-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

غباء إداري؟!

الشروق أونلاين
  • 2768
  • 0
غباء إداري؟!

بعض القضايا التي تعالجها المحاكم يوميا، وتتورط فيها الإدارة بشكل أو بآخر، تُبرز لنا في نتيجتها وبعيدا عن طبيعة الأحكام الصادرة فيها عن وجود غباء كبير يسيطر على بعض المنتمين لهذا الجهاز، وهو غباء ترسّخ بشكل خطير لم تفلح في توقيفه جميع الدورات التكوينية ولا حتى العقوبات الداخلية والقضائية.

  • فكيف يُعقل مثلا لمنتحل صفة صديقٍ أو مستشارٍ لوزير النقل أن يخدع إدارة كاملة ممثلة في رؤساء مصالح بمؤسسة النقل بالسكك الحديدية في وهران دون أن يتم اكتشاف أمره لمدة شهر كامل؟!!.. والأغرب من هذه الخدعة، هو أن يستمر مفعولها السحري كل تلك المدة الزمنية دون إبطاله، حتى بتنا نشك في صحة القاعدة التي تقوليمكن أن تكذب على الناس بعض الوقت، لكنك لا يمكن أن تكذب كل الوقت؟!
  • قصة محتال وهران، تشبه قصة أخرى وقعت قبل أشهر لمحتال انتحل صفة مستشارٍ مقرب من وزير التعليم العالي في سعيدة، حيث بقي يمارس احتياله بكل راحة لمدة زمنية غير معقولة حَظي فيها بالاهتمام الكبير والخير الوفير وشتى فنون التملق والتقرب والتأثير، قبل أن يتم اكتشاف خدعته والقبض عليه دون متابعة المخدوعينالمتلبسين بتهمة الغباء وحسن النية الزائدة؟!
  • لكن مهلا، قد لا يتعلق الأمر بحسن نوايا من طرف هذه الإدارة المجبولة على حب التمظهر والتعامل بإزدواجية مع المواطنين، فيكفي أن يحمل الواحد توصية من شخص مسؤول، أو أن يلبس هنداما أنيقا وينزل من سيارة فارهة ليضمن قضاء مصالحه الإدارية في برهة زمن، أما إن كان مواطنا مغلوبا على أمره، ومشكوكا في مقدرته المادية، فسيكون مطلوبا منه التعامل مع قاعدة “الصبر مفتاح الفرج” إلى إشعار آخر، وهو يدرك تماما أن الصبر فعلا مفتاح الفرج، لكنه ليس أبدا “مفتاح الإدارة”؟!
  • المظاهر خدّاعة، مثلٌ صحيح ومتداول شعبيا على نطاق واسع، ولكنه في الإدارة لا بد أن يُنظر إليه من زاوية أخرى، فتلك المظاهر التي أصبحت مقياسا في التعاملات اليومية تحولت إلى مأزق أخلاقي كبير، من الضروري مراجعته للعمل على وقفه، وإبطال مفعول الخداع والقابلية للخداع داخل الإدارة وفروعها؟
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!