-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فتنة التّشكيك في وقت صلاة الفجر!

سلطان بركاني
  • 7500
  • 14
فتنة التّشكيك في وقت صلاة الفجر!

مع إدبار فصل الشّتاء وحلول فصل الرّبيع من كلّ عام، تطفو إلى السّطح ظاهرة تعمّد بعض الشّباب إعادة صلاة الفجر بعد أدائها جماعة في المساجد، بحجّة أنّ الأذان الثاني يرفع قبل الوقت الشّرعي، وقبل إقامة الجماعة بما لا يقلّ عن 10 دقائق! والوقت الشّرعيّ في اعتبارهم يحدّد بالرؤية البصرية، اعتمادا على قول الحقّ سبحانه: ((وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْر)).

لو كان هؤلاء الشّباب يعيدون الصّلاة في بيوتهم، لربّما هان الأمر، لكنّ واقع الأمر أنّ كثيرا منهم يعيدون الصّلاة في المساجد، ما يثير استهجان وتساؤل عامّة المصلّين الذين لا يستسيغون هذا الفعل الذي يُفهم منهم التّشكيك في صحّة صلاة عامّة المسلمين، في مسألة أقصى ما يقال عنها إنّها من مسائل الاجتهاد التي يفترض أن يلزم فيها النّاس ما عليه الإمام والجماعة، لكنّ الولع بإظهار الخلاف، حمل هؤلاء الشّباب على التعصّب لرأي يُطرح على أنّه الحقّ الذي ليس بعده إلا الباطل، على الرّغم من أنّ هدي النبيّ – صلّى الله عليه وسلّم – دلّ على أنّ الأمر في وقت صلاة الفجر واسع، وأنّ لها وقتَ عزيمة يبدأ بالغلس، ووقت رخصة يبدأ بالإسفار، وغالب هديه –عليه الصّلاة والسّلام- في هذه الصّلاة أن يبدأها بالتغليس ويطيل القراءة ويخرج منها بالإسفار، وربّما خرج بغلس، وقد روت أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّه “كان يصلي الصبح بغلس، فتنصرف نساء المؤمنين لا يُعرفن من الغلس، أو لا يعرف بعضهن بعضا” (البخاري)، وروت قيلة بنت مخرمة أنها “قدمت على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وهو يصلي بالناس صلاة الغداة، وقد أقيمت حين انشق الفجر، والنجوم شابكة في السماء، والرجال لا تكاد تتعارف مع ظلمة الليل” (رواه أحمد)..

بل قد حصل أنّ بعض الصّحابة شكّوا في أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- صلّى الفجر قبل وقتها، لما رأوا من مبادرته بها، فعن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- قال: “ما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى صلاةً لغير ميقاتها إلا صلاتين: جمع بين المغرب والعشاء، وصلى الفجر قبل ميقاتها” (رواه الشّيخان).. وهكذا كان الصّحابة –رضي الله عنهم- يبكّرون بصلاة الفجر ويوصي بعضهم بعضا بذلك، وقد ورد في كتاب عمر بن الخطّاب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما: “وصلّوا الصبح بغلس أو بسواد وأطيلوا القراءة” (رواه البيهقي).. ولأنّ الدّخول في صلاة الفجر بغلس، كان غالب هدي النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- وهدي أصحابه، فقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أنّ الأفضل في صلاة الفجر التغليس، وحملوا أحاديث الإسفار على أن المراد بها إطالة القراءة حتى يخرج من الصلاة مسفرا.

هذه الأحاديث والآثار، وغيرها كثير، تدلّ على أنّ المبادرة بصلاة الصّبح في وقت الغلس (آخر ساعات اللّيل) عمل صحيح.. والاعتماد على الحساب الفلكيّ لتحديد هذا الوقت، عمل مشروع، ودقيق في زماننا، بخلاف الرؤية البصريّة التي تتأثّر بإضاءة المكان ومدى صفاء الجوّ وبالعوائق.. أضف إلى هذا أنّ تحديد وقت الفجر اعتمادا على وضع الشّمس تحت الأفق، هو من وضع علماء الفلك المسلمين، كالبتاني والبيروني والخوارزمي والطوسي وابن الشاطر، ويقدّر علماء الفلك أنّ أولى خيوط الفجر الصّادق تظهر عندما تكون الشّمس تحت الأفق بزاوية مقدارها 18 درجة، وإن كان هناك خلاف حول هذه الزّاوية، إلا أنّها الأكثر اعتمادا ورجحانا، وقد ألّف عالم الفلك المغربي السيد الحاج محمد بن عبد الوهاب بن عبد الرازق، رسالة عنوانها “إيضاح القول الحقّ في مقدار انحطاط الشّمس وقت طلوع الفجر وغروب الشّفق”، أثبت فيها أنّ زاوية الفجر هي الزّاوية 18 درجة التي تعتمدها جلّ الدّول الإسلامية، وبينها الجزائر، بينما تعتمد دول أخرى زوايا أكبر؛ فالسعودية مثلا تعتمد الزّاوية 18.5، والمغرب تعتمد الزّاوية 19، ومصر تعتمد الزّاوية 19.5 درجة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
14
  • احمد عبد الغني

