الرأي

غلطة هؤلاء!

قادة بن عمار
  • 5369
  • 26

غلطة عبد العزيز بلخادم أنه يعتقد أن الأفلان بوسعه احتكار الوطنية وإرث الثورة ومصادرة التاريخ لصالح حزبه وفقط، لذلك لم يكن اعتباطيا قوله مثلا: إن الحزب العتيد قاوم فرنسا وانتصر عليها، وبالتالي، فلن تخيفه الأحزاب الصغيرة، ولا موعد العاشر من ماي المقبل!

وغلطة عبد الله جاب الله، أنه لا يؤمن بمبدأ الشورى، كما لم يسأل نفسه لماذا تمرّد عليه الجميع، في كل التشكيلات السياسية السابقة التي أسسها، وهو اليوم يريد حكم 40 مليون جزائري، في الوقت الذي لم يتمكن فيه من التحكم في 40 مناضلا داخل النهضة ثم الإصلاح!

وغلطة أبو جرة سلطاني، تتمثل في اعتقاده أن المشاركة في الحكومة، لن تقلّل من رصيده الشعبي، وبأن للناس ذاكرةً قصيرة، وبالتالي فهم لن يحاكموا حزبا يتغنى بأنه إسلامي، في الوقت الذي يبدي فيه أبرز القيادات مرونة في الجلوس مع الشيطان، مقابل البقاء في السلطة والتمتع بملذاتها ومغانمها!

وغلطة سعيد سعدي الأزلية، أنه ما يزال يراهن على الخارج، ويعتقد ـ وهو دكتور الأمراض العصبية والنفسية ـ أنه شخصية عظيمة!!! لا يمكن للشعب أن يصل لمرتبتها العالية ومكانتها الرفيعة!!؟ وبالتالي فهو يبحث عن تحقيق غرضين لا ثالث لهما، إما تغيير الشعب أو الوصول للسلطة عن طريق الدبابات الأجنبية والضغط الدولي!!؟

وغلطة أحمد أويحيى في الأرندي، اعتقاده أن الحزب يتمتع فعلا بالمؤهلات الشعبية التي تجعل منه القوة الثانية في البلاد، وأحيانا الأولى، كما يجتهد أويحيى في إتلاف خلايا ذاكرته مع سبق الإصرار والترصد، لنسيان طريقة ميلاد حزبه، والظروف التي أحاطت به، أو كيف تحركت القوى الخفية ذاتها التي أنجبته، لإنقاذه من مقصلة التغيير بالطرق الديمقراطية على يد قيادات أخرى.

أما غلطة لويزة حنون، فهي الاعتقاد الخاطئ أنها ترأس حزبا يشكل اسما على مسمى، فتدافع عن العمال والمسرحين، وتقف بالمرصاد في وجه إغلاق الشركات، وتهديد السيادة الوطنية، لكنها بالمقابل، لا تجد حرجا في وضع يدها مع أكبر نقابة استهدفت حقوق العمال، الذين ترفع حنون لواءهم وشعارهم، وغلطتها الأزلية أو عقدتها الإيديولوجية، فتتمثل في أنها تروتسكية شرسة، لا تريد الاعتراف لا بأمريكا ولا بالعولمة، ولا حتى بالليبرالية!

أما غلطة هؤلاء جميعا، فتتمثل في اعتقادهم أن الشعب الذي سيتوجه للانتخابات يوم العاشر ماي، سيُقبل على التصويت لأحد منهم، إيمانا ببرنامجه السياسي، أو ثقة في نضاله التاريخي، أو اعترافا بمجهوده الخارق في التغيير، لا.. بل إن الأقلية المصوّتة، مع الأغلبية الصامتة، تتفقان على شيء واحد، أن الجزائر حررها الشهداء، وورِثها المنافقون، ويحميها الله عز وجل وحده.

مقالات ذات صلة