الجزائر
استقبله الرئيس تبون.. وزير الخارجية الفرنسي:

فرنسا تريد فتح صفحة تعاون جديدة مع الجزائر!

عبد السلام سكية
  • 7800
  • 39
ح.م

عبّرت فرنسا عن رغبتها في فتح مرحلة جديدة في علاقتها مع الجزائر، وأكدت أنها تتقاسم الرغبة معها في رفع المحادثات والمشاورات إلى أعلى مستوى خلال هذه السنة، لإعادة بعث الديناميكية الجديدة في إطار الأجندة المصادق عليها بينهما، فيما قالت الجزائر إنها تناقشت مع باريس عديد الملفات التي تهم العلاقات الثنائية بينهما.
وقد استقبل الثلاثاء، رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بمقرّ الرئاسة، وزير الشؤون الخارجية الفرنسي جون إيف لودريون الذي يقوم بزيارة عمل إلى الجزائر.

وقال وزير الخارجية الفرنسي، جون إيف لودريون، في لقاء صحفي موجز، عقب المحادثات التي جمعته بنظيره صبري بوقدوم، بمقر الخارجية، أمس، إن الجزائر تعد “قوة توازن وسلم تتمسك بحزم باحترام سيادة الدول والحوار السياسي”، وتحدث المسؤول الفرنسي عن “تطابق وجهات النظر بين فرنسا والجزائر، وأن التشاور فيما بيننا يشكل أولوية”.

لودريون: الجزائر قوة توازن تتمسك بحزم باحترام سيادة الدول

وعرج لودريون الذي تولى سابقا حقيبة وزارة الدفاع في بلاده، على الحراك الشعبي الذي شهدته الجزائر طيلة سنة كاملة، وقال “شهدت الجزائر مرحلة حاسمة من تاريخها… وخلال تلك الفترة كررنا نفس الشيء، وقلنا إنه يعود للجزائريين فقط الحق في تقرير مصيرهم”.

وذكر لودريون في هذا الخصوص، في ما يشبه برأي مراقبين “تصحيحات” أو “توضيحات” لمواقف فرنسية سابقة: “قلنا إن الجزائريين وحدهم، عليهم أن يجدوا فيما بينهم طريقا للحوار الديمقراطي، وهذا جزء من احترامنا للسيادة الجزائرية”، مؤكدا “الانتخابات الرئاسية تم إجراؤها، وهنالك حكومة جديدة، والتي تريد فرنسا العمل معها”، وتأتي التصريحات الفرنسية الجديدة، بعد اللغط الذي أحدثه موقف الرئيس ايمانوال ماكرون، عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات، حينما قال “أخذت علما بالإعلان الرسمي عن فوز تبون في الانتخابات الرئاسية الجزائرية من الدورة الأولى”(..)، مع دعوته “بدء حوار بين السلطات والشعب”، ليرد عليه الرئيس تبون “هو حر يسوّق البضاعة التي يحب في بلاده وأنا انتخبني الشعب الجزائري ولا أعترف إلا بالشعب”.

وبخصوص الحوار الذي أطلقه الرئيس تبون، قال “ضيف الجزائر”، إن “الرئيس تبون عبَر عن طموحه لإحداث تغيير وتعزيز الحكامة وتحقيق دولة القانون والحريات، وأيضا لتقوية وتنويع الاقتصاد تماشيا وتطلعات الشعب منذ سنة، كما التزم الرئيس تبون بقيادة الجزائر في إطار روح الحوار، من أجل أن يتمكن الجزائريون من التعبير عن رأيهم بهذه الإصلاحات، والتي نتمنى أن ينجح في هذه المهمة، وأن يقود تنفيذ الإصلاحات إلى نجاح الجزائر والجزائريين”، وكان تبون قد استقبل لودريان، مساء أمس بمقر الرئاسة.

وعن مجالات التعاون بين البلدين، ذكر لودريون، “عبَّرت لبوقدوم عن رغبتنا في فتح مرحلة جديدة في علاقاتنا الثنائية، لإعادة بعث الديناميكية الجديدة في إطار الأجندة التي صادقنا عليها، وهذا سينسحب على جميع المجالات ومنها الأمن والاقتصاد والثقافة والتربية والتكوين”، وفي الملفات الدذولية، أورد المتحدث “كنا في برلين بخصوص الملف الليبي، قمنا بتوحيد الجهود للوصول إلى وقف إطلاق نار دائم، وإعادة إطلاق الحوار السياسي، وستكون هنالك خطوات مشتركة”.

بوقادوم: أصررت على ضرورة سلاسة أكثر في معالجة ملفات التأشيرة

مسؤول الدبلوماسية الجزائرية، الوزير بوقادوم، قال في ذات الندوة الصحفية “ناقشنا ملفات عديدة تهم العلاقات بين بلدينا في الجانب الاقتصادي والسياسي، واتفقنا على تفعيل مختلف الميكانيزمات بين البلدين”.

وأبدت الجزائر على لسان بوقادوم، رفضا لطريقة تعامل باريس مع ملف التأشيرات، وقال “ناقشت ملف تنقل الأشخاص بين البلدين، وأصررت على ضرورة سلاسة أكثر في معالجة الملفات وبمرونة تليق بمستوى وحجم العلاقات بين البلدين”، وكان القنصل العام الفرنسي بالجزائر، قد أكد في تصريحات لوسائل إعلام محلية نشرت الاثنين، انخفاض عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين.

وعن الاستثمارات الفرنسية في الجزائر، والتي تؤكد المعطيات أنها تقلصت مقارنة بالصينية والتركية، ذكر بوقادوم “لمست استعدادا من الوزير لودريون، على دعم رجال الأعمال الفرنسيين بالنظر إلى الجزائر، وخاصة الجزائر الجديدة، وبأكبر مرونة وجرأة”، وتابع “اتفقنا على مواصلة الحوار الاستراتيجي والمشاورات على جميع المستويات”.

مقالات ذات صلة