الرأي

عودة البوحمرون والحصبة!

قادة بن عمار
  • 4984
  • 14

القيادات السياسية التي اتهمت الأفلان والأرندي بالتزوير في التشريعيات الأخيرة، قالت أن 18 مليون جزائري يقفون في صف المعارضة ضد النظام، وهم يمثلون 12 مليون جزائري لم ينتخبوا نهائيا، ومليون و600 ألف آخرين تم إلغاء أصواتهم، و4.5 مليون جزائري صوتوا لبقية الأحزاب من دون الأفلان والأرندي.

المعارضة تقول كلاما صحيحا، لكن هذا ليس معناه أن هؤلاء الـ18 مليون جزائري الذين يعارضون النظام، يقفون في صف التكتل الأخضر ونعيمة صالحي وبونجمة، وبن عبد السلام وحركة الطبيعة والنمو، ولخضر بلومي!

لعل رئيس العدالة والتنمية محمد السعيد هو الوحيد الذي قدم بديلا جيدا وموضوعيا وصائبا، حين قرر أن يرحل عن المشهد السياسي نهائيا ويجمّد عمله الحزبي، ويتقاعد، ولو فعل مثله أبو جرة سلطاني وجاب الله، وبونجمة، وربيعي لكان في ذلك الخير الكثير للبلاد والعباد، وهو جانب أيضا من التغيير الذي ينشده الشعب، حيث لا يقتصر الأمر على رحيل الأفلان والأرندي فحسب، وإنما يشمل أيضا زوال هذه الطبقة السياسية المفلسة، التي أكل معظم رموزها الغلة، ويريدون سبّ الملة، ويا ليتهم سبوا الملة عن قناعة واستحقاق، وإنما مجرد إستراتيجية للتفاوض السري والعودة من بعيد!

التكتل الأخضر تحدث في بيان ساخن عن إجهاض النظام لربيع ديمقراطي وتأجيله في البلاد.. لكن، من يصدق أبو جرة سلطاني؟ ألا يتصرف هذا الأخير وكأنه صاحب وزارة بدون حقيبة حتى وهو خارج الحكومة؟! ثم كيف يعيد هؤلاء الفصل في قرار المقاطعة لعمل المؤسسات في الوقت الذي يتحدث فيه رئيس مجلس الشورى في حركة الراحل نحناح عن إمكانية الانسحاب من التكتل الأخضر أصلا تمهيدا لدخول الحكومة!

حتى أمريكا وبريطانيا وفرنسا، لم تنتبه في الانتخابات الجزائرية سوى لصعود النساء، وقد اكتشفنا بعد قراءة بيانات الترحيب والتهليل من هيلاري كلينتون والخارجية البريطانية، لماذا أجهد وزير الداخلية دحو ولد قابلية نفسه في قراءة نسبة كل حزب فائز، ومقاعد النساء فيه، وكأنه يريد أن يجعل من الأمر شبيها بجمهورية النساء التي حكمها بن علي قبل سقوطه، ومن البرلمان “ناديا لرجال الأعمال” شبيها بذلك الذي مهد لانهيار مبارك!

الرد الغربي والتهليل بصعود القوة النسائية، قطع الطريق على أحلام جاب الله الذي أراد مغازلة الغرب بإعطائه تصريحا مثيرا لوكالة الأنباء الفرنسية “دون غيرها” يقول فيه بأنه لم يتبق للمؤمن بالتغيير في مثل هذه الظروف سوى الخيار التونسي، لكن ترحيب كلينتون وهدوء باريس في التعامل مع ملف التشريعيات خلال مرحلتها الانتقالية الحالية، دفعا زعيم العدالة والتنمية للتراجع وتكذيب فرنس برس!

ليس بعيدا عن السياسة ونتائج الانتخابات.. حذر تقرير طبي رسمي يوم أمس، من عودة البوحمرون والحصبة للمدارس الابتدائية، وأضاف التقرير ذاته، أنه تم تسجيل 10 تلاميذ مصابين بالبوحمرون في برج الكيفان وحالات أخرى في الرغاية مع ظهور إصابات بالحصبة في الشلف… لكن، مجرد سؤال: هل تعتقدون أن عودة البوحمرون والحصبة له علاقة برجوع الأفلان والأرندي؟ ربّما!!

مقالات ذات صلة