الرأي

عيد القرآن في وهران

ح.م

وهران التي جاهدت الصليبيين الإسبان ثلاثة قرون كاملة دون كلل ولا ملل لتطهيرها من الرجس يريد سفهاؤنا أن يجعلوها “عاصمة للشيطان”، يأمر فيها بالمنكر وينهى عن المعروف، ويعمل لإشاعة الفواحش فيها ظاهرة وباطنة.

ولكن، يأبى الله – عز وجل – ذلك، ثم صالح المؤمنين من الجزائريات والجزائريين، إل ا أنتكون وهران وفية لشهدائها الأبرار ومجاهديها الأحرار، خاصة “الطلبة” الذين رابطوا في كهفهم قبل زحفهم على وهران وتحريرها من الاسبان في عام 1792، يأبى كل أولئك إلا أن تكون وهران أكثر جمالا وأعظم جلالا بالاحتفاء بالقرآن الكريم، ربيع القلوب..

كان يوم السبت الماضي (13-7-2019) يوما رائعا في مدينة وهران، حيث أقيم حفل بهيج لتكريم حافظات للقرآن الكريم، أربى عددهن على الخمسين امرأة، أكثرهن مازلن حديثات الأسنان، ولكن لم ينشغلن بما ينشغل به أمثالهن من إرضاء الشيطان وإغضاب الرحمن.

لقد تشرف برعاية هذا الحفل الأحفل والأجل فضيلة الدكتور عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، والسيد مدير الشؤون الدينية لولاية وهران، والسيد نائب رئيس المجلس الولائي، وأعضاء من جمعية العلماء… وكان أجمل منظر في هذا الحفل البهيج هو حضور سيدة فاضلة تحمل رضيعها، الذي لم يمنعها اهتمامها به عن حفظ كتاب الله – عز وجل-.

كما أن مجموعة من السيدات الفضليات لم تكتف بحفظ القرآن الكريم، بل تجاوزن ذلك إلى العناية بعلم القراءات وحصولهن على إجازات بذلك.

عندما كان ذلك المنظر الجميل يملأ علي جوانحي، ويملأها حبورا كان عقلي يتذكر الحرب الصليبية التي شنتها فرنسا على القرآن الكريم في هذا البلد الذي جاهد بالقرآن وجاهد بالسنان..

لقد كان كبير الصليبيين، شارل لافيجري، مؤسس جمعية آبائهم وأخواتهم وإخوانهم البيض في الجزائر يردد قوله: “علينا أن نخلّص هذا الشعب (الجزائري) ونحرره من قرآنه، وعلينا أن نعنى بالأطفال لتنشئتهم على مبادئ غير التي شبّ عليها أجدادهم، فإن واجب فرنسا هو تعليمهم الإنجيل (أي إنجيل فهم كثر) أو طردهم إلى أقاصي الصحراء”.

ليعلم هذا الصليبي أن أحفاد الذين حاول أن “يخلصهم” من القرآن قد تخلصوا بالقرآن من أحفاده، وأخرجوهم رغم أنوفهم من الجزائر.. وليعلم “أولاد وأحفاد خدّام فرنسا” الذين يعرقلون مسيرة الجزائر أنهم خسروا “حربهم” بفضل هذا الحراك المبارك..

فشكرا لشعبة جمعية العلماء بولاية وهران، وشكرا لأولئك الحرائر اللاتي يأبى عليهن دينهن وشرفهن أن يكن “كاسيات عاريات” ناهقات كما يريد الشيطان وحزبه من الجزائريين والجزائريات.

مقالات ذات صلة