-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الرباط تطلق جحافل من المهاجرين غير الشرعيين على إسبانيا

عودة السفير الجزائري إلى مدريد تدفع المغرب إلى التهوّر

محمد مسلم
  • 21916
  • 0
عودة السفير الجزائري إلى مدريد تدفع المغرب إلى التهوّر
أرشيف

عينت الجزائر سفيرا جديدا لها في مدريد، بعد نحو أزيد من ستة أشهر من شغور هذا المنصب، في أعقاب الأزمة الدبلوماسية التي تسبب فيها رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إثر ما اعتبره الجانب الجزائري “الفعل غير الودي”، في إشارة إلى “الانحراف” الذي حصل في الموقف الإسباني من القضية الصحراوية، والذي أفقده الحيادية، بقرار دعمه مخطط الحكم الذاتي في الصحراء الغربية، الذي دفع به النظام المغربي.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، الخميس 16 نوفمبر 2023، بيانا لوزارة الشؤون الخارجية، حمل “موافقة الحكومة الإسبانية على تعيين الدبلوماسي، عبد الفتاح دغموم، سفيرا فوق العادة ومفوضا للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لدى مملكة إسبانيا”، ما يعني عودة التمثيل من الجانب الجزائري في إسبانيا.
وتؤشر عودة السفير الجزائري إلى مدريد على بداية عودة العلاقات الثنائية إلى مجراها الطبيعي، بعدما دخلت مرحلة عاصفة منذ ربيع العام المنصرم، وهي التي أدت في جوان 2022، إلى تعليق العمل بمعاهدة الصداقة وحسن الجوار الموقعة بين الجزائر ومدريد في العام 2002، من الجانب الجزائري.
هذا المستجد يبدو أنه لم يرق للنظام المغربي الذي عادة ما ينظر إلى أي تحسن في علاقات الجزائر ببعض دول الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط على أنه موجه ضد المصالح المغربية، كما هو حاصل منذ أزيد من سنة مع فرنسا، وهو المشهد الذي بدأت ملامحه ترتسم في الأفق بين الرباط ومدريد، منذ عودة التطبيع الدبلوماسي بين الجزائر وإسبانيا.
وفي هذا الصدد، قالت وكالة “يوروبا براس” الإسبانية، إن أزيد من 500 مهاجر من إفريقيا ما وراء الصحراء، يحاولون في مجموعات متفرقة القفز فوق السياج الفاصل بين الحدود المغربية والإسبانية، وأوضحت الوكالة أن حرس الحدود الإسباني قام بتفعيل حالة التأهب القصوى على الساعة السادسة والنصف من صباح الجمعة، لمواجهة هذه الموجة من المهاجرين الأفارقة الراغبين في تجاوز الحدود الإسبانية.
ولجأت السلطات الإسبانية، حسب المصدر ذاته، إلى إغلاق الحدود على الجانب الآخر من السياج المزدوج الذي يبلغ طوله 8.2 كلم، مباشرة بعد اكتشاف مجموعات من المهاجرين الأفارقة تقترب من السياج، وقد تم استنفار الشرطة الإسبانية المحلية والوطنية، والصليب الأحمر استعدادا لمواجهة أي طارئ.
وأظهرت فيديوهات على شبكات التواصل الاجتماعي، مجموعات متفرقة من المهاجرين الأفارقة وهم يهرولون في طريق عام بين السيارات، باتجاه التراب الإسباني، في مشهد مشابه لما حصل في ماي 2021، عندما سمح النظام المغربي لنحو عشرة آلاف من المهاجرين المغربيين والأفارقة بتجاوز الحدود الإسبانية، في محاولة للضغط على رئيس الحكومة الإسبانية لتغيير موقفه من القضية الصحراوية، الأمر الذي دفع مدريد إلى استدعاء سفير المغرب في إسبانيا.
غير أنه ومباشرة بعد إعلان حكومة مدريد دعمها لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء الغربية، تحولت الرباط إلى دركي مرابط عند سياج مدينة مليلية المحتلة، كما لم تتورع عن ارتكاب مجزرة مروعة في حق المهاجرين، بعد أقل من شهرين على قرار حكومة سانشيز بخصوص الصحراء الغربية، وبالضبط في جوان من العام 2022، خلفت مقتل المئات على أيدي الشرطة المغربية، وهي القضية التي كانت محل إدانة من قبل الاتحاد الأوروبي، ووصلت حتى هيئة الأمم المتحدة.
وتأتي هذه التطورات بعدما شعرت الرباط ببداية سحب البساط من تحت قدميها، فرئيس الحكومة الإسبانية خطب في الأمم المتحدة على مرتين، في سبتمبر 2022 وفي أكتوبر 2023، ولم يشر إطلاقا إلى دعم مخطط الحكم الذاتي المغربي، مقابل تشديده على “حل عادل”، وهو الموقف الذي دفع النخبة المغربية إلى مخاطبة حكومتها حول ما إذا كانت مدريد قد تراجعت عن موقفها الداعم لمغربية الصحراء.
وتحدث الكثير من الأشياء بين الجزائر وإسبانيا بعيدا عن الأنظار، فقد أشارت تقارير إعلامية إلى وجود مسؤول صحراوي كبير يعالج في إسبانيا عكس رغبة النظام المغربي، تماما كما حصل مع الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي في ربيع العام 2022، وهي الأمور التي دفعت النظام المغربي إلى حافة الجنون، وهو يقف على انهيار سريع لما بناه خلال أشهر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!