الرأي

فتاوى على‮ “‬الهوى‮”!‬

عمار يزلي
  • 3265
  • 0

موجة السخرية التي‮ ‬قابلت بها مواقع التواصل الاجتماعي‮ ‬في‮ ‬العالم العربي‮ ‬حضور مفتي‮ ‬الأسد لحفل تنصيب ملكة جمال الساحل في‮ ‬سورية،‮ ‬ليس لها ما‮ ‬يبررها سوى أن الإفتاء صار معناه‮ “‬الإفساء‮”! ‬وشتان ما بين التاء والسين‮! ‬وإذا علمت سوءا فلا أسوأ من أن تعلم أن أسوأ ما في‮ ‬السوء،‮ ‬المجاهرة به وخاصة من طرف من‮ ‬يفترض أن‮ ‬يقف ضد هذه المظاهر،‮ ‬لا أن‮ ‬يفتي‮ ‬بحلالها،‮ ‬بل ويزكيها ليكون‮ “‬أسوأ من زكاها‮”! ‬والمثل‮ ‬يقول‮ “‬إذا لم تستح فافعل ما شئت‮”. ‬فعلماء السلطان مثل مثقفيه،‮ ‬إنما صنعوا أصلا من أجل ذلك‮! ‬فوظيفة المثقف اليوم،‮ ‬إن لم تنزهه أخلاقه حب المادة والسلطة على حساب المبدأ والضمير والتعفف والتقوى،‮ ‬فلن‮ ‬يتورع في‮ ‬تحليل الحرام،‮ ‬وتحريم الحلال،‮ ‬وتلبيس إبليس بلباس الزاهد،‮ ‬و”تبليس‮” ‬التقي‮ ‬بلبوس الفاجر‮. ‬وهذه هي‮ ‬مآسي‮ ‬المثقفين اليوم الذين‮ ‬يضربون بعرض الحائط كل ما دروسه وما علموه للآخرين،‮ ‬عندما‮ ‬يتعلق الأمر بالمنصب والجاه والأطماع الدنيوية الرخيصة‮! ‬فيتركون أنفسهم‮ “‬يتبهدلون‮” ‬أمام الناس والمجتمع فقط ليرضى عنهم‮ “‬الرخيص‮” ‬أو ليعلي‮ ‬من شأنهم عندما‮ ‬يهبطون في‮ ‬أعين المجتمع البئيس‮! ‬هذا بالنسبة للمثقفين الدنيويين،‮ ‬فما بالك برجال الدين والمفتين‮! ‬يمكن قياس هذا على العالم العربي‮ ‬المأسور بأسره،‮ ‬وساء مثلا،‮ ‬علماء وإعلاميو ومثقفو السيسي‮.. ‬وبشار الذين لن تنتهي‮ ‬من أكلهم النار‮! ‬

نمت على خبر المفتي‮ ‬السوري‮ ‬وهو‮ ‬يحضر حفل‮ “‬تكريم‮” ‬بطلة جمال الساحل السوري،‮ ‬لأجد نفسي‮ ‬أنا هو‮ “‬حسون‮” (‬المفتي‮) ‬وقد استحسنت حضور هذا الحفل البهيج للحسن والجمال ورحت‮ “‬أخبط‮” ‬خبطة،‮ ‬من تصب تمته،‮ ‬ومن تخطئ‮ ‬يعمر فيهرم‮…(‬في‮ ‬السلطة‮!): ‬إن الله جميل ويحب الجمال‮! ‬وهذا الجمال الشامي،‮ ‬هو عنوان لجمال سياسة الرجل الماشي‮ (‬الفاشي‮) ‬لحماية‮ “‬حماة‮” ‬والدين من‮ “‬الغاشي‮” ‬والمواشي‮ ‬بعون من إله الروس وما جلبوا،‮ ‬والفرس وما‮ ‬غلبوا،‮ ‬وحزب الله وما ضربوا‮! ‬فهذا الجمال من عند الله،‮ ‬والعون من عند خليفة الشاه،‮ ‬ومن لا‮ ‬يحب الجمال لا‮ ‬يحب الله‮! ‬فهذه جميلة الجميلات،‮ ‬أمامنا من أخواتنا الكاسيات العاريات،‮ ‬الحافظات لزينتهن وغير المتحفظات‮. ‬نبارك للجميلة تبوء هذا المكان في‮ ‬الجنة‮ (‬وتبوؤنا مكاننا في‮ ‬النار‮!). ‬غدا سنكرم إن شاء الله‮ “‬بريجيت باردو‮” ‬الأخت والرفيقة،‮ ‬على ما قدمته من خدمة للحيوانات الأليفة،‮ ‬وحرضت ضد دين الذين ذبحوا الناس كالخرفان العليفة،‮ ‬فيما لم نفعل نحن سوى على تدليك أعناق الأبرياء بالبراميل،‮ ‬وطائرات الروس الأبابيل وصواريخ الفرس البلابل‮. ‬فأبشروا ببشار أسدا،‮ ‬واطلبوا له مددا وزيدوه عتدا،‮ ‬لتعيشوا أقلية عيشة رغدا،‮ ‬في‮ ‬جنات عدن أبدا‮. ‬هنا في‮ ‬سوريا لا في‮ ‬جنة محمدا‮..‬

وأفيق وأنا أحوقل واستغفر لنفسي‮ ‬من‮ ‬غضب الله القريب‮.‬

مقالات ذات صلة