غوركوف.. نريد كأس إفريقيا

انتهى العرس العالمي البرازيلي بتتويج المنتخب الألماني بكأس العالم على نظيره الأرجنتيني، وانتهت مسيرة المدرب الوطني البوسني وحيد خاليلوزيتش، الذي فضل التنقل إلى تركيا لتدريب نادي ترابزون سبور رغم أن الكل في الجزائر، بداية من رئيس الجمهورية إلى ابسط مواطن، كان يريد بقاءه حفاظا على الاستقرار، لكن البوسني أدار ظهره للجزائر التي أعادته إلى الواجهة وأخرجته من الظلام الكروي الذي لازمه لسنوات، وأعطته تأشيرة العودة إلى المستوى العالي رغم فشله في بداية مشواره مع الخضر بخروجه المذل من كأس إفريقيا بجنوب إفريقيا، لكن المسؤولين يومها جددوا فيه الثقة ومنحوه فرصة لم تمنح له من طرف أفيال كوت ديفوار، الذين أبعدوه قبل مونديال جنوب إفريقيا، وهو ما جعل اتحاديتنا تسارع إلى التعاقد مع الفرنسي غوركوف كمدرب جديد سيبدأ مهمته شهر سبتمبر القادم بأديس أبابا أمام المنتخب الإثيوبي في مباراة تدخل في إطار تصفيات كأس إفريقيا بالمغرب.

المدرب الجديد للمنتخب الجزائري غوركوف الذي لم يمض على عقده بعد مع الفاف تنتظره تحديات كبيرة آنية.. البداية ستكون بكسب تأشيرة المرور إلى نهائيات “كان 2015″، واللعب على الظفر بأول لقب قاري خارج الديار يثري الإنجاز الوحيد الذي حققه أبناء المدرب الراحل عبد الحميد كرمالي. ورغم صعوبة المهمة، إلا أن الناخب الجديد مجبر على تحقيق ما فشل فيه المدربون السابقون خاصة بعد الأداء المذهل للتشكيلة الوطنية في مونديال البرازيل والتأهل التاريخي للدور الثاني، ما يجعلنا لا نرضى بغير التتويج بكأس إفريقيا؟

المدرب الجديد للخضر الذي تابع المنتخب الجزائري بالبرازيل، سيعيش ضغطا كبيرا مستقبلا، وهو مجبر على تحقيق نتائج أحسن من تلك التي سجلت في البرازيل، رغم أن الجميع يتنبأ له بالنجاح في مسيرته مع الخضر، خاصة وأنه يملك طينة من اللاعبين سجلت حضورها بقوة في المحفل العالمي، إضافة إلى الإمكانات الكبيرة التي ستضعها بين يديه اتحادية كرة القدم لمواصلة المشوار الإيجابي المحقق في بلاد السامبا. 

المدرب غوركوف الذي ننتظر منه الكثير مستقبلا، رغم التحفظات التي أطلقها اللاعبون الدوليون السابقون وبعض أنصار الخضر الذين يرون أن الجزائر تستحق مدربا أحسن وأكفأ منه إلا أن ثقتنا كبيرة فيه نظرا إلى العمل التكويني في الأندية الفرنسية. منهج نحن بصدد البحث عنه منذ سنوات، خاصة في المنتخبات الشبانية حيث فشلنا في تحقيق نتائج إيجابية رغم توفر الإمكانات التي كانت غائبة لسنوات.

هل يستطيع المدرب الجديد أن يرفع التحدي ويحقق نتائج جيدة ويخرج الجماهير الجزائرية إلى الشارع، ويفرح الجزائر حكومة وشعبا ويتأهل لكأس إفريقيا للأمم بالمغرب، ويعمل كل ما في وسعه للتتويج بها للمرة الثانية في المغرب رغم صعوبة المهمة؟ 

رسالتي – بصفتي جزائريا– إلى المدرب الجديد غوركوف أن يعلم أنه سيدرب منتخبا تأهل للمونديال أربع مرات، وفي كل مشاركة يترك بصمة عالمية تبقى راسخة لسنوات في أذهان متتبعي الكرة المستديرة، ولهذا نريد منه بصمة أخرى شهر جانفي القادم نحن في أمس الحاجة إليها.