    الارض مسطحه وكل علماء الفلك حمقي وانت تتبع الحمقي والرسول امر من صلي الفجر قبل طلوعه بإعه الصلاه في البيت واحتساب هذه الصلاه الاولي كأنها رقعتي سنه الفجر وفي هذا دليل أن صلاه الفجر قبل طلوع الفجر باطله انتهي

  • Salimslamou

    اول من بدأ التشكيك في صلاة الفجر الجهيمان العتيبي الذي اقتحم الحرم المكي في السبعينيات في حادثت المهدي وارسل الشيخ ابن باز رحمة الله عليه لجنة يرأسها الشيخ صالح الفوز ان حفظه الله ووجدوا ان الوقت منظبط ليس كما يشككون هذا من ناحية ومن جهة اخري الاحاديث التي اتي بها في التغليس هي الأصح حتي ان الترمذي في السنن عقد هذا الباب وهو باب التغليس بالفجر وجاء بالاحاديث المذكورة كحديث عائشة وغيره ثم بعده عقد باب الاسفار بالفجر وبين معناه من كلام احمد والشافعي واسحاق اضن ان معني الاسفار هو التأكد من دخول الوقت و ليس معناه تأخير الصلاة والمتأمل لأحاديث التغليس يجد انها لا تنطبق مع من يقول اننا نصلي قبل الوقت ب 20دقيقة فلو فرضنا اننا نضيف العشرين دقيقة التي يزعمونها وقمنا بالأذان ثم انتظرنا عشرين دقيقة حتي نصف ساعة من اجل اجتماع الناس ثم قرأ بنا الامام كما كان يقرأ النبي صلي الله عليه و سلم من الستين الي المئين آية يعني تقريبا عشرين دقيقة فهل نخرج بغلس أو نخرج والشمس قاربة الخروج.كلامه حق فلا داعي للفتنة .

  • علي

    بعد قول الله تعالى :- (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ) وحديث رسول الله صل الله عليه وعلى اله وصحابته وسلم . [ وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الفجر فجران: فجر يُحرم الطعام، وتحل فيه الصلاة، وفجر تحرم فيه الصلاة -أي صلاة الصبح- ويحل فيه الطعام ) رواه ابن خزيمة و الحاكم وصححاه ]. وما بعد الحق الا الظلال المبين

  • عابر سبيل

    يبدو والله أعلم إعتماد زاوية واحدة طوال السنة أو كلما إتجهنا شمالا من الكرة الأرضية غير دقيق. لأن الوقت الفاصل بين الفجر وشروق الشمس (متناسب مع الزاوية) يختلف من الشتاء إلى الصيف، ويزداد طولا كلما إتجهنا شمالا.
    انا من العامة لا علم لي اتبع من عنده الدليل من كتاب الله والسنة الصحيحة. اجتهادات الأفراد يأخذ منها ويرد. ومن أراد إرغام الناس على إتباع اجتهادات فردية سينفض الناس من حوله

  • AMREMMU

    من غرائب وعجائب هذا الزمان أنه ومنذ 15 قرنا لا يزال المسلمين لم يتفقوا بعد على البديهيات : وقت الصلاة و طريقة الوضو ويوم بداية ونهاية شهر رمضان ...في وقت بقية الأمم تعلم تتنبأ وتعلم وقبل عشرات السنين متى تحدث ظواهر طبيعية ومناخية : الخسوف والكسوف مثلا .

  • amremmu

    من غرائب وعجائب هذا الزمان أنه ومنذ 15 قرنا لا يزال المسلمين لم يتفقوا بعد على البديهيات : وقت الصلاة و طريقة الوضو ويوم بداية ونهاية شهر رمضان ....... في وقت بقية الأمم تعلم تتنبأ وتعلم وقبل عشرات السنين متى تحدث ظواهر طبيعية ومناخية : الخسوف والكسوف مثلا .

