-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عهد التميمي وأمها ناريمان والنضال الفلسطيني الأصيل

عثمان سعدي
  • 1131
  • 9
عهد التميمي وأمها ناريمان والنضال الفلسطيني الأصيل

ذكّرتني المناضلة الشابة الفلسطينية عهد التميمي ووالدتها بثورة الجزائر وثوارها. ذكّرتني والدتُها بوالدتي زينة التي أنجبت ستة: ولدين وأربع بنات، أحد الولدين مات شهيدا كمجاهد في جيش التحرير الوطني الجزائري في ريعان الشباب عن عمر خمس وعشرين سنة، وبنتان من البنات الأربع صارتا أرملتي شهيدين؛ أحدهما ترك لها سبعة، والثاني ترك لها خمسة أبناء. الأولى شهباء أجبرها جيش الاستعمار الفرنسي على أن تحضر مع أبنائها السبعة قتلَ والدهم الشهيد البشير، بمن فيهم ليلى الصغرى ذات السنوات الثلاث.
ذكّرتني والدة عهد ناريمان بقولها “نحن الشجرة والجماهير الفلسطينية الجذور”، بقصة والدتي التي ضربها جنديٌ فرنسي انتقاما لأنها أمُّ مجاهدَين بعقب بندقيته على بطنها فتسبّب لها في فتق. أحضرتُها سنة 1963، سنة بعد إعلان الاستقلال، من مشتى أولاد مسعود القرية الريفية إلى مدينة الجزائر العاصمة لإجراء العملية الجراحية لها، باتت بالمستشفى وأعِدَّت للعملية وفي الصباح رافقها الجراح إلى غرفة العمليات، وفي الطريق سألت الجراح:
ــــ يا بني إذا لم تُجرَ لي العملية سأموت؟
ـــ لا تموتين لكن ستعيشين بالفتق الذي سيكون لك متعبا.
ـــ لا يا بني، دعه لي أموت به لأن به سأقابل غدا وجه ربي.
ـــ دمعت عينا الجراح وقال لها: تُقطع اليد التي تجري لك العملية، موتي بجواز سفرك للجنة…
وغادرت المستشفى دون أن تجرى لها العملية، وبعد عشر سنوات فارقت دنيانا بجواز سفرها للجنة.
عهد ووالدتها ناريمان ذكّرتني بعمَّتي الحاجّة غزالة في دوار ثازبنت ولاية تبسّة التي ماتت شهيدة، قتلها الجنود الفرنسيون عن عمر 78 سنة، وهي تبتكر أسلوبا لحماية شرف المرأة الريفية الجزائرية من اعتداءات جنود الاحتلال.
عهد التميمي ووالدتها ناريمان، وهي تقيم أعظم مؤتمر صحفي للمقاومة الفلسطينية، وهي خارجة من سجون الاحتلال الصهيوني يوم الأحد 29/7/2018، محاطة بالمستعمَرات التي تسمى بقرى المستوطنين الصهاينة في الضفة الغربية؛ أذكّرها بأن الجزائر عانت من استعمار استيطاني دام قرنا وثلث قرن، لكنه انتهى بفضل النضال من أجل الحق، ومصير الاحتلال الاستيطاني الصهيوني اليهودي الذي عُمره الآن في فلسطين سبعون سنة، مصيره الزوال وسيكون ذلك قريبا إن شاء العليُّ القدير الذي هو أعظم ناصر للمظلومين.
تحية للصبيَّة المناضلة الفلسطينية عهد التميمي ووالدتها ناريمان، وإلى نصر قريب لفلسطين، بفضل أمثال عهد وهم كثر من أبناء فلسطين المناضلة، ولا نامت أعين الجبناء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • سعودي

    الجندي الاسرائيلي اعجبني بتمالك نفسه ولم يرد واعتقد انه لم يرد لانها طفله او لانه مقتنع بعداله قضيتها والفتاه الفلسطينيه اظهرت العرب بانهم متوحشين واغبياء لو كانت هذه الصفعه لجندي عربي ماذا سيكون الوضع؟؟؟؟؟

  • BOUMEDIENNE

    عاش النضال الفلسطيني، هي الحرية للحرة وابنتها، عهد التميمي، والعاقبة لفلسطين وشعبها المكافح. من ارض الشهداء

