الرأي

عن (إسرائيل) الرحيمة…!

قادة بن عمار
  • 2742
  • 24
الأرشيف

الكلام الذي قاله الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بخصوص “إسرائيل” وبأنها كانت “أرحم على العرب من تيارات وجماعات الإسلام السياسي”، يمثل سقوطا حرا للنظام الرسمي العربي، ومؤشرا جديدا على تحوله نحو التطبيع المباشر ودون لف ولا دوران، لذلك لم يكن غريبا أن أول المحتفين به هي “اسرائيل” نفسها من خلال أكثر من برنامج تلفزيوني وأكثر من موقع الكتروني وجريدة صهيونية!

“ولد عبد العزيز” قال إن الإسلاميين أخطر على العرب من “إسرائيل”، ولم يتوقف عند المشهد الراهن، بل أوغل في إعطاء تفسيرات تاريخية عجيبة مثل قوله إن نتائج هزيمة 67 وحتى ما وقع في 73 من حروب، هي نتائج طبيعية جدا مقارنة بما فعله الإسلام السياسي فيما بعد، مضيفا بأن سوريا مثلا لم يخرّبها حزب البعث وإنما خربها الإسلاميون!.. وطبعا لن نتوقف طويلا عند وصف الإسلاميين في قاموس الرئيس الموريتاني، فهو لا يحرّض ضدهم لتصفية حسابات سابقة وفقط ولا خوفا على الأمة ومصيرها كما يزعم، وإنما خوفا على عرشه وكرسيه بعد ما نظم انتخابات هزلية للاستمرار في الحكم وقاطعها الإسلاميون مثل بقية القوى الوطنية الأصيلة في موريتانيا!

لكن ما يهم في هذا الرأي، أنه بات يعبر عن نموّ تيار قوي داخل أروقة الحكم عبر بعض دول العالم العربي، رأي يزعم أن الجلوس مع الكيان الصهيوني والتفاوض معه وعقد مصالحة دائمة أولى من مصالحة المختلفين مع النظام من أبناء البلد والملة الواحدة!

إننا نشهد في الوقت الحالي تدهورا كبيرا في مستوى الوعي والممارسة السياسية على مستوى قيادات عربية، فهذه الأخيرة وبعد ما كانت متورطة في السابق بالتعاون مع أمريكا والكيان الصهيوني سرّا، اختارت أن تُخرج سياستها القذرة للعلن، فباتت تمنح الأموال للإدارة الأمريكية حتى تشتري صمتها وتتفاوض مع إسرائيل تمهيدا لعقد ما يسمى صفقة القرن!

وليس مستبعدا أن نسمع غدا عن تعاون جديد بين الإدارة الأمريكية أو حتى حكومة (نتن ياهو) مع الرئيس الموريتاني، بل وقد يتم التفاوض معه مجددا للاستمرار في منصبه مقابل توفير الحماية له، ومنحه المزيد من الصفقات لتضخيم حساباته البنكية في سويسرا!

مقالات ذات صلة