يعشقها حتّى النّخاع “المُجتمع المُفيد” (إطارات الفاف).

7- يُفترض أن الطاقم الجديد الذي سيعمل في المكتب الفيدرالي للفاف يملك عنصر الكفاءة، ويُغطّي نقص الخبرة الرياضية لِشرف الدين عمارة. ولا يتصدّرون واجهة مبنى دالي إبراهيم الكروي لِتسخين الكراسي، وامتصاص رحيق الإمتيازات المادية الضخمة للمناصب. عِلما أن خليفة زطشي بدأ يرأس نادي شباب بلوزداد عام 2018.

8- سيتعرّض شرف الدين عمارة لِضغوط قد تكون رهيبة، مصدرها الذين كانوا يحلمون بِخلافة زطشي، أو “الغاوين” والأمر يتعلّق بِالذين كانوا ينتظرون أن تتحسّن أحوالهم الاجتماعية، أو يحتكرون لِأنفسهم كثيرا من “الغنائم”، في حال قدوم المسؤول الفلاني أو العلاني، تماما مثل وعود الحملات الإنتخابية!