الشروق العربي
بعض الحالات النفسية تخرج عن السيطرة

غطوا زوجاتكم بعد الوضع بالحنان لتجنبوهن إيذاء أنفسهن أو مواليدهن!

الشروق أونلاين
  • 11355
  • 5

تختلف الإضطرابات المزاجية الحاصلة بعد عملية الوضع لدى المرأة عن تلك التي تحدث في فترات أخرى من حياتها، حسب ما يجزم به غالبية الأطباء، خاصة وأنها قد تكون خطيرة، ولأن المشكل قد يتعدى مستوى الأفكار والسلوكيات، ليصل حد الهلوسة، ولأنها تصيب حوالي 87 من المائة من النساء، وتحتل الدرجة الأولى في سلم المضاعفات العضوية والنفسية مجتمعة، اخترنا الخوض في موضوعها رفقة أخصائيتين.

تقول الأخصائية ليلى سماني حول مسببات هذه الاضطرابات: “هنالك عدة أسباب تساهم في إصابة الأم بعد الوضع منها التغيرات الهرمونية: فمن المعروف طبياً أنه خلال الأسابيع القليلة الأخيرة من فترة الحمل يرتفع مستوى هرمونس الأستروجين والبروجسترون في الدم، لينخفض مستواها بشكل مفاجئ خلال اليومين الأولين من فترة “النفاس”، كما أن زيادة تركيز هرمون البرولاكتين المفرز للحليب في الدم يساهم في تغير نفسية المرأة”، مشددة على أن: “النساء اللواتي أصبن في الماضي قبل الحمل أو خلاله باضطرابات مزاجية، أكثر عرضة للإصابة بعد الوضع، مقارنة مع غيرهن، ومثلهن اللواتي لهن تاريخ مرضي يشير إلى إصابتهن باضطرابات نفسية بعد الوضع”.

ومن جملة العوامل النفسية المسببة لتغير المزاج، تشير الأخصائية النفسانية فضيلة بختي إلى أن: “النساء اللواتي يعانين من عدم الانسجام مع أزواجهن، أو عدم الرضى على العلاقة الزوجية، أو يفتقدن لدعم معنوي وعاطفي أثناء فترتي الحمل والوضع، أو اللواتي واجهن مشاكل عائلية واجتماعية قبل الولادة أو بعدها بفترة قصيرة، يكن عرضة للإصابة باضطرابات مزاجية بعد الوضع”.

حزن ما بعد الوضع

هذا النوع من الاضطرابات أكثر شيوعاً من الاكتئاب والذهان التي يمكن أن تصاب بها الأم بعد الوضع: “يصيب 85 من المائة من الحالات، تبدأ أعراضه بالظهور في اليوم الثاني بعد الوضع، ويمكن تلخيصها في: بكاء مستمر، قلق على الوليد وعلى الرضاعة، ارتباك، حساسية تجاه تعليقات وملاحظات الناس، لتزول تلقائياً خلال الأسبوعين اللاحقين، بوجود الدعم من الأهل والزوج، وجعلها تنام أطول فترة ممكنة”، ويساهم: “التوتر والكرب وعدم الخبرة برعاية الوليد للأم في تفاقم المشكلة، وهي حالة لا تقصّر الأم في واجباتها تجاه وليدها، مثل الرضاعة والعناية به ولا تجاه بيتها، لكن في حال ما إذا استمر المشكل لابد من تقييم الوضع النفسي للمريضة”.

إكتئاب ما بعد الوضع

يصيب ما بين 9 و15 في المائة من الحالات، تظهر أعراضه خلال الأربعة أشهر الأولى التي تلي الوضع. وفي هذه الحالة الأم لا تفرح ولا تبتهج لمشاهدة وليدها، ولا تداعبه، وقد ترفض رؤيته. وتكون سريعة البكاء وتصاب بقلق ووسواس فيما يخص الحالة الصحية للوليد. وتكون منعزلة، وتفقد الشهية للأكل، والمقدرة على التركيز. ولأنها لا تستطيع العناية بوليدها مطلقاً ستشعر بالذنب وتنتابها أفكار انتحارية، أو أفكار لإيذاء الوليد، وهذه الحالة تصيب بكثرة المرأة البكرية فوق سن 30 عاماً. فضلا عن المشاكل العائلية. وقد يؤدي الحمل غير المرغوب به وعدم وجود الدعم والحب من الزوج إلى إصابة الأم بالاكتئاب”.

وحول علاج هذه الحالة تقول طبيبة النساء: “لابد التأكد من عدم وجود أسباب أو حالات عضوية كأمراض الغدة الدرقية وفقر الدم، وكلما بدأنا بالعلاج مبكراً كلما كانت النتائج جيدة، ونوصي بتجنب تناول الأدوية والعقاقير المضادة للاكتئاب للمرضعات والاكتفاء بالعلاج النفسي والدعم، إلا في أقصى الحالات، وسيحدث التحسن الكامل بعد شهرين من ابتداء تناول الدواء بحول الله”.

ذهان ما بعد الوضع

تعاني الأم من أعراض ذهانية خلال الثلاثة أسابيع الأولى التي تلي الوضع، وقد يكون له في بعض الأحيان بداية مفاجئة، بحيث تبدأ أعراضه بالظهور خلال اليومين أو الثلاثة أيام الأولى التي تلي الوضع، وهو نادر الحدوث. تصاب مريضته بالهيجان والانفعال وسرعة الكلام والحركة والأرق والابتهاج وضلالات وهلوسات، لتنعكس هذه الأعراض فجأة. فتصاب بحزن شديد جداً وإرهاق وبكاء وانعزال وإهمال، وعدم الرغبة برؤية أحد، وتنفصل عن الواقع. وأما بالنسبة للهلوسة: “تعاني المريضة من هلوسات سمعية من النوع الآمر مثل سماعها لأصوات تأمرها بإيذاء طفلها أو نفسها أو الناس من حولها، ما يجعل العواقب وخيمة”.


ومن الأعراض العضوية الشائعة: “عدم مقدرة الأم على الحركة أو النهوض من الفراش. وهنا يجب إجراء فحوصات مخبرية وجسدية للمريضة، لأن هنالك حالات عضوية تؤدي الى حدوث ذهان، مثل: قصور الغدة الدرقية ومتلازمة “كوشينك” والإدمان أو الإكثار من تناول الأدوية المسكنة للألم، أو نتيجة الإكثار من تناول الأدوية المضادة لارتفاع ضغط الدم الشرياني أثناء فترة الحمل.كذلك يجب أن لا يغيب عن ذهننا أن الخمج وتسمم الدم والأورام كلها قد تؤدي إلى إصابة الأم بالذهان الذي يعتبر حالة خطرة تستوجب في معظم الحالات إدخال الأم وطفلها إلى المستشفى”.

مقالات ذات صلة