-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عودة الدولة.. نهاية النعيق

عودة الدولة.. نهاية النعيق

وكأننا عدنا في الأيام الأخيرة إلى خطاب الدولة بدل الأشخاص، بل قل أن كل المؤشرات تدل أننا عدنا لذلك، وفي ذلك مساحة أمل، أملٌ لنا كجزائريين مواطنين بسطاء صالحين لا نريد أن نكون مرة أخرى ضحية غباء البعض أو تهور البعض الآخر، بل فقط نريد أن نكون كما نحن في مواقع عملنا نؤدي واجباتنا على أحسن وجه ونساهم بما استطعنا في بناء بلدنا كل في موقعه بتفان وإتقان وإخلاص.. هذا كل ما نريد.. أن نعمل بإخلاص وألا يكدر صفونا بعض الحمقى أو بعض المغامرين، أحيانا في شكل تصريحات ما أنزل الله بها من سلطان، وأخرى في شكل تشكيك في كل شيء إلى درجة أن أتعبوا رؤوسنا بجعجعاتهم الفارغة، وثالثة في شكل خطاب لا أخلاقي شوشوا به على سلامة حسنا وذوقنا وقالوا بأنه خطابنا الاعتيادي لا تلوموننا إن سمعتموه اليوم على العلن، إنه كل ما نعرف..

الحمد لله أن سكتت بعض الأفواه التي تُنغص حياتنا كلما تكلمت، والحمد لله أن اختفت بعض الوجوه التي تكدر يومنا كلما رأيناها.. وبدأنا نسمع خطابا آخر هذه الأيام يتحدث بلغة ترقى إلى مستوى الخطاب السياسي المتزن الذي يحترم عقول الجزائريين وأخلاقهم وآدابهم وتاريخهم.

فهذا رئيس الجمهورية ينأى عن الخوض في ما فتحه البعض من ملفات ثانوية ويوضح بما لا يدع مجالا للشك أن مؤسسات الدولة الدستورية ينبغي ألا يتجاوزها أحد، أما قضايا المؤسسة الأمنية ورموزها فهي ليست مجالا للعب اللاعبين أو حديث المتنابزين بالألقاب.

وهذا رئيس الحكومة الأسبق السيد مولود حمروش يؤكد مرة أخرى أن الغاية من السياسة هي بناء دولة عصرية أكبر من الرجال والحكومات والأزمات تؤدي فيها المؤسسات الدستورية دورها وفق القانون، وأنه على الجزائريين أن يجدوا حلا توافقيا يضمن مصالح كل الأطراف.

وقبلهم كان السيد علي بن فليس قد قدم خطابا، كان في قمة الوطنية والإخلاص، تسامى فيه عن لغة الهمز واللمز والتشخيص أو الانتقام، ودعا إلى بناء دولة العدل والقانون التي لا احتكار فيها للوطنية أو المصلحة ولا رجل معجزة يحل بها المشكلات.

أي أن خطابهم جميعا، بعيدا عن الناعقين، يعيد الأمل لنا جميعا، أننا يمكن أن نخوض غمار الانتخابات القادمة من غير الوقوع في ممارسات عهد ولّى… وإذا ما قدر الله تعالى أن فاز فيها السيد علي بن فليس، فإنها ستكون أكبر رسالة نوجهها للعالم أننا قد دخلنا بحق مجموعة الدول المؤمنة بالتداول على السلطة، حيث ينتصر فيها مترشح للرئاسة، في انتخابات لا ينظمها هو إنما منافسه الذي فاز عليه قبل 10 سنوات. ألن يجعلنا ذلك نحس أننا يمكن أن نصبح أخيرا مواطنين صالحين في دولة هي بحق فوق الجميع؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • حنصالي

    انا ايضا استبشر خيرا .. ببساطةمفهوم الدولة هو ليس رئيس ولا اجهزة امنين ولا غيرها هي خادمة الدولة بل مفهوم مصطلح الدولة هو "المصالح المشتركة للافراد" وخير صيغة يمكن ان نفهم تركيبة مفهوم الدولة هو ذالك الغريب الذى حير العلماء الذى يربط بين الجزيئ والجزيئ انه الروح ..ان كانت روح التكاتف والتكامل والتكافل بين اطياف المجتمع وكذا الحرص على استقرار الوضع وتفادى الغوغاء ورغم ان قائد افتراضى سابقة خطيرة الا ان الشعب متماسك ومترابط وصابر ماشاء الله.

  • بدون اسم

    انت تحلم ... انت تهذي... انت تخرف ... انت تلوك الكلمات على عواهنها ولا تفهم عما تتحدث

    انت في قلعة بوليسية .... وثكنة عسكرية ....وجحر مخابراتي... انت ببساطة في الجزائر (كوريا الشمالية) لشمال افريقيا وانت واحد من القطيع الذين يقولون ........................................ امين
    .........................................................استفق من البنج

  • نزيهة

    بغض النظر عن أي إتجاهات سياسية أخي سليم فأنا أؤيدك بالنسبة للخطابات الرائعة التي حقا بعدت كل البعد هاته المرة بسمو التفكير وابداع التخاطب ، وكم نتمنى ان يكون الرجل المناسب في المكان المناسب كي لا تفتح أبواب جهنم ، فالجزائر هدف الجميع

    وما على شعبها وحكومتها وما يليها كدولة مستقلة رافعة الرأس دوما النظر فقط لمستقبل جزائر حرة ذات أسس منظمة ومحكمة التكاتف.

  • عبد الحي

    لا حكومة و لا أغلبية برلمانية ، هذا إذا حافظ الدستور على سموه وعلوه هذا دون الحديث عن خلل واضح وهو أنّ الشخص إنّما يرشح من غيره لا أن يرشح نفسه .

  • عبد الحي

    الذي يترشح حرا ،مهما يكون برنامجه ذهبيا فإنّه لا يستطيع تجسيده في أرض الواقع لأنّه لا يملك أغلبية برلمانية فهو مضطر إلى أن يعيّن الوزير الأول أو رئيس الحكومة من حزب الأغلبية وهذا الأخير ملزم بتشكيل الحكومة من الحزب الحاصل على الأغلبية ، هذا إن حصل حزب ما على أغلبية مقاعد البرلمان ، أما إذا لم يحصل أي حزب على أغلبية برلمانية ووقع تحالف فإنّ الحكومة يجب أن تتشكل من الأحزاب المتحالفة ، وإذا لم يقع تحالف فإننا نكون أمام حكومة وحدة وطنية وهكذا لا يستطيع المترشح الحر تطبيق برنامجه فهو لا يملك

  • الجزائرية

    "وإذا ما قدر الله تعالى أن فاز فيها السيد علي بن فليس، فإنها ستكون أكبر رسالة نوجهها للعالم أننا قد دخلنا بحق مجموعة الدول المؤمنة بالتداول على السلطة، حيث ينتصر فيها مترشح للرئاسة، في انتخابات لا ينظمها هو إنما منافسه الذي فاز عليه قبل 10 سنوات. " إنك رجل ولاء في هذا المقال . وتعلنها صراحة قبل بداية الحملة الإنتخابية لماذا انتخاب بن فليس هو رسالة للعالم ؟ هل تريد فرضه على الشعب أتعجب من موقفك هذا و تنصيب نفسك وصيا على غيرك لقد صدمت في طريقة تفكيرك تحسم نتيجة الرئاسيات قبل وقوعها .