الشروق العربي
في ظل رقابة أبوية غائبة

فتيات ينزعن الحجاب هوسا بالموضة

الشروق أونلاين
  • 13567
  • 0

لا يعتبر الخمار أو الحجاب في ديننا غطاء لسترة عورة المؤمنات المسلمات، بل هو رمز للثقافة الإسلامية، يعبر عن حياء وعفة المرأة، يوحي للناظر الصفاء والطمأنينة، لكن مع موجة الغرب ونزوح المفاهيم الدخيلة علينا أبت الكثير من الفتيات الحفاظ على خمارهن و ارتأين إلا نزعه إرضاءً لغرورهن، مع أن بعضهن تحت الإصرار والإجبار يضطررن للكشف عن عوراتهن، لضمان سيرورة الحياة مع أنهن مسؤولات عن ذلك دون نسيان دور الوالدين في ترسيخ حب السترة.

هوس الموضة يطال ثقافتنا ومعتقداتنا

في زمن “الآي الآي و الواي واي” وصل هوس الموضة عند الجنس اللطيف إلى الذروة في مبادئهم ومعتقداتهم، فيعملن على محاكاة الغرب من نجمات عالميات ومشاهير السينما في طريقة كلامهم ومشيتهم وحتى لبسهم، ولو اقتضى الأمر نزع الخمار فالحجاب، فتجدهن كاسيات عاريات يقمن بإطلاق العنان لمخيلاتهن، فيتخلصن من هذا الخمار الذي أصبح عائقا في سبيل إتباع آخر الصيحات، غير آبهات لنظرة المجتمع لهن، وكأن هذا الحجاب مجرد موضة يرتدينه لإرضاء أهوائهن في فترة ونزعه بعدها.. وفي هذا تقول أمينة 25 سنة التي التقيناها أمام محطة الترامواي بحسين داي أنها رفضت ارتداء الحجاب، لأنها ليست مقتنعة به بعد ولا تريد أن تضعه إتباعا لوقت أو موضة معينة كحال صديقتها التي وضعت الحجاب لأشهر معدودة ليس حبا واقتناعا به، بل لإرضاء غرورها والظهور بمظهر مغاير لتمل منه في الأخير وتنزعه بالكامل، في حين تقول أسماء 32 سنة والتي التقيناها ونحن في طريقنا إلى رويسو أن الحجاب بالنسبة للفتيات أصبح مجرد رداء يتم التخلص منه متى أردن، وفي هذا النطاق استحضرت لنا قصة لإحدى قريباتها التي ارتدت الحجاب عن قناعة اقتداءً بأمها المتحجبة، لكنها بدأت مع الوقت تحاول تقليد صديقاتها وذلك بارتدائه عبر إظهار مفاتنها إلى أن تخلصت منه عامدة إلى التغيير رغم ما واجهته من انتقادات من عائلتها، إلا أنها أصرت على ذلك.

حسبهن الضرورات تبيح المحظورات

وكثيرات هن اللواتي أجبرن على مخالفة مبادئهن ومجاراة التيار المعاكس بإظهار عوراتهن، راضخات لا حول لهن ولا قوة، يرضين هذا وذاك، ناسيات أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وخديجة التي صادفناها أمام حديقة التجارب واحدة من هؤلاء اللواتي اعتقدن أنه على الزوجة الدخول تحت كنف زوجها، والابتعاد عن كل ما يزعجه حتى ولو كان مجرد خمار ينزع لإظهار البرستيج أمام الناس، وفي هذا تقول أنها كرهت نظرة زوجها إليها بتعالٍ نظرا للفارق الاجتماعي الكبير بينهما، وإلحاحه على نزعها للجلباب والاكتفاء بحجاب عادي يتماشى مع تداعيات العصر، ولكنه تمادى ليطلب منها نزعه نهائيا أو الزواج مرة ثانية بامرأة أخرى.

أما سميرة 26 سنة التي التقيناها ونحن في طريق عودتنا إلى حسين داي، فذاقت الأمرين حينما خيروها بين نزع الخمار أو الطرد من العمل في ديار الغربة بعد ما كانت عاملة في بلدها، فخاب أملها، لكنها في الأخير اضطرت لنزعه قصد توفير لقمة العيش في بلد أجنبي. 

في حين تبقى أخريات محافظات على دينهن، متقيات، غير آبهات بما يفرض عليهن من ضغوطات، راسخات ثابتات، يقلن لا لكل ما هو مناف لمعتقداتهن، وهذا ما أكدته لنا أحلام 29 سنة، حيث تقول أنها لم ولن تفرط في سترتها وعفتها ورمز شرفها مقابل أي شيء ولن تقدم تنازلات، وتضيف أن نزع الحجاب كان الفيصل بينها وبين دخول مدرسة الشرطة، لكنها أبت أن تنزعه، وأن ترضى بالقليل، وهي اليوم مجرد معلمة في الابتدائي راضية بما كتبه الله لها.

حتى الآباء في قفص الاتهام

ومازال غياب رقابة الوالدين أمرا مفروغا منه في أنه من أسباب انحراف الأبناء عن الطريق السليم، ناهيك عن تقبلهم لنزع بناتهم الخمار، فهنا يكون غياب تام لدور الأب والأم في تربية خلفهم وتوريث الصالح لهم والكف عن الطالح عنهم، فلولا توجيهات ونصائح الأهل لما كانت بداية لكل نهاية، لكن كثيرا ما يغفلون وهي أخطاء تحسب عليهم، وهذا ما جاء في حديث كمال 27 سنة من بومرداس، حيث يقول أنه يعرف أختا لصديق له دائمة الإلحاح على وضع الخمار منذ نعومة أظافرها، بيد أنها كانت تتلقى الرفض منهم على الدوام بحجة صغر سنها وأقرانها لم يضعنه بعد، لكنها استطاعت إقناعهم بوجهة نظرها لما بلغت 16 من عمرها، لكن لم تمر عليها سنة حتى نزعته سأما منها ودون تحريك ساكن منهم

مقالات ذات صلة