فتاوى على “الهوى”!
موجة السخرية التي قابلت بها مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي حضور مفتي الأسد لحفل تنصيب ملكة جمال الساحل في سورية، ليس لها ما يبررها سوى أن الإفتاء صار معناه “الإفساء”! وشتان ما بين التاء والسين! وإذا علمت سوءا فلا أسوأ من أن تعلم أن أسوأ ما في السوء، المجاهرة به وخاصة من طرف من يفترض أن يقف ضد هذه المظاهر، لا أن يفتي بحلالها، بل ويزكيها ليكون “أسوأ من زكاها”! والمثل يقول “إذا لم تستح فافعل ما شئت”. فعلماء السلطان مثل مثقفيه، إنما صنعوا أصلا من أجل ذلك! فوظيفة المثقف اليوم، إن لم تنزهه أخلاقه حب المادة والسلطة على حساب المبدأ والضمير والتعفف والتقوى، فلن يتورع في تحليل الحرام، وتحريم الحلال، وتلبيس إبليس بلباس الزاهد، و”تبليس” التقي بلبوس الفاجر. وهذه هي مآسي المثقفين اليوم الذين يضربون بعرض الحائط كل ما دروسه وما علموه للآخرين، عندما يتعلق الأمر بالمنصب والجاه والأطماع الدنيوية الرخيصة! فيتركون أنفسهم “يتبهدلون” أمام الناس والمجتمع فقط ليرضى عنهم “الرخيص” أو ليعلي من شأنهم عندما يهبطون في أعين المجتمع البئيس! هذا بالنسبة للمثقفين الدنيويين، فما بالك برجال الدين والمفتين! يمكن قياس هذا على العالم العربي المأسور بأسره، وساء مثلا، علماء وإعلاميو ومثقفو السيسي.. وبشار الذين لن تنتهي من أكلهم النار!
نمت على خبر المفتي السوري وهو يحضر حفل “تكريم” بطلة جمال الساحل السوري، لأجد نفسي أنا هو “حسون” (المفتي) وقد استحسنت حضور هذا الحفل البهيج للحسن والجمال ورحت “أخبط” خبطة، من تصب تمته، ومن تخطئ يعمر فيهرم…(في السلطة!): إن الله جميل ويحب الجمال! وهذا الجمال الشامي، هو عنوان لجمال سياسة الرجل الماشي (الفاشي) لحماية “حماة” والدين من “الغاشي” والمواشي بعون من إله الروس وما جلبوا، والفرس وما غلبوا، وحزب الله وما ضربوا! فهذا الجمال من عند الله، والعون من عند خليفة الشاه، ومن لا يحب الجمال لا يحب الله! فهذه جميلة الجميلات، أمامنا من أخواتنا الكاسيات العاريات، الحافظات لزينتهن وغير المتحفظات. نبارك للجميلة تبوء هذا المكان في الجنة (وتبوؤنا مكاننا في النار!). غدا سنكرم إن شاء الله “بريجيت باردو” الأخت والرفيقة، على ما قدمته من خدمة للحيوانات الأليفة، وحرضت ضد دين الذين ذبحوا الناس كالخرفان العليفة، فيما لم نفعل نحن سوى على تدليك أعناق الأبرياء بالبراميل، وطائرات الروس الأبابيل وصواريخ الفرس البلابل. فأبشروا ببشار أسدا، واطلبوا له مددا وزيدوه عتدا، لتعيشوا أقلية عيشة رغدا، في جنات عدن أبدا. هنا في سوريا لا في جنة محمدا..
وأفيق وأنا أحوقل واستغفر لنفسي من غضب الله القريب.