الرأي

عن اليتيمة التي لم تعد يتيمة

زهية منصر
  • 1172
  • 1
أرشيف

بعد انقضاء أسبوع من شهر الصيام وبداية ظهور ملامح البرامج المعروضة على مختلف القنوات، لاحظ الجمهور هذه السنة تفوّق واضح للتلفزيون العمومي الجزائري واختياراته الموفقة إلى حد كبير في اختيار الأعمال التي دخل بها سباق المنافسة. وقد تمكن التلفزيون الجزائري من استعادة الجمهور الذي هجره لسنوات إلى القناة العربية قبل الانفتاح السمعي البصري. حيث أشاد الجمهور باحترام القناة العمومية للذوق العام والعائلة الجزائرية خلال الشهر الفضيل.
التلفزيون الجزائري عاد بعد سنوات من الغياب أو الحضور الباهتن حمل خلالها لقب “اليتيمة”، لكنه هذه السنة استطاع أن يتخلص من الصفة ويصبح “البيت” الذي يجمع العائلة. من خلال عودة اليتيمة إلى الواجهة يمكن أن نقف على جملة من الاستنتاجات، أبرزها أن الجمهور ليس غبيا ولا يستهلك أي شيء يقدم له وبإمكانه أن يميز الجيد من الرديء بعيدا عن لغة المختصين والنقاد. كما يجب أن نعترف أن عودة التلفزيون إلى جمهوره كان ثمار الانفتاح حتى وإن كان محتشما، حيث تعتبر المنافسة الطريق الوحيد لفرض “الجودة” أو على الأقل التقليل من الرداءة . الحديث عن المنافسة يقود حتما إلى الحديث عن فضاء المنافسة والإنتاج في الجزائر والذي يجمع الكل أنه غير صحي ويجب أن يخضع لإعادة الترتيب وفق معايير مهنية وموضوعية تضمن التنافس الشريف بين القنوات التي تتقاسم الساحة، لأن المنافسة هي الطريق الوحيد الذي سيفرض رفع المستوى ومحاربة الرداءة والابتذال الذي تغرق فيه الإنتاجات الرمضانية.

مقالات ذات صلة