عَائِشَةُ احبت شَوَّال لانها تزوجت فيه رسول الله
حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا سفيان عن إسمعيل بن أمية عن عبد الله بن عروة عن عروة عن عائشة قالت: “تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال وبنى بي في شوال” وكانت عائشة تستحب أن يبنى بنسائها في شوال قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث الثوري عن إسمعيل بن أمية تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي
قَوْلُهُ : ( بَنَى بِي )
أَيْ دَخَلَ مَعِي وَزُفَّ بِي . قَالَ فِي النِّهَايَةِ : الِابْتِنَاءُ وَالْبِنَاءُ الدُّخُولُ بِالزَّوْجَةِ . وَالْأَصْلُ فِيهِ أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ إِذَا تَزَوَّجَ اِمْرَأَةً بَنَى عَلَيْهَا قُبَّةً لِيَدْخُلَ بِهَا فِيهَا . فَيُقَالُ بَنَى الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ . قَالَ الْجَوْهَرِيُّ : وَلَا يُقَالُ بَنَى بِأَهْلِهِ . وَهَذَا الْقَوْلُ فِيهِ نَظَرٌ , فَإِنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ الْحَدِيثِ وَغَيْرِ الْحَدِيثِ . وَعَادَ الْجَوْهَرِيُّ فَاسْتَعْمَلَهُ فِي كِتَابِهِ اِنْتَهَى ( وَبَنَى بِي فِي شَوَّالٍ ) زَادَ مُسْلِمٌ فِي رِوَايَتِهِ فَأَيُّ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَحْظَى عِنْدَهُ مِنِّي
( وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَسْتَحِبُّ أَنْ يُبْنَى بِنِسَائِهَا فِي شَوَّالٍ )
ضَمِيرُ نِسَائِهَا يَرْجِعُ إِلَى عَائِشَةَ . قَالَ النَّوَوِيُّ : فِيهِ اِسْتِحْبَابُ التَّزْوِيجِ وَالتَّزَوُّجِ وَالدُّخُولِ فِي شَوَّالٍ , وَقَدْ نَصَّ أَصْحَابُنَا عَلَى اِسْتِحْبَابِهِ , وَاسْتَدَلُّوا بِهَذَا الْحَدِيثِ : وَقَصَدَتْ عَائِشَةُ بِهَذَا الْكَلَامِ رَدَّ مَا كَانَتْ الْجَاهِلِيَّةُ عَلَيْهِ وَمَا يَتَخَيَّلُهُ بَعْضُ الْعَوَامِّ الْيَوْمَ مِنْ كَرَاهَةِ التَّزَوُّجِ وَالتَّزْوِيجِ وَالدُّخُولِ فِي شَوَّالٍ . وَهَذَا بَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ وَهُوَ مِنْ آثَارِ الْجَاهِلِيَّةِ , كَانُوا يَتَطَيَّرُونَ بِذَلِكَ لِمَا فِي اِسْمِ شَوَّالٍ مِنْ الْإِشَالَةِ وَالرَّفْعِ اِنْتَهَى . وَقَالَ الْقَارِي : قِيلَ إِنَّمَا قَالَتْ هَذَا رَدًّا عَلَى أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرَوْنَ يُمْنًا فِي التَّزَوُّجِ وَالْعُرْسِ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ اِنْتَهَى ,
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ )
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ .