-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لم تتجاوز ثماني سنوات وتواظب على قراءة القرآن

فاطمة الزهراء عازمة على صيام شهر رمضان كاملا

عثمان إبراهيم
  • 747
  • 0
فاطمة الزهراء عازمة على صيام شهر رمضان كاملا
ح.م
الطفلة فاطمة الزهراء

الطفلة فاطمة الزهراء تلميذة في السنة الرابعة بالمدرسة الابتدائية “ولد عاودية” بمدينة مستغانم، ترفع التحدي وتعقد نية الصيام طيلة شهر رمضان المبارك، وها هي تجاوزت العقبة الأولى بصيام ثلاثة أيام من دون انقطاع ولا تعب، “الشروق” تنقلت إلى منزل عائلة فاطمة الزهراء لنقل تجربتها وإحساسها وهي تؤدي ركنا من أركان الإسلام.
قالت فاطمة إن والديها شجعاها على الصوم من أجل الاعتياد عليه وتأديته بشكل صحيح عند البلوغ، حيث رفعت فاطمة التحدي وهي في سن الثامنة من عمرها، مع التحلي بالشجاعة والجرأة، على غرار السنة الماضية والتي لم تتمكن خلالها من إتمام صيام شهر رمضان كاملا، بل كانت تكتفي بصيام بضع ساعات ثم تفطر رغم محاولتها العديد من المرات من أجل إتمام الصيام من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، إلى حين تمكنت في هذا العام من الصبر والصوم يوما كاملا، كل هذا بمساعدة من أسرتها التي تحبب لها الصيام، إلى جانب تلقينها دروسا حول أهمية الصيام وأجره عند الله تعالى.
فاطمة الزهراء رغم صغرها إلا أنها تواظب على أداء الصلوات الخمس في وقتها، مع فتح المصحف وقراءة القرآن الكريم، وتسعى لختمه مع قراءة أذكار الصباح والمساء، وانعكست هذه العبادات من أعمال صالحة على سلوكياتها، تقول والدتها إن فاطمة تغيرت في حياتها من طفلة صغيرة إلى طفلة كبيرة، ولاسيما في دراستها، من خلال حصد نتائج إيجابية، والفضل في ذلك يعود كذلك إلى الطاقم التربوي بمدرسة “ولد عاودية” الذين يسهرون على تربية التلاميذ على الأخلاق الإسلامية.

صيام الطفل ليس على وجه التكليف والوجوب
مع انطلاق فاطمة في الصيام ومواصلة التحدي لصيام الشهر كاملا، حاولنا طرح سؤال على الشيخ “إبراهيم” إمام “مسجد الهداية” بمستغانم حول الجانب الشرعي لصيام الأطفال في سن مبكر، فقال، تكاليف الشريعة الإسلامية لا تَرِد إلا على البالغ العاقل؛ وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَن النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَن الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَن الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ) رواه أبو داود. لذلك فإن صيام الطفل في نهار رمضان ليس على وجه التكليف والوجوب، وإنما على وجه التحبيب والترغيب، ويبدأ استحباباً من سن السابعة، كي يتدرب على التزام الشريعة بالتدريج، حتى إذا ما كبر وبلغ وجد في نفسه الطواعية الكاملة للتقرب إلى الله سبحانه، وابتغاء الأجر والمثوبة.
روى الشيخان البخاري ومسلم عن الربيع بنت معوذ رضي الله عنها -في حديثها عن صيام عاشوراء وقد كان واجباً في صدر الإسلام- قالت: (فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا، وَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ العِهْنِ -أي الصوف-، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الإِفْطَارِ). فينبغي على الوالدين، حسب الشيخ إبراهيم، التوسط في صوم صبيانهم، فلا يكلفونهم ما لا يطيقون حتى يشق عليهم الصوم مشقة بالغة، فيصوم الصبي خوفاً من تعنيف الوالد أو السخرية منه إن أفطر، فتخور قواه حتى يلحقه العنت من ذلك. وفي الوقت نفسه لا ينبغي إهمال الأمر وفسح أنواع الطعام والشراب لهم في نهار رمضان، بل يراعي الوالدان مقصد الصيام الذي ذكرناه آنفا، ويلاحظان أيضاً بُنْيَة طفلهما وعمره وقدرته على تحمل الصوم، وبناءً عليه يأمرانه إما بإتمام الصوم أو بالفطر درءاً للضرر. والمهم ألا يؤدي الصوم بالطفل إلى الشدة، وألا ينفر عن تلك العبادة فيكره تكاليفها، ويكون الفهم الخاطئ لحديث (مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ) سبباً للعسر والعنت، فقياس الصوم على الصلاة في هذا الحديث مقيد بطاقة الطفل وتحمل بنيته. وأخيراً فإن علامات البلوغ هي: الاحتلام، أو إنبات شعر العانة، أو الحيض للنساء. والله أعلم”.
وقال الأستاذ نبيل ميطاويق إطار بمديرية التربية والتعليم بولاية مستغانم إن شهر رمضان فرصة عظيمة يمكن للوالدين استغلالها لينظما وقت الأبناء بين العبادة والدراسة وصلة الأرحام، مشيرا إلى أن الوالدين عليهما معرفة أن هناك فروقا فردية بين الأبناء، وتوجيههم يجب أن يكون باللين والهدوء حتى يصلا بهم للعزيمة والإرادة القوية والاعتماد على أساليب التشجيع والبعد تماما عن التعنيف.. وحذر من إجبار الطفل أو تعنيفه، وعدم التعليق سلبياً عند الفشل حتى لا يتسلل اليأس والإحباط للطفل، مشددا على أهمية التشجيع والدعم والمكافأة عند النجاح، والتغاضي والتغافل والتعامل بروح طيبة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!