  • ماروكو الصغيرة

    شعب يسمونه مقاوما و لا ينتج سوى طفلة واحدة وحيدة يتم تحريضها و وصفها بكذا و كذا لكي تصفع جنديا و حينما ترمى في السجن يخرجون مهللين باسرها كأنه نصر ؟
    كيف يكون الهوان اذن ان كانت هذه مقاومة ؟
    اي حول هذا الذي يجعلهم يتركون فلسطين مشتعلة و يهرعون للاحتفال في بلدان أخرى ؟
    فلسطين فعلت كل شيئ الا ما ينبغي فعله و هو المقاومة المسلحة، و للتعويض اخترعت النضال الكرنفالي من صور شعرية و ملاحم لفظية و رقص و تحويل الهزائم الى انتصارات اسنعراضية و ترجمة النكبات الى أنغام و أوان و اشجار و غابات من الوهم

  • ماروكو الصغيرة

    لماذا لا ينبري أولئك المحتفلون بصفع الجنود الاسرائيليين هم بأنفسهم ؟
    لماذا يعولون على طفلة لتقوم بصفع الجنود و يتفرجون عليها و هي تفعل ذلك ، و حينما تسجن يهرولون للحتفال ؟
    لماذا لا ترى اولئك المناضلين يناضلون بأنفسهم و حريتهم و يتركون ذلك للطفلات ؟
    أبلغ بهم الهوان ان ينتظروا الطفلاات لتقمن بفعل رمزي لا يقدم و لا يؤخر ، ثم يحتفلون بذلك الفعل و كأنه نصر ؟ متى يتخلى هؤلاء الممثليون عن أدوارهم و يتماهون في العمل المقاوم مثل الاطفال؟

  • أمة كرنفالية

    أمة كرنفالية تعشق ال show تقضي على عدوها كل لحظة..في مكان لا يوجد فيه ، و نتتصر كل يوم في القضية الخطأ ،و تغزو عبر التقاط الصور و شيوع الافوريا الجمعية، لقد حاربو اسرائيل في كل مكان الا اسرائيل و قاتلوا ايا كان سوى اسرائيل ، و اتخدوا من الجميع أعداء باستثناء اسرائيل ، و ردوا على كل هزيمة بأشعار و صور ، النصر عندهم أصبح احتفالا شعريا في بلدان أخرى و تبديد أموال في مكان اخر ، يحتفلون بالنصر قبل حدوثه الاف المرات و يقولون له ( كن فيكون) ، يحتلفون بالأسر و بالخروج من الاسر ، و يحتفلون بالموت كما يحتفلون بالبعث

  • احب الحياة ولا اريد ان اموت !

    الاسيرة المحررة ديمة الواوي (12 سنة ) تخرج من سجون الاحتلال فاقدة لكل مقومات الطاقة والحياة والدلائل تشير انها تمر باكتئاب شديد وقلة التركيز وشرود الذهن لفترات اعتقلت وتعرضت للتحقيق تحت وطأة التعذيب ولم تقوم الضجة الاعلامية حول اطلاق سراحها كما حصل مع غيرها مؤخرا ( لا تصنعوا لنا ابطالنا !)

  • يتبع

    ولكنك قاتلت حتى يقال جريء وقد قيل
    ثم يسحب على وجهه الى النار

  • الشرف اغلى من المال

    عمتي الحاجة غزالة قامت بعمل بسيط كان وراءه نية عظيمة ونالت الشهادة
    عهد ووالدتها ناريمان تقيمان اعظم مؤتمر صحفي للمقاومة الفلسطنية وهي خارجة من سجون الاحتلال الصهيوني والضجة الاعلامية التي رافقتها (انت العهد وانت المجد ) هدية للايقونة الصغيرة والجميلة الثائرة ذكرتني بالاغنية البائدة ازدم ازدم يا صدام واحنا معاك للامام وفي النهاية لم يزدم احد
    في الحقيقة كنت قد قرات مقالا رائعا عن عواقب الرياء يقول الكاتب والذمة على الراوي
    اول من تسعر بهم النار ثلاثة 1 -شهيد 2 -عالم قرأن 3 -متصدق
    يؤتى بالشهيد يوم القيامة فيسأل ما عملت فيها ?
    فيقول: قاتلت فيك حتى استشهدت
    فيقول له : كذبت ?

  • salim

    مسرحية التميمي
    الاعلام أرادها أن تكون القدوة لنساء المسلمين
    الاستغباء بعينه