  • أحمد / الجزائر

    الكاتب بارك الله فيه أثار ظاهرة إعادة صلاة الفجر ثم انتقد فاعليها وبين أثرها بين المسلمين ثم اجتهد بالنص:
    الظاهرة:
    - تعمّد بعض الشّباب إعادة صلاة الفجر بعد أدائها جماعة في المساجد.(الإصرار على مخالفة الآخرين)
    نقدها:
    - لو كان هؤلاء الشّباب يعيدون الصّلاة في بيوتهم، لربّما هان الأمر، لكنّ واقع الأمر أنّ كثيرا منهم يعيدون الصّلاة في المساجد. ( اللعب بالصلاة على أنظار الأشهاد ،يؤدونها مع المصلين ثم يعيدونها)
    أسباب نقدها :
    - الإتيان بالفعلين في نفس المكان والزمان ( يؤدونها ثم يعيدونها) :
    ضرر الظاهرة:
    - التّشكيك في صحّة صلاة عامّة المسلمين.

  • السكيكدي

    أستاذ الله يرضى عليك كيف عرفت أنهم يعيدون الصلاة ؟؟؟ !!!! النية محلها القلب اللهم إلا إذا شققت صدورهم ربما فاتتهم راتبة الفجر فيجوز قضاؤها بعد الصلاة

  • خااد الجزائري

    أستاذ وفقك الله لما يحبه ويرضاه الأولى أن تكتب لنا مقال عن تاركي الصلاة ليس عمن يتحرى ويحرص على أدائها على أحسن مايرام

  • CDVH

    لنفترض جدلا أن وقت طلوع الفجر الصادق صعب أن يضبط بالنظر كما يدعون، ماذا عن وقت صلاة الظهر فهو جد سهل. ندعوك أنت صاحب المقال أن تتأكد إن كان أذان صلاة الظهر في وقته أم لا و اكتب لنا مقال عن هذا المرة القادمة.

  • CDVH

    ولكن الحقيقة أن هناك علماء و ناس لهم خبرة قالوا أن أذان صلاة الفجر ليس في وقته و هذا في كثير من الدول الإسلامية و هناك من استدل بكلامه بأدلة واضحة. و لا يوجد شك أن الصلاة قبل دخول الوقت هي صلاة باطلة فيجب على المسلم أن يحطات لهذا الأمر. و المعروف أن وقت صلاة الفجر هو طلوع الفجر الصادق فلماذا لا تجعل الدولة لجان متخصصة لرصد الوقت الحقيقي للفجر و يسجل هذا الوقت للعمل به و ننهي الجدل. إن عدم فعل هذا الأمر هو ما يرجح ادعاء من يقول أن صلاة الفجر ليس في وقتها.

  • Karim

    لو كان هؤلاء الناس في زمن الصحابة و التابعين ما كان للإسلام أن يخرج من جزيرة العرب.
    و مشكل المسلمين ليس في الدين بل التخلف إذ أصبحنا لا ننتج ما نأكل و ما نلبس.

  • أبو عبد الرحمن

    الأفضل بارك الله فيك أن تدعو الى تصحيح وقت الفجر خاصة في الصيف لأنه بعد أكثر من 30 الى 40 دقيقة من الآذان الثاني يتبين الفجر الصادق وهذا بعد المشاهدة(أدعوك الى المشاهدة والتحري في فصل الصيف) و اترك عنك اللمز بشباب همهم العمل بالسنة النبوية وإقامة الصلاة في وقتها

  • أبو عبد الرحمن

    أولا ينبغي التأكيد أن وقت صلاة الفجر يبدأ ببزوغ الفجر أي يتبين الخيط الابيض من الاسود في الافق ولا يخفى حينئذ ان الليل لم يذهب بعد و الصلاة في هذا الوقت وهو الغلس وليس الغلس أن تصلي بالليل قبل طلوع الفجر مثلما يفهم من كلامك ثم إنه في زمن الصحابة لم تكن هناك إنارة في الطرقات والمسجد مثلما عندنا اليوم فأكيد لا يعرف بعضهم بعضا بعد انتهاء الصلاة فالليل في هذا الوقت لم يذهب بالكلية.ثانيا وقت الاسفار وهو بعد أن ينشق الصبح أكثر والأفضل أن يبدأ الصلاة بالغلس بعد طلوع الفجر وليس قبل ذلك ويطيل الإمام القراءة إلى الإسفار هذا هو الأفضل لا أن نصلي قبل طلوع الفجر مثلما يحدث الآن في فصل الصيف خاصة