-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

غادة السمان: العلّة ليست في‮ ‬المرأة بل في‮ ‬حقيقة ممارساتنا كمسلمين

جواهر الشروق
  • 3596
  • 7
غادة السمان: العلّة ليست في‮ ‬المرأة بل في‮ ‬حقيقة ممارساتنا كمسلمين

عندما كانت الروائية الجزائرية الشهيرة أحلام مستغانمي،‮ ‬صاحبة المؤلفات التي‮ ‬استُهلكت عربيا كالسندويتشات،‮ ‬أقول عندما كانت صاحبة‮ “‬فوضى الحواس‮”‬،‮ “‬ذاكرة الجسد‮”‬،‮ “‬نسيان دوت كوم‮” ‬نطفة من مني‮ ‬تُمنى‮ “‬إبداعيا‮”‬،‮ ‬كانت أناملنا تداعب‮ “‬اعتقال لحظة هاربة‮”‬،‮ “‬البحر‮ ‬يحاكم سمكة‮”‬،‮ “‬الحب من الوريد إلى الوريد‮”.. ‬للروائية اللبنانية الأشهر‮ ‬غادة السمان‮.. ‬وكنا‮ ‬يومها تلاميذ في‮ ‬الإعدادي‮ ‬والثانوي‮.. ‬وما كان‮ ‬يأسرنا حقيقة،‮ ‬هو أسلوب‮ ‬غادة السمان الأشبه بالماء الزلال‮ ‬يسقط على شفاه تصدّعت من الظمإ‮..‬

ولأنّ‮ ‬القارئ الجزائري‮ ‬عاش طويلا،‮ ‬قبل موضة الأنترنت،‮ ‬مقطوع الصلة عن كثير مما‮ ‬يُنشر عربيا،‮ ‬ناهيك عما‮ ‬يُنشر عالميا،‮ ‬فلم نكن نسمع كثيرا أو قليلا عن أحوال صاحبة‮ “‬الحب من الوريد إلى الوريد‮”‬،‮ ‬وإذا بنا نقرأ خبرا قبل مدة على صفحات الجريدة المحترمة كثيرا‮ “‬القدس العربي‮”‬،‮ ‬مفاده التحاق‮ ‬غادة السمان بالجريدة،‮ ‬كاتبة عمود‮ ‬يصدر كل سبت تحت عنوان‮ “‬لحظة حرية‮”..‬

وتزامن التحاق الروائية‮ ‬غادة السمان بجريدة‮ “‬القدس العربي‮” ‬والتحامل‮ ‬غير المسبوق على الإسلام والمسلمين في‮ ‬أكثر من مكان،‮ ‬فاختارت‮ ‬غادة أن‮ ‬يكون عنوان أول عمود تخطُّه صرخة مدوية في‮ ‬وجه هذا التحامل‮: “‬يا للهول‮! ‬ابنتي‮ ‬ستتزوج مسلما‮”‬،‮ ‬وبلغتها الرقراقة المشرقة كعادتها تنسج‮ ‬غادة السمان خيوط فكرتها بهذه الطريقة‮..‬‭ ‬‮”‬طالعتني‮ ‬جارتي‮ ‬بوجه متجهم حين مررت بها لنتسكع معا كعادتنا منذ أعوام على ضفاف نهر السين مقابل البيت‮. ‬وجه‮ ‬يمطر حزناً‮.‬

وقبل استفساري‮ ‬عن سبب تعاستها،‮ ‬صرحت‮: ‬تخيلي‮ ‬الكارثة التي‮ ‬ستحل بي‮.. ‬ابنتي‮ ‬تريد الزواج من مسلم‮! ‬يا للهول‮.. ‬مسلم من أصل عربي‮! ‬وأضافت كرشاش‮ ‬يطلق رصاصه بلا انقطاع‮: ‬يا للكارثة‮.. ‬سيجر ابنتي‮ ‬طالبة جامعة‮ “‬السوربون‮” ‬الباريسية الراقية إلى‮ “‬عالمه‮”… ‬ستقف إلى جانبه وهو‮ ‬يشهر سيفا ليذبح رهينة‮ ‬غربية ويقوم بتعذيب صحافي‮ ‬ذهب بحثا عن الحقيقة‮. ‬تخيلي،‮ ‬ستكون معه حين‮ ‬يطلق الرصاص على شاب مسكين طبيب تطوع لمعالجة مرضى العالم مجانا بدلا من شكره‮.. ‬ويحصد الأطفال في‮ ‬مدرسة ما برشاشه ويخلف في‮ ‬المذبحة أكثر من مائة طفل مقتول في‮ ‬حرب‮ “‬النكايات‮”. ‬هل‮ ‬يعقل أن تقبلي‮ ‬شيئا كهذا لابنتك؟ وقبل أن أجيب بأن لا ابنة لي،‮ ‬وأنني‮ ‬مسلمة،‮ ‬تابعَت وأنا صامتة كشاهدة قبر‮: ‬سيضرب ابنتي‮ (‬التي‮ ‬لم أصفعها مرة‮) ‬لتأديبها وعليها بأمر الشيخ أن تقول له شكرا،‮ ‬سيتزوج امرأة إضافية أصغر سنا منها،‮ ‬وستنظف لهما‮ ‬غرفة‮ “‬ليلة الدخلة‮” ‬وتبدل ملاءات السرير،‮ ‬وستشتري‮ ‬سريرين إضافيين لزوجتين قادمتين بعد ذلك‮!..” ‬

وتواصل صاحبة‮ “‬البحر‮ ‬يحاكم سمكة‮” ‬تصوير تلك الصورة السوداوية التي‮ ‬تتناقلها وسائل الإعلام صباح مساء عن قتامة المشهد الذي‮ ‬تصنعه طائفة من المسلمين‮: “.. ‬وأعتقد أننا لا نستطيع تصحيح صورتنا إذا لم نصحّح حقيقتنا،‮ ‬والعلة ليست في‮ ‬المرآة بل في‮ ‬حقيقة ممارسات بعضنا،‮ ‬علينا مثلا الرفض العلني‮ ‬لممارسات مخزية تتمُّ‮ ‬باسمنا كمسلمين،‮ ‬فالإرهاب هو أهم الهدايا التي‮ ‬قدمناها لعدونا،‮ ‬ناهيك عن حروب الاتهام الأخوي‮ ‬فيما بيننا،‮ ‬وكما نلوم بعض الإعلام الغربي‮ ‬على تشويهه لحقيقتنا إكراما لـ‮ “‬اللوبي‮” ‬المتصهين صاحب النفوذ،‮ ‬علينا أن نلوم أنفسنا أيضا لأننا سكتنا‮ “‬تقريبا‮” ‬عن صبغ‮ ‬الدين الإسلامي‮ ‬بصبغة لا إنسانية‮”.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • حزين جدا

    المقال رائع يا شروق، رائع رائع، و الشخصية التي تحدثت عن قتامة الصورة التي نقدمها عزة بالإثم، عن أنفسنا كمسلنين و تعفنها خطأنا، لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فالنتغير............
    “أين كنت ذلك المساء
    حين شاهدت آخر عود ثقاب في العالم
    ينطفيء
    وكنت وحدي؟”
    ― غادة السمان

  • أمين

    الأستاذ ميلود بن عمار، تقول أنك قرأت لغادة منذ كنت في الإعدادي لكنك لا تعرف بأنها سورية دمشقية من عائلة عريقة ذات قربى لشاعر سوريا الأكبر نزارقباني، أم تراك تعتقد أن أحلام مستغانمي لبنانية هي الأخرى؟

  • بدون اسم

    شحن باشارة تعجب ! رواية

  • بدون اسم

    تصبح بنصف شحن ويقل حتى ينطفئ الهاتف وينتشر الظلام و ياتي التنبيه اريد ان اشتغل بكهرباء ولكن لا ينطفئ فجأة انا من سيغلقه لان الضفة الاخرى ينام وهو بشحن اضافي على الاقل لا يستيقظ متأخرا

  • بدون اسم

    Winhouma

  • بدون اسم

    اصبح قلبي ينبض ببطء لانه لايقوى لغة الحب وخصوصا استاذ العربية

  • بدون اسم

    كل ما هو لغة هو موت وقمع للفيزيا والكيميا والتواصل يكفي قردة او عصافير الطرقات تتكلم وتشعرنا بعلم الحياة ممر فلانتوقف عند غنج الضفادع