عمارة مطالب بحماية الخضر وتفادي أخطاء الرؤساء السابقين

رفع المدرب الوطني جمال بلماضي سقف الطموحات إلى أعلى مستوياته، وهذا في ظل تواصل سلسلة النتائج الايجابية التي بلغت لحد الآن 27 مباراة دون تعثر، وهذا بعد الانتصارات الودية الأخيرة على حساب منتخبات موريتانيا ومالي وتونس، ما يجعله في رواق جيد للتحضير في ظروف جيدة لتصفيات كأس العالم 2022، كما يضع في الوقت نفسه بقية الأطراف في الصورة لمواكبة هذا الطموح إداريا وتنظيميا، وفي مقدمة ذلك هيئة الفاف بقيادة رئيسها الجديد شرف الدين عمارة لتفادي أخطاء سابقيه، وبالمرة ضمان النفوذ الإداري الكافي على المستوى القاري.

إذا كانت الجماهير الجزائرية لا تزال منتشية بالوجه الذي قدمته العناصر الوطنية خلال الوديات الثلاثة الأخيرة، ما أدى إلى تحطيم الرقم القياسي القاري من حيث سلسلة النتائج الايجابية التي بلغت 27 مباراة دون خسارة، فإن الكثير من المتتبعين يؤكدون على ضرورة الحرص على مختلف الجوانب التي تخص المنظومة الكروية، وضرورة مواكبة الطموحات الحقيقية للمنتخب الوطني من الناحية الإدارية والتنظيمية وغيرها من الجوانب التي من شأنها تضمن حماية حقيقية لـ”الخضر”، وتجنبه الكثير من المتاعب الناجمة عن الكواليس وأمور أخرى وقف عليها العارفون بخبايا القارة السمراء من قريب أو من بعيد.

وعلى هذا الأساس سيكون الرئيس الجديد للفاف شرف الدين عمارة أمام تحديات بالجملة من هذه الناحية، وهذا من باب استعادة الجزائر لمكانتها في مختلف اللجان التابعة لهيئة الاتحاد الإفريقي ولو على مراحل، مع الحرص على تجاوز الأخطاء التي حدثت في عهد خير الدين زطشي وحتى سابقه محمد روراوة، حيث وقف الكثير من الملاحظين على الضعف الكبير الذي عرفته الجزائر من ناحية النفوذ الإداري على المستوى القاري، وهذا دون الحديث عن موقعها في لجان هيئة الفيفا، كما أن ما حدث خلال الاجتماع الذي عقد في وقت سابق بالمغرب كشف عن حجم الأخطاء الدبلوماسية التي حصلت، وعجلت بشكل أو بآخر برحيل زطشي وإرغامه على عدم الترشح لعهدة جديدة.

والمؤكد حسب بعض المراقبين فإن مختلف هذه الهفوات والأخطاء التي وقعت في وقت سابق ستجعل تجعل المكتب الفدرالي ل “الفاف” أمام حتمية مراجعة الكثير من الحسابات تحت قيادة رئيسها الجديد شرف الدين عمارة الذي عمل في المدة الأخيرة على تسجيل حضوره ميدانيا ودبلوماسيا، وفي مقدمة ذلك خلال عملية سحب القرعة الخاصة بمنافسة كأس العرب التي أقيمت في قطر، وخلال الودية الأخيرة التي نشطها “الخضر” في تونس، ناهيك عن الوعود التي قدمها بخصوص اتخاذ العديد من القرارات وسن القوانين التي تخص المنومة الكروية في الداخل موازاة مع رهاناته الرامية إلى استعادة هيبة الكرة الجزائرية إداريا ودبلوماسيا على الصعيد القاري والعالمي، ما يعطي انطباعا أوليا بوجود نية لإعطاء صورة مشرفة تسمح بمواكبة الإنجازات والنتائج الفنية التي يحققها المنتخب الوطني على مدار 3 سنوات كاملة تحت قيادة المدرب جمال بلماضي الذي أحدث ثورة حقيقية من الناحية الفنية ومن ناحية نوعية التفكير وطبيعة الأهداف المسطرة، بدليل إحرازه اللقب القاري في الملاعب المصرية بعد عام من توليه زمام العارضة الفنية للخضر، ومواصلة سلسلة النتائج الإيجابية للعام الثالث على التوالي، ومراهنته من الآن على تخطي تصفيات كأس العالم بنجاح، ما جعل حجم التفاؤل يكبر بإمكانية تحقيق مشوار استثنائي لم يسبق للمنتخب الوطني أن حققه على مر السنين.

وبعيدا عن النفوذ الإداري والدبلوماسي الذي يفرض على هيئة الفاف مراعاته، فإن هيئة عمارة ستكون أمام حتمية رد الاعتبار لسياسة التكوين ومنح الأهمية للمنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها ومستوياتها، حتى لا يكون أكابر الخضر الشجرة التي تغطي الغابة، حيث سيكون محليو “الخضر” امتحان هام تحت قيادة المدرب مجيد بوقرة بغية العودة إلى الواجهة، وهذا تزامنا مع التربص الذي سيختتم بودية أمام ليبيريا، وعلى ضوئها يتم الوقوف على مدى قدرته على التكيف مع التحديات المقبلة، والكلام ينطبق على بقية الفئات المنضوية تحت لواء صغار الخضر، وهذا من باب استعادة هيبة الكرة الجزائرية على صعيد المنتخبات، في انتظار إحداث ثورة حقيقية ونوعية في البطولة، وبالمرة إعادة النظر في طريقة تسيير الأندية، من خلال تقنين المصاريف والحرص على سياسة التكوين التي من شأنها أن تمنح فرص البروز للمواهب الكروية بدلا من الاكتفاء بانتداب لاعبين بالملايير وفي النهاية يخيبون فنيا فوق المستطيل الأخضر، والأكثر من هذا تنتهي مثل هذه الصفقات الضخمة بفضائح أخلاقية، على غرار ما حدث مؤخرا لـ4 لاعبين من مولودية الجزائر.