جواهر
عائلات تشترط على بناتها قبل الطلاق

عودي بـ “رأسك” فقط!

سمية سعادة
  • 3274
  • 5
ح.م

بأمر من أب قليل ذات اليد أو أخ متسلط، تجبر المطلقة أحيانا على أن تعود بـ “رأسها” إلى عائلتها بعد أن تتنازل عن أولادها لأبيهم الذي يرون أنه عليه أن يتحمل وحده مسؤولية تربيتهم والإنفاق عليهم ماداموا يحملون نفس لقبه.
وتعمد هذه العائلات إلى إسقاط الحضانة عن بناتها في الظاهر كنوع من إخلاء المسؤولية، بينما يتجه هدفهم في الباطن إلى الانتقام من الرجل الذي منح ابنتهم لقب “مطلقة”، وبين حجة يشهرونها وعداوة يبطنونها، يشقى الأولاد بعيدا عن أمهم خاصة عندما يتزوج والدهم، وتعيش الأم حالة من الحزن والاشتياق عندما ترغم على الابتعاد عنهم وهي حية ترزق.
مريم هي واحدة من هؤلاء الأمهات اللواتي أجبرن على التنازل على أولادهن لآبائهم، ورغم أن علاقتها لم تكن سيئة كثيرا مع زوجها، باستثناء المشاكل التي كانت تنشب بينها وبين حماتها وأخواته، فيضطر أحيانا إلى أن يجاري أمه لإرضائها، إلا أنها لم تعد تطيق انحيازه لأهله على حساب مشاعرها، ولم تعد المبررات التي يسوقها لها بعد المشكلة ومحاولات إرضائها بكلمات طيبة تشفع له عندها، خاصة وأنها تعرف أن إمكانياته لا تسمح له بتخصيص بيت منفرد لها، وعلى سبيل الإيجار، كما تأكدت أن أمه لا تسمح له بالابتعاد عنها تحت أي ظرف لأنه وحيدها بين أربع بنات، لهذا قررت مريم أن تنهي حياتها مع زوج تعتبره ضعيف الشخصية ولكن عندما عرضت الأمر على أبيها وأخويها وافقوها على الطلاق على أن تتخلى عن طفليها لأبيهما، خاصة وأنه يعيش مع أسرته ويمكن لأخواته أن يتحملن مسؤوليتهما، ووافقت مريم على مضض لأنها لم تعد قادرة على الاستمرار مع زوجها وعائلته، بينما يستطيع طفلاها أن يعيشا هناك لأنهما يحظيا بحب كبير من جدتهما وعماتهما.
وحول هذا الموضوع أيضا، تقول إحدى السيدات التي تطلقت حديثا، أن والدها سمح لها بالبقاء في بيته مقابل أن تتخلى عن أطفالها الصغار لأبيهم الذي يرفض والدها أن يتحمل مسؤولية أولاده بينما هو ينعم بالراحة والحرية، خاصة وأنه يمتلك منزلا خاصا، ورغم أن هذه السيدة ستعيش بعيدا عن أولادها إلا أنها التمست العذر لوالدها في اتخاذه هذا القرار، لأن زوجها البطال اتكالي وعديم المسؤولية، حيث تقول إنه يستولي على أجرتها كاملة دون أي اعتراض منها لدرجة أنها لا تملك أي مدخرات مالية، ولكنها عندما قررت أن تحتفظ بأجرتها وتمنع عنه المصروف أصبح يختلق لها المشاكل ويهددها بالطلاق، وذات مرة تفاجأت به يطلقها وهي عند أهلها بعد أن تيقن أنها متمسكة برأيها في عدم منحه أي مصروف.
وسط هذا الصراع المحموم بين الزوجين، لا أحد يراعي مشاعر الأطفال أو ينتبه إلى مصيرهم حتى بعد أن يتم الطلاق، ليأتي الطرف الثالث، الذي هو أهل الزوجة ليعاقب الأطفال على خطأ ارتكبه أحد الأبوين، ويجعلهم وسيلة انتقام من الأب الذي تسبب في الطلاق، ليضيع الأطفال بين أب مشغول بزوجة وأطفال جدد، وتعيش الأم بعقدة ذنب تلازمها طويلا إلى أن تحاول تجاوز هذه المحنة بالزواج ثانية ليدفع الأطفال الضريبة أولا وأخيرا.

مقالات ذات صلة