الرأي

فضيحة بجلاجل!

جمال لعلامي
  • 7105
  • 10

لم أكن أنوي أبدا أو أرغب في الحديث عن مباراة غانا-مصر، لكن غرور الفراعنة، أجبرني على الحديث وفكّ عقدة من لساني وحرّر قلمي وأطلق العنان للكلمات. فالذي حدث للفريق المصري، كان “فضيحة بجلاجل”. وهذا بشهادة المناصرين المصريين، وبالتحديد إعلام الفتنة الذي أعاد فتح صفحته المريرة مع الجزائر، عشية مباراته المصيرية مع منتخب “النجوم السود”!

لقد شبّه المصريون ما حدث لفريقهم بنكسة 67، فيما احتفلت جماعة مرسي بالنكسة نكاية في جماعة السيسي، حيث تحوّلت الهزيمة الرياضية إلى “حرب  سياسية” دوّت المنتديات الإلكترونية، وأعادت فتح الملف بين الأشقاء الفرقاء المتهارشين حول السلطة!

لكن، الضربة كانت موجعة بكلّ المقاييس، بالنسبة إلى فضائيات “هزي يا نواعم”، حيث اختلط الكلام والسلام مع مجموعة الغندور وشلبي وشوبير وشلتهم من شاتمي الجزائريين الأحرار والشهداء الأبرار ! 

لقد انكشف القناع مرّة أخرى عن هذه الشلة أو “مجموعة الأشرار”، التي شنت حملة ضغط رهيبة على الفريق الغاني، قبيل المباراة، ولم تستح من إطلاق “تحذيرات” والاستناد إلى “النموذج الجزائري” بمحاولة إحياء الجراح والنبش فيها بطريقة خادشة للحياء!

هاهو المنتخب الغاني يكسر غرور الفراعنة بسداسية نظيفة، مثلما كسر الخضر قبل أربع سنوات، كبرياء مزيفة لفريق استعراضي، ودفن استعراضاته البهلوانية في مقبرة أمّ درمان!

لقد تذكر رؤوس الفتنة في مصر الجريحة، “تجربتهم” مع الجزائريين الذين تصدّوا لهم بالجملة والتجزئة، وفضحوا مخططهم وعرّوا عنجهيتهم، وأفشلوا مؤامرتهم التي باءت في آخر المطاف بالفشل المبين!

لم يجد هؤلاء ما يفسّرون به هزيمة منتخب مصر، إلاّ مبرّر دخول المنتخب مرحلة العجز والإفلاس وتحوّله إلى منتخب شيخوخة مسعفة وعجزة لا يقدرون على ركل الكرة وتوصيلها إلى شباك الخصم، أو على الأقل إنقاذ شباكهم من أهداف محققة!

هي اللعنة ما زالت تلاحق “بلطجية” تحاملوا وتطاولوا على الجزائريين بسبب فشل مشروع التوريث الذي أطلقه الريّس المخلوع حسني مبارك ونجلاه جمال وعلاء. وهي لعنة الشهداء تنتقم من هذه الحفنة التي مرمدت العرب والمسلمين وباعت فلسطين، قضية كلّ العرب!

..اللهمّ لا شماتة، لكن هذا درس جديد لمن يعتقد أنه فوق كلّ الناس، وأنه لا يؤمن بالهزيمة وأنه لا يعرف إلاّ النصر، رغم الهزائم والمهازل التي مُنُوا بها على مرّ التاريخ والأزمنة!

حان الوقت ليعترف “طويلو اللسان” بأخطائهم وخطاياهم و”جرائمهم” اللفظية، في حقّ الجزائريين وكلّ العرب والمسلمين. وهاهي غانا تلقنهم درسا في المقاومة واللعب النظيف البعيد عن أيّ تلاعب مثلما كان يحلو لهم امتهانه في زمن سمير زاهر و”الكابتن” حسن شحاتة!

هذه هي كرة القدم، رابح وخاسر، لكن هل يستوعب صنـّاع “البدع والباذنجان” الدرس، فيعودون إلى رشدهم أو إلى جادة الصواب، فيتخلون عن غرورهم وغيّهم قبل أن يجرفهم التيار، فيكونون فراعنة زمانهم، بعدما فشلت “بقرتهم السوداء” عن جلب السعد وإبعاد النحس، وهم الممثلون البارعون المتعوّدون “دايما” على الخدع السينمائية؟ 

مقالات ذات صلة