عن الثورات الهجينة.. تمرّدَ على الفساد ثم راح يُمارس “حقّه” في الفساد!
فاجأ رئيس الاتحاد الدولي لِكرة القدم جياني أنفونتينو، الجمعة، الرّأي العام. وقال إنه يشغل المنصب في عهدة أولى له وليست ولاية ثانية!
ومعلوم أن أنفونتينو فاز بِانتخابات رئاسة “الفيفا” في فيفري 2016، لِعهدة أولى تدوم حتى 2019. وبعدها ترشّح لِولاية ثانية تدوم حتى 2023.
وفي مؤتمر صحفي نشّطه، الجمعة، بِالعاصمة القطرية الدوحة على هامش تنظيم كأس العالم 2022، ونقلته عديد وسائل الإعلام عبر أرجاء المعمورة. قال الرجل الأوّل في الاتحاد الدولي لِكرة القدم إنه سيترشّح لِعهدة ثانية وليست ثالثة، خلال انعقاد الجمعية العامّة الاستثنائية لـ “الفيفا” بِالعاصمة الرواندية كيغالي في الـ 16 من مارس 2023.
وقفز أنفونتينو فوق فترة 2016-2019 عمدا، وجعل تاريخ ولايته ينطلق من 2019، مُخطّطا له كي يدوم حتى 2031.
ولِأن الرئيس السابق لـ “الفيفا” جوزيف بلاتر وإطاراته غرقوا في وحل الفساد، فقد أُدخلت إصلاحات عميقة على الهيئة الكروية لِمدينة زيوريخ السويسرية. على غرار تحجيم عهدات منصب الرئيس في ثلاث ولايات كحدّ أقصى، مدّة كل عهدة 4 سنوات.
وبعد أن اضطرّ بلاتر إلى رمي المنشفة في مطلع جوان 2015، أيّاما قلائل بعد فوزه بِولاية خامسة على التوالي. أُسندت مهام رئاسة “الفيفا” بِصفة مُؤقّتة إلى نائبه المُتمثّل في المسؤول الأوّل في “الكاف” عيسى حياتو. وطُلب منه التحضير لِانتخابات جديدة، مع منعه من الترشّح لها. وتقدّم جياني أنفونتينو لِوحده في المضمار، واتّفق مع الهيئة التي كانت تُسيّر الاتحاد الدولي لِكرة القدم، على أن يُتمّ ما تبقّى من عهدة بلاتر (فيفري 2016-2019)، واعتبارها ولاية أولى، مع إمكانية الترشح لِعهدة ثانية أو ثالثة، مدّة كل واحدة منها 4 سنوات، وتنتهي الثالثة والأخيرة منها في 2027.
ويُحصّن جياني أنفونتينو نفسه بِبعض “القطط السمينة”، واشترى ذمّة أعضاء مجلس “الفيفا”، بينهم المغربي فوزي لقجع، الذي دسّ، الجمعة، الحلوى في جيبه من خلال منح بلده تنظيم مونديال الأندية في فيفري المقبل. من أجل الدّوس على اللّوائح، والبقاء في منصب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم حتى 2031.
ويعني كلّ هذا الذي سبق، أن الثورة على فساد “الفيفا” سنة 2015، أنجبت إطارات أخرى تُمارس الآن “حقّها” في الفساد، على مستوى أكبر هيئة تُشرف على الرياضة الأكثر شعبية في العالم.