-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

غلام الله في تركيا!

قادة بن عمار
  • 6167
  • 16
غلام الله في تركيا!

نقلت بعض التقارير الإعلامية يوم أمس، خبر إمام في تركيا، انهال عليه المصلّون بعد التراويح مباشرة ضربا وركلا، فأدخلوه المستشفى مكسور الذراع والخاطر، وأضافت تلك التقارير أنه لولا قلة من “العقلاء” الذين صلّوا وراءه، ونجحوا في إنقاذه لكان الإمام في هذه اللحظات ضمن عداد الموتى!

أما عن السبب الذي أغضب جموع المصلين، وأخرجهم عن حالة الخشوع لينهالوا على الإمام ضربا وركلا حتى التهديد بقتله، ناهيك عن سبه وشتمه، فلأنه صلى بهم التراويح في عشر دقائق.

ورغم أن التقارير التي تناولت هذه الحادثة الغريبة لم تخبرنا شيئا عن سبب استعجال الإمام، وما إذا كان مرتبطا بموعد مثلا، أو ساعيا لتحطيم رقم قياسي عالمي، أو ربما باحثا عن “الضرب”..إلا أن تفاصيل الواقعة، تعيدنا محلّيا للتعليق مجددا على تعليمة وزارة الشؤون الدينية عندنا بالجزائر، حين هددت هذه الأخيرة بمعاقبة الأئمة في حال إطالة التراويح لا تقصيرها، ولمحت ثم أفصحت بإنزال عقوبات ضد جميع من تسوّل له نفسه المؤمنة مخالفة الإدارة الأمّارة بالسوء، كما طالبت بتحديد نوايا الراغبين في قيام الليل وأداء صلاة التهجد من خلال إبراز بطاقات تعريفهم.. فأي فرق بيننا وبين الأتراك؟ خصوصا أن هؤلاء يوصفون بالعلمانيين المتشددين، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكفر أي شخص هناك ولو الإمام، أو حتى رئيس الجمهورية، بعلمانية الدولة ويدعو لتطبيق مزيد من تعاليم الشريعة في الحياة اليومية!

أما نحن في الجزائر، فلا نترك فرصة إلا ونُبرز فيها إسلامنا الرسمي ناصع البياض، ونزايد على الآخرين بعدد المساجد التي بناها الزوالية وتخلت عنها الدولة، كما نتباهى أمام العالم بجامعنا الأعظم الذي لا يريد أن يكتمل، وجائزتنا الدولية لحفظ القرآن، ونشجّع الزوايا ونفتخر بعدد مريديها بالملايين في بلاد السند والهند، ونتحدث عن المدارس القرآنية وكأننا جئنا بما لم يأت به السابقون واللاحقون..كما يخشى الواحد أن يجاهر بعلمانيته رغم أنه يمارس أبشع منها في السر..وغيرها من السلوكات التي تجعلنا ونحن الذين ندّعي أن الإسلام دين الدولة بنص الدستور بعيدون جدا في الممارسات الدينية والأخلاقية عن تركيا العلمانية، حتى لا نقول عن الغرب الكافر الذي قال عنه أحد الإصلاحيين..ذهبت لأوروبا فوجدت إسلاما من غير مسلمين وجئت لبلاد العرب فوجدت مسلمين من غير إسلام!!

وبالعودة لقصة الإمام التركي الذي صلى التراويح في 10 دقائق، فيبدو، والله أعلم أنه أراد تطبيق تعليمة غلام الله في بلاد الأناضول، دون أن يدرك خطورة الأمر وتداعياته، ومن منطلق جهله التام بأن غلام الله مثل جميع زملائه في الحكومة لا ينفعون لإدارة شؤون الرعية سوى في الجزائر، أما خارجها، فكل تعليماتهم واجتهاداتهم تعدّ خطرا على البشرية عموماوقد أعذر من أنذر!

لا نعرف، لكن ربما فكرت الجزائر في تصدير تجربتها لتسيير قطاع الشؤون الدينية لتركيا حتى تستعيد علمانيتها، ولا نعتقد هنا بأن الجزائريين سيمانعون أو سيرفضون فكرة نزول غلام الله ضيفا على الدولة العثمانية سابقا ولو لبضعة أيام، حتى ينقل لهم تجربته الناجحة في تقصير الصلوات بما فيها التراويح، وخفض صوت الآذان حتى لا نزعج “السوبر مواطنين”، ناهيك عن مراقبة من يصلون النوافل دون الفرائض، ويصومون في شعبان وشوال ناهيك عن رمضان..وإن أراد الأتراك توسيع خبرتهم في قطاع الحج والعمرة، فلن يجدوا أفضل من ديوان الصالحين الجزائري، حيث يشهد له، ما فعله بحجاجنا ومعتمرينا خلال الأعوام الماضية، حتى بتنا أسوأ الوفود في السعودية وأحسنها في نظر حكومتنا، وذلك هو الأهم والأتقى..والله أعلم!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
16
  • fouad

    C'esr juste monsieur kada mais pourquoi cette comparison avec un paye comme la turkie .si tu veut un exemple prendre l'arabie saoudite ou bien malizia ..ect car la turkie l'un des pays a deux civilisations européenne et islamiquetouristique

  • blad miki

    اللـــه ليس له غلام يــــــا اشباه المسلمين
    اللـــه واحد احد لا صاحبة ولا ولـــــــــــــد

  • يوسف

    اد كان كل رجل او امرءة احسنوا تربية ابناءهم لما نحن في هدا الاهمال والمشاكل الموجودة في الشوارع (اعود بالله من الشيطان الرجيم)في النهار فتيات لاتربية ولا اصل لا مستورين ولا مراقبين من الوالدين وفي الليل قطاع الطرق دو قلوب صلبة معدنها الحجارة اين هم الاولياء الا بعضكم يصلي في الصف الاول وتحاسبون الائمة حاسبو انفسكم على اولادكم خير لكم اتدركون نعمة الله ام لا لاحولة ولا قوة الى بالله

  • kh

    أحسن من تركيا فيماذا ؟

  • عبدالنور

    رانا شفنا النموذج حين يطلق العنان للحريات الفردية و خصوصا في مجال العبادات و تسيير المساجد,,....... شبعنا و تحيا القانون الحالي.

    حادثة كنت أحد ضحاياها في سنة 1991 كنت في الصف الأول حين أعلن الإمام عن قيام الصلاة, و أذا بأصحاب اللحي أنذاك يتخطون الصفوف بالقوة كي يصلوا إلى الصف الأول و حين يصلون دخل أحدهم بيني و بين جاري في الصف, نظر إلي و قال بالحرف و أتذكر كلامه جيدا "النساء للخلف" لأني لم أكن بملتحي.

    و كي لا أعمم أنتم تعرفون عن من أتحدث حين قلت أصحاب اللحي,

  • مصطفى

    لماذا المقارنة بتركيا ؟ ونحن أحسن منها

  • مراد

    يا خويا قاده الوقت لي رانا فيه تعاليم غلام الله و لا كل واحد ادير رايوا
    اطلق غير شويا الحرية فالمسجد و اتشوف العجب

  • احمد

    والله اني في غايه العجب من بعض الاخوة بدفاعه عن غلام .. من يبرر تقصير الصلاه بالخشوع فهذه حجه واهيه لانه لا يستطيع ان يحكم على الجميع بعدم الخشوع عندما تطول التراويح . بل هناك كثير من لا يخشع بالفرض فهل سنجعل الظهر مثلا ركعه واحده !!!
    التراويح ليست فرضا من استطاع ان يكملها فليفعل و من لا يستطع فليصل المقدور عليه ولا حرج اما ان نفرض على العباد تراويح مع بروميسيون غلام فهذه ما وجدت الا في الانظمه الديكتاوريه كنظام بن علي الذي كان يقنن الصلاه فلينظر غلام ومن وضعه الى ماذا انتهى نظام بن علي

  • مزوار أحمد ياسين

    أعتقد أن ردت فعل المصلين مبالغ فيه و هوسلوك همجي لا يليق بالشعب التركي المثقف و الواعي، كان من الممكن اتباع الاجراءات اللازمة لمحاسبة الامام عن هذا التقصير أو تنظيم احتجاجات سلمية هادفة.

  • بدون اسم

    هههههههههههههه

    يعطيك الصحة يا قادة,و الله انت تضحك و أنا أحبذ مقالاتك على جميع البرامج الفكاهية التي تعرض على الشروق تي في

    أنت هو مستر بين الجزائري, واصل يا قادة رانا فرحانين بك. أنت القلم المخفي, مش الكميرا المخفية

    الله يخلينا ضحك في ضحك بأمثالك إن شاء الله.

  • مصطفى بوحاجب

    بسم الله الرحمان الرحيم،
    يبدو لي و الله أعلم أن الوقت قد حان لعلمائنا و صالحينا أن ينتظموا في جمعية مثل جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فنحن نعول على الله ثم عليهم في إصلاح ما فسد من أمورنا.
    إن الجزائر تعيش اليوم فترة جد حرجة و بات أكثر من ضروري لكل المخلصين أن يأخذوا زمام المبادرة و يتخلوا عن سلبيتهم و تركهم الساحة للرعاع الذين مرغوا سمعة الجزائر في الوحل.
    و لا شك أن الانفصام الذي نعيشه اليوم بين طموحاتنا و واقعنا البائس إنما هو بسبب تصدر الأسوأ و زهد الأصلح في توجيه و نصح الناس.

  • سمك القرش

    بورك فيك

  • farid

    tres juste.

  • farid

    baraka allahu fik ya kada,tres juste.

  • riad

    انا مع تقصير صلاة التراويح لان الصلاة عبادة تتطلب الخشوع
    و ليس مجرد حركات رياضية يمارسونها في المسجد
    مع استماعهم الى صوت الامام و هو يقرء القران
    لا هذه ليست صلاة صحيحة و الدليل على هذا هو ردت فعل المصلين
    ضدا الامام الذي لا يستحق الضرب و لا يستحق الشتم ...
    _ هل من يحب الله و يعرف الله حق المعرفة يستطيع ان يضرب
    امام باسم الله هل ???
    _ هل المسلم الذي يخشع في صلاته يجب ان يكون خشوعه مربوط بالزمن ام يكون مربوط بالايمان بالله ???
    هذه جاهلية لا اكثر و لا اقل
    ولا دخل للجزائر في تركيا و هذه الحادثة

  • بدون اسم

    انتبه يا قادة أنت في شهر الصيام