الرأي

فضيحة في برج باجي مختار!

رشيد ولد بوسيافة
  • 10164
  • 12

المأساة التي عاشتها عشر أستاذات ببرج باجي مختار حين هاجمتهن عصابة منحرفين واعتدت عليهن بالسّلاح الأبيض، تكشِف حالةَ الانفلات التي يشهدها المجتمع، إذ بات المنحرفون والمجرمون يفرِضون منطقَهم في الأحياء الشّعبية والمؤسسات الجوارية، وبات العاملون في المدارس والمراكز الصحية والمصالح الإدارية يواجهون أخطارا يومية مع المعتدين.

لكن؛ تبقى حادثة برج باجي مختار فريدةٌ من نوعِها، وتّطرح تساؤلاتٍ كثيرةٍ حولها، على أساس أنّ الاعتداء استمر لساعتين من الزمن، دون أن يتدخل أحد لإنقاذهن، أما إذا كان المكان معزولا فكيف تُترك عشرُ نساءٍ معهن رضيعة دون حراسة، علما أن المعلومات الواردة من هناك تؤكّد أنّ الضّحايا سبق لهن التّعرض لمحاولات اعتداء، وهو ما كشفته إحدى النقابات الناشطة في قطاع التربية، التي قالت إنه الاعتداء الرابع خلال شهرين!

ما حدث في برج باجي مختار هي فضيحة بكل المقاييس، ضحيتها عشرُ نساء تُركن عرضة للمنحرفين الذين نفذوا جريمتهم دون أن يكونوا في عجلة من أمرهم، وغادروا دون أن ينتبه إليهم أحد، وهو أمر يتطلب فتح تحقيق عاجل وتحديد المسؤوليات في هذا التّقصير بترك بنات الجزائر في مكان معزول دون حراسة!

هذه الحادثة التي هزت منطقة برج باجي مختار الآمنة، تفتح الباب أمام وضعية المعلّم والأستاذ في كل ربوع الجزائر، والذي يتعرض للإهانة بشكل مبرمج، وأول إهانة في حق الأستاذ أن تمنحه راتبا لا يكفيه لأسبوع واحد، وتضعه في مكانة هي الدّنيا في سلمّ المجتمع، وإذا احتجّ أو رفض هذا الواقع تُسلّط عليه عقوباتٌ بدائية تستهدف راتبه الزّهيد.

إنّ القبض على المعتدين في برج باجي مختار هو تحصيل حاصل، وقد حقّقت مصالح الأمر تقدّما في هذا الموضوع، لكن توفير الحماية لموظفي التّربية الذي يواجهون يوميا الاعتداءات هو ما يجب أن تركّز عليه الوصاية مستقبلا، حتى لو تطلب الأمر قانونا مشابها لقانون حماية موظفي الصّحة.

وفي هذا السّياق تكفي دراسة مسحية تشمل كافة المؤسّسات التعليمية على المستوى الوطني للوقوف على هول الاعتداءات التي يتعرض لها الأساتذة والمعلمون وعموم المشتغلين في قطاع التربية، والكثير من هذه الاعتداءات يتورط فيها تلاميذ، وسبب ذلك هو الانفلات العام الموجود في المجتمع، وهي ظاهرة استفحلت مع إجراءات الحجر الصحي.

مقالات ذات صلة