الجزائر
بررت الاستعانة بهم بفتح المجال أمام السياسيين الجدد الوافدين من الحراك

“غرباء” يكتسحون قوائم الأحزاب في التشريعيات

أسماء بهلولي
  • 1320
  • 1

استياء وسط إطارات الأحزاب الكبرى لحرمانها من البرلمان

اكتسحت أسماء جديدة وغريبة قوائم التشكيلات الحزبية الكبرى وحتى المتوسطة في تشريعيات 12 جوان المقبل، في سابقة هي الأولى من نوعها أرجعها ممثلو الأحزاب إلى الرغبة في فتح أبواب الترشح أمام الجزائريين والإطارات الشابة الطامحة لدخول عالم السياسة، في حين وصف آخرون هذه الخطوة بالاعتراف الصريح للأحزاب بإفلاسها من الإطارات المعول عليها لدخول سباق البرلمان ولجوئها إلى مخططات بديلة لتغطية هذا العجز.

شكل الإعلان عن القوائم الحزبية المعنية بتشريعيات 12 جوان المقبل، المفاجأة لدى العارفين بالشأن السياسي على خلفية بروز أسماء “غريبة” لا تمت بصلة لتلك الأحزاب أو بالأحرى هي لمرشحين عرفوا بانتمائهم الحزبي لتشكيلات سياسية أخرى وجدوا أنفسهم اليوم متربعين على قوائم حزبية جديدة، وهي الظاهرة التي وقفت عليها “الشروق” لدى نواب سابقين كانوا في حزب جبهة التحرير الوطني وترشحوا هذه المرة في قوائم التجمع الوطني الديمقراطي خاصة في ولايتي الجلفة والعاصمة، وهو ما يرده عليه القيادي في الحزب العربي صافي، بالقول بإن الارندي ليس لديه نقص في مخزون الإطارات وإنما سياسة الحزب الجديدة القاضية بفتح الأبواب أمام الجزائريين للترشح باسم الحزب وراء استحداث آليات جديدة في عملية الترشح شريطة أن يكون الراغب في دخول قوائم التجمع الوطني الديمقراطي قريبا من الخط الوطني للحزب إضافة إلى النزاهة والكفاءة، مشيرا في تصريح لـ”الشروق” أن التغييرات التي عرفتها البلاد بعد حراك 22 فيفري 2019 كانت سببا في تغيير المفاهيم التي انبثقت عنها خارطة سياسية جديدة منفتحة على الجميع خاصة من فئة الشباب وممثلي المجتمع المدني.

من جانبه، يرى رئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان في تصريح لـ”الشروق” أن ظاهرة ترشيح غرباء عن الحزب في قوائمهم الانتخابية أمر طبيعي فقد سبق لهم أن أعلنوا عن فتح أبواب الترشيحات أمام الإطارات والكفاءات الراغبة في الانخراط باسم حزب جيل جديد في التشريعيات المقبلة خاصة القادمين من الحراك الشعبي والوجوه المحلية التي تحظى بشعبية كبيرة لدى المواطنين، مشيرا في هذا الصدد أن حزبه وضع شروطا أساسية للترشح تقوم على مبدأ احترام الحزب وخطه الوطني.

في حين يرفض – محدثنا- الحديث عما وصفه بالإفلاس السياسي الذي دفعهم لترشيح غرباء عن الحزب قائلا: “80 بالمائة من قوائم حزب جيل جديد تضم مناضلين من الحزب أما البقية فهم يرفضون الترشح ونحن نحترم قرارهم”، في حين لم يخف جيلالي سفيان لجوء حزبه لإطارات من خارج الحزب لترشح في الولايات الجنوبية لتغطية العجز في المناضلين.

وهو نفس ما ذهب إليه القيادي في حركة البناء الوطني احمد الدان، الذي برر خيار حزبه في فتح أبواب قوائمهم الانتخابية أمام مناضلين من خارج الحركة لترشح باسمهم في التشريعيات المقبلة بكون الساحة السياسية في الماضي همشت العديد من الإطارات والكفاءات ما دفعهم للتفكير في كيفية إعادة الاعتبار لهم من خلال السماح لهم بالترشح في قوائم حركة البناء الوطني، مشيرا في تصريح لـ”الشروق” أن هذا القرار صادر من مناضلي الحزب وليس من القيادة وهذا بعد نقاش طويل، نافيا أن يكون هناك تهميش لقيادات ومناضلي حركة البناء الوطني قائلا: “الأحزاب في الماضي كانت مخطوفة والعديد من الإطارات أبعدت عن العمل السياسي”.

من جانبه، يرى القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني محمد عماري أن الآفلان ضد فكرة فتح الأبواب أمام مترشحين من خارج الحزب لدخول غمار التشريعيات عبر قوائم تحمل “وسم” الحزب العتيد، مشيرا في تصريح لـ”الشروق” أن حزبهم لديه العديد من الكفاءات والإطارات الراغبة في دخول غمار التشريعيات ما جعلهم يقعون في مشكلة الترشيح في ظل وجود خزان كبير من المناضلين أبدوا رغبتهم في المشاركة في الانتخابات المقبلة.

مقالات ذات